تحليل إخباري: هل يتجه نتنياهو في حال تكليفه إلى تشكيل حكومة وحدة مع غانتس أم حكومة يمينية؟

2019-04-14 07:12:49|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بقلم : محمد عبد أبو لبدة

القدس 13 أبريل 2019 (شينخوا) يرى محللون أن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة ستلقى على عاتق رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، الذي سيتجه في حال تكليفه إلى التحالف مع شركائه الطبيعيين من اليمين والأحزاب المتشددة.

لكن ثمة من يعتقد أن نتنياهو قد يتعرض لضغوط وتدفعه بعض التحديات لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع تحالف "أزرق أبيض" منافسه الرئيسي في الانتخابات بزعامة الجنرال بيني غانتس.

ويبدأ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بعد غد الإثنين مشاوراته مع ممثلي الأحزاب والقوائم، التي تمكنت من اجتياز نسبة الحسم في انتخابات الكنيست، لتكليف أحد النواب بتشكيل الائتلاف الحكومي الجديد.

وبحسب صحيفة (معاريف)، سيتشاور الرئيس ريفلين في بادئ الأمر مع رؤساء الكتل البرلمانية وسيستمع إليهم حول الشخصية، التي يوصون بتكليفها بتشكيل الحكومة.

ويتعين على من يتم اختياره أن ينجح في تشكيل الائتلاف الحكومي خلال 28 يوما، مع إمكانية تمديد هذه الفترة 14 يوما.

حكومة يمين؟

ويرجح المحلل السياسي لصحيفة (يديعوت أحرونوت) شمعون شيفر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن تلقى مهمة تشكيل الحكومة على نتنياهو، الذي حصد حزبه الليكود 36 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ 120.

وأظهرت النتائج النهائية غير الرسمية للانتخابات التشريعية الخميس حصول حزب الليكود بزعامة نتنياهو على 36 مقعدا بفارق مقعد واحد عن منافسه الرئيسي تحالف "أزرق أبيض"، الذي يتزعمه غانتس.

ورأى شيفر أن "نتنياهو سيبدأ مباشرة بعد تكليفه رسميا إجراء اتصالات مع رؤساء الأحزاب اليمينية الممثلة في البرلمان لتشكيل ائتلاف يعتمد على 65 نائبا، وهو عدد المقاعد التي حصلت عليها أحزاب اليمين مجتمعة".

وأوضح أن "الحكومة المقبلة ستكون مشابهة للحكومة الحالية كون الشركاء المرشحين لتأليفها من نفس الأحزاب التي شكلت الائتلاف الحالي".

وقال شيفر "إن نتنياهو يفضل أن يجلس في الحكومة مع شركائه الطبيعيين من اليمين والأحزاب المتشددة دينيا، ولن يعرض بتاتا على تحالف أزرق أبيض الدخول إلى ائتلافه وتشكيل حكومة وحدة".

وشاطره الرأى الصحفي إيلي نيسان، قائلا إن نتنياهو سيتجه في حال تكليفه إلى تشكيل ائتلاف مع أحزاب اليمين.

وأوضح نيسان ل(شينخوا) أن "مهمة تشكيل الحكومة المقبلة لن تكون سهلة، خاصة وأن الأحزاب اليمينية تضع شروطا مختلفة للدخول إلى الحكومة".

وتابع "على نتنياهو أن يعرف كيفية التعاطي مع هذه الشروط وإيجاد صيغة توافقية تكون مقبولة لهذه الأحزاب".

وفي المقابل فإنه على أحزاب اليمين أن تدرك أن نتنياهو لن يتردد في تشكيل حكومة وحدة مع غانتس، إذا وصلت المفاوضات الائتلافية معها إلى طريق مسدودة، بحسب نيسان.

ويواجه تحالف نتنياهو اليميني تحديا يتمثل بقانون تجنيد طلاب المعاهد الدينية في الجيش الاسرائيلي، والذي ترفضه الأحزاب المتشددة بصيغته الحالية.

وكان هذا القانون قد أجبر نتنياهو على حل حكومته السابقة والتوجه إلى انتخابات مبكرة بعد انقضاء الموعد النهائي، الذي منحته المحكمة العليا الإسرائيلية للحكومة حتى 15 يناير الماضي لتمرير التشريع.

ويحدد مشروع القانون الحد الأدنى من الأهداف السنوية لتجنيد طلاب المعاهد الدينية، ويفرض عقوبات مالية على المدارس الدينية التي لا تلتزم بإرسال طلابها للتجنيد.

ويتجنب معظم المجتمع الأرثوذكسي المتشدد الخدمة العسكرية الإلزامية التي تنطبق على المواطنين الإسرائيليين، وقد تمتعت الجماعة تاريخيا بإعفاءات شاملة من الجيش لصالح التعليم الديني.

