"حدائق جيب"- لقاء بحياة أفضل

2019-04-15 09:52:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 15 أبريل 2019 (شينخوانت) إن مدينة بكين بصفتها مدينة كبيرة وحديثة وعالمية، يعيش فيها أكثر من عشرين مليون نسمة. وظلت حكومة البلدية تسعى إلى تخفيف التلوث وتحسين البيئة الإيكولوجية، لكي تصبح بكين مدينة صديقة للبيئة وملائمة للحياة، ولتعزيز الشعور بالسعادة لسكانها.

ومن أجل توسيع الفضاء البيئي الحضري، أكملت حكومة بكين بناء أكثر من خمسين حديقة مصغرة في عام 2018، حيث تتراوح مساحتها من عشرات الأمتار المربعة إلى مئات الأمتار المربعة، وتوزع حول المباني السكنية والأحياء التجارية والأزقة، وتسمى بـ"حدائق الجيب" بسبب حجمها الصغير. وبالنسبة إلى مدينة بكين باعتبارها مدينة ضخمة ومكتظة بالمباني الشاهقة، تشبه هذه الحدائق واحة في صحراء، وتؤدي دورا كبيرا في تحسين البيئة الإيكولوجية الحضرية، وتلبية الاحتياجات المتزايدة من سكانها إلى الحدائق.

وتعتبر منطقة "شيتشاهاي" منطقة سياحية مشهورة في بكين، حيث تجذب العديد من السياح المحليين والأجانب لزيارتها كل يوم، وفي الماضي ازدحمت بالكثير من المباني غير المرخصة مثل محلات بيع المنتجات السياحية والمطاعم الصغيرة، التي تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية للسكان المحيطين بها. وفي العام الماضي، هدمت حكومة البلدية مباني غير مرخصة حول المنطقة وبنت "حديقة جيب"، وزرعت بها أشجار صنبور وأشجار كافور وزهور ورد وزودتها ببعض معدات اللياقة البدنية أيضا. وقالت السيدة تشين البالغة من العمر 66 عاما والتي ظلت تسكن في هذه المنطقة لسنوات عديدة إن المطاعم المحيطة ببيتها كانت تبقى مفتوحة حتى منتصف الليل في الماضي، الأمر الذي يؤثر على نومها كثيرا، والآن تذهب إلى الحديقة الجديدة كل صباح مع جيرانها للتمارين والتمتع بالمناظر الجذابة والهواء المنعش.

ويعمل الشاب الأمريكي مايك جوناثان في إحدى الشركات التكنولوجية الواقعة في حي "تشونغقوانتسون" الذي يعتبر "وادي السليكون" في الصين. وبعد تناول وجبة الغداء كل يوم، يذهب إلى "حديقة الجيب" بالقرب من شركته لممارسة التحدث باللغة الصينية الشفهية مع زملائه الصينيين، بينما يمارس زملاؤه التحدث باللغة الإنجليزية معه. ويرى جوناثان أنه بالرغم من أن الحديقة صغيرة، لكنها توفر منصة للتواصل ومساحة للاستراحة، مما يسمح للناس بزيادة التعارف وتعزيز التبادل، إن بكين ليست مجرد مدينة تصنع المعجزات التنموية كل يوم، بل إنها أيضا مدينة مفعمة بالمشاعر الإنسانية.

وبالنسبة إلى السيد تشانغ الذي يسكن في أحد الأزقة بمنطقة "دونغسي"، فإن "حديقة الجيب" بالقرب من بيته والتي بُنيت في العام الماضي تعتبر "مركز تبادل معلومات" لمساعدة ابنته في العثور على زوج. ولا يملك الشباب حاليا وقتا للتفكير في الزواج بسبب العمل الكثيف، ويُقلق هذا الشأن أولياءَ أمورهم. وتجاوز عمر بنت السيد تشانغ ثلاثين عاما ولم تتزوج، الأمر الذي يزعجه كثيرا. وبعد اكتمال بناء "حديقة الجيب" بالقرب من بيته في العام الماضي، كان السيد تشانغ يذهب إليها للمشي بعد العشاء كل يوم. ومن خلال التبادل مع أولياء الأمور الآخرين، عرف أن العديد من الشباب حاليا يتزوجون في وقت متأخر بسبب ضغوط العمل الكبيرة، لذلك يريد إنشاء "مركز معلومات" لمساعدة الشباب على معرفة المزيد من الأصدقاء. والآن، يزداد عدد الشباب الذين يعرفون بعضهم البعض بفضل الجهود الدؤوبة المبذولة من قبل "مركز المعلومات"، كما وجدت ابنة السيد تشانغ حبيبها، فيسمون حديقة الجيب بـ"ركن الحب".

وفي الوقت الحاضر، أصبحت "حديقة الجيب" منظرا جميلا في بكين، حيث لا توفر للناس مكانا لممارسة التمارين الرياضية ومنصة لتعزيز التبادل والتعارف فحسب، بل تقرب العلاقات بين الإنسان والطبيعة أيضا، وتؤدي دورا لا غنى عنه في بناء بكين لتصبح مدينة متناغمة وملائمة للحياة.

   1 2 3 4 >  

الصور

010020070790000000000000011100001379779651