تقرير إخباري: بدء الاحتفالات السنوية ليهود تونس في معبد"الغريبة" بجنوب شرق البلاد

2019-05-23 01:17:42|arabic.news.cn
Video PlayerClose

تونس 22 مايو 2019 (شينخوا) انطلقت بعد ظهر اليوم (الأربعاء) الاحتفالات السنوية ليهود تونس التي تقام في كنيس "الغريبة" اليهودي بجزيرة جربة بجنوب شرق البلاد، الذي يعد واحدا من أقدم المعابد اليهودية في إفريقيا.

وستتواصل هذه الاحتفالات على مدى يومين، بحضور ومشاركة رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، وعدد كبير من أعضاء فريقه الحكومي، إلى جانب العديد من الشخصيات السياسية والدينية الأجنبية.

وتجري هذه الاحتفالات وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث نشرت السلطات التونسية المئات من أفراد الأمن والدرك والجيش في جزيرة جربة الواقعة على بعد نحو 500 كلم جنوب شرق تونس العاصمة.

وفرضت بالمناسبة إجراءات تفتيش دقيقة وصارمة عند مدخل الجزيرة وفي محيط كنيس "الغريبة"، إلى جانب تسيير دوريات مشتركة بين الأمن والجيش، وذلك لتأمين نجاح هذه الاحتفالات التي ينتظر أن يشارك فيها نحو 8 آلاف يهودي من تونس وخارجها.

وأكد وزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي اليوم، أن "زيارة كنيس "الغريبة" أصبحت حدثا عالميا يحظى بمتابعة الصحافة الوطنية والعالمية''، لافتا إلى أن ''عودة اليهود أصيلي تونس بعد غياب دام قرابة