ومن التحديات أمام هذا التحالف اليميني أيضا، مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للسلام مع الفلسطينيين المعروفة بصفقة القرن، بحسب نيسان.

وينوه بأن "شركاءه (نتنياهو) في اليمين الديني أعلنوا مسبقا رفضهم لأي مقترح بإقامة دولة فلسطينية، عدا عن إعلان نتنياهو، نفسه خلال الأيام الأخيرة للمعركة الانتخابية أنه لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية وسيسعى لفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية".

وفي حال فشل نتنياهو أو أي شخص آخر في تشكيل ائتلاف حكومي،فإن سيناريو التوجه إلى انتخابات جديدة لن يصب في مصلحة اليمين، الذي حقق انتصارا كبيرا في الانتخابات الأخيرة ولا شيء يضمن تكراره، حسب ما يشير نيسان.

وقد تدفع هذه التحديات بجانب ضغوط أخرى، نتنياهو في حال تكليفه إلى تشكيل حكومة وحدة.

حكومة وحدة؟

وتقول صحيفة (معاريف) نقلا عن مصدر وصفته برفيع المستوى ومطلع على المفاوضات الائتلافية إن "ريفلين سيدعو إليه نتنياهو، ورئيس تحالف أزرق أبيض بيني غانتس، وسيعرض عليهما اقتراحا بتشكيل حكومة وحدة".

وأضافت أن "الحافز لتشكيل حكومة كهذه هو التحديات التي تقف أمام إسرائيل في الشهور القريبة القادمة".

وأوضح أنه "يتعين على الحكومة المقبلة أن تقرر ما إذا كانت سترفع الضرائب أم ستخفض ميزانيات الوزارات الحكومية، إضافة إلى خطة السلام الأمريكية والتحديات الأمنية وسن قانون التجنيد".

وأشارت الصحيفة إلى أن "كل هذه الملفات تقرب نتنياهو من إمكانية الائتلاف مع غانتس، بالإضافة إلى المصاعب التي ستواجهه في تشكيل ائتلاف ضيق".

وثمة أصوات ترى أن خيار حكومة الوحدة هو الأفضل لإسرائيل. إذ دعت النائبة من حزب العمل اييلت فيربين نحمياس، في مقابلة تلفزيونية نتنياهو إلى تشكيل حكومة وحدة مع غانتس.

وقالت نحمياس إن الجمهور الإسرائيلي يرغب بحكومة مستقرة وترتكز على قاعدة واسعة، ولا يريد تشكيل حكومة يمينية ترتكز على أحزاب صغيرة تبتز رئيس الحكومة وتهدده دائما بالانسحاب من الائتلاف.

ورأت أن "الرئيس ريفلين سيضغط على نتنياهو لتشكيل حكومة وحدة، وكذلك سيفعل الرئيس الأمريكي، الذي يستعد لعرض خطته للسلام ولا يرغب بأن تكون أحزاب اليمين حجر عثرة أمام تمرير هذه الخطة".

ويرى مئير شطريت، وهو عضو سابق في الكنيست في مقابلة مع قناة (كان 11) إن نتنياهو سيرتكب خطأ إذا شكل حكومة يمينية يحتمل أن ترفض خطة السلام الأمريكية.

ومع ذلك رأى شطريت أن تشكيل حكومة وحدة أمر صعب يكاد يكون مستحيلا إذ أن مثل هذه الحكومة لن تمنح نتنياهو الحصانة، التي يسعى إليها من خلال سن قانون يمنع محاكمة رئيس الوزراء خلال فترة شغله للمنصب.

ويشتبه في تورط نتنياهو في ثلاث قضايا فساد، وينتظر خضوعه لجلسة استماع خلال الصيف قبل أن يتخذ المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية قراره بتقديم لوائح اتهام ضده من عدمه.

ولا يلزم القانون الإسرائيلي رئيس الحكومة بتقديم استقالته إن قدمت ضده لائحة اتهام.

في المقابل، يرفض النائب بتسلئيل سموتريتش رئيس حزب الاتحاد الوطني المنضوي تحت مظلة اتحاد أحزاب اليمين الدعوات لتشكيل حكومة وحدة.

وقال في تغريدة على (تويتر) "ماذا جرى لليسار؟ فجأة أصبح من دعاة الوحدة، يفعل كل شيء حتى لا ينضم سموتريتش إلى الحكومة".

وفي تغريدة ثانية، أضاف سموتريتش "الشعب في إسرائيل صوت لليمين، ونتنياهو الذي حصل على معظم الأصوات تعهد مرة تلو الأخرى بشكل واضح أنه في حال أعيد انتخابه فسيشكل حكومة يمين".

الصور

010020070790000000000000011101451379747971