تعليق: الناتو في السبعين، وماذا بعد؟

2019-04-04 12:52:48|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 4 أبريل 2019 (شينخوا) يدخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى سنته السبعين اليوم (الخميس). وباعتباره أطول الأحلاف العسكرية عمرا في التاريخ الحديث، ربما يكون من الأفضل للحلف أن يتوقف، ويفكر في الطريق السائر عليه.

عندما تأسس أول مرة في عام 1949، تشكل حلف الناتو كحلف دفاعي جماعي لمواجهة الاتحاد السوفيتي والدول الدائرة في فلكه حينئذ. وبعد انتهاء الحرب الباردة، واصل الحلف عمله ككتلة أمنية عبر الأطلسي.

وعلى مدى عقود، واجه الناتو تحديات مختلفة؛ من النزاعات الداخلية حول قناة السويس عام 1956 إلى خروج فرنسا عام 1966 من القيادة العسكرية، ومن أزمة الصواريخ الأوروبية في الثمانينات إلى أزمة البوسنة في التسعينات.

الآن، وبعد نحو 3 عقود من سقوط جدار برلين، مازال الناتو يجد نفسه محاصرا. في الحقيقة، وكما أوضح ممثلا الولايات المتحدة في الحلف، دوغلاس ليوته ونيكولاس بيرنز، وضعية الناتو، في تقرير لهارفارد مؤخرا، فإن الناتو يواجه ربما "سلسلة التحديات الأكبر والأعقد في تاريخه".

وهذه المرة، يأتي أبرز تحدٍ يواجهه الحلف، من واشنطن المتشككة.

وبزعمها أن الولايات المتحدة مُستغلة تماما، تضخم الإدارة الأمريكية الحالية حديثها عما تسميه تشاطر الأعباء، في محاولة منها للضغط على حلفائها الأوروبيين لزيادة الإنفاق بالمجال الدفاعي. وهذا التوجه التجاري قد أثار حذر أوروبا، وأدى إلى العبارة المتداولة كثيرا، التي قالتها المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وهي "أن الأوقات التي كنا نستطيع الاعتماد فيها على آخرين، بلا شروط، قد ولّت".

أما المصالح المتخالفة داخل الناتو، فتشكل هي الأخرى عقبة كأداء رئيسية. لقد توسع الناتو من 12 عضوا في البداية إلى 29، ويتوقع أن تكون مقدونيا الشمالية العضو الـ30 قريبا. وهذا التوسع في الرقعة الجغرافية-السياسية يجعل من الصعب جدا التوصل لأهداف مشتركة. ففي حين يرى الأعضاء من شرقي أوروبا أن الردع ضد روسيا يشكل أولويتهم القصوى، يرى الآخرون أنه ليس ضروريا أن يستثمروا موارد وطنية هائلة من أجل شيء لا يتوقعون منه الكثير.

والتحدي الثالث يأتي من الحقيقة المزعجة وهي أن بعض العواصم الأوروبية الرئيسية تترنح بمواجهة مشاكلها الداخلية الخاصة بها. فلندن تعاني من أجل إيجاد طريق مناسب للخروج من الاتحاد الأوروبي، في حين تناضل باريس من أجل مواجهة الشعبوية المتزايدة الظاهرة بشكل احتجاجات السترات الصفراء العنيفة في أحيان كثيرة.

وحتى الآن، هناك القليل من الإشارات على أن الناتو سيتمكن من معالجة هذه المشاكل بصورة مناسبة.

هناك توجه ينذر بالخطر حاليا في داخل الناتو وهو أنه يبدو أن الحلف يغير تركيزه مرة أخرى ويعيده لأصله وهو مواجهة روسيا. وقد تعزز ميله شرقا كثيرا منذ حادثة القرم في عام 2014، وسط لهجة خطابية متفاقمة حول العودة إلى سياسات القوى الكبرى.

ولكن العديدين يرون أن تحركات الناتو التي يبررها لإثبات نفسه، مثل تواجده في دول مجاورة لموسكو تماما، يمكن أن تعتبر استفزازا وتستدعي ردود فعل مقابلة خطيرة.

لقد راجع تقرير لمعهد ((بروكنغز)) 63 من التحالفات العسكرية الرئيسية على مدى 5 قرون مضت، ووجد أن 47 منها قد تفككت. ورغم احتفاله بعمره الطويل، ولكن يتعين على الناتو أن يعيد تقييم هدفه وتوضيح طريقه المستقبلي.

وإذا كان الناتو يسعى للمساعدة في بناء السلام والاستقرار، إقليميا وعالميا، فعليه أن لا يجعل نفسه مصدرا لمشاكل تستفز الآخرين تحت حجة الحفاظ على الأمن. أما تحويل نفسه من موروث الحرب الباردة إلى هيئة متعددة الأطراف داعمة للتنمية، فهو على الأرجح فكرة جيدة.

الصور

010020070790000000000000011100001379493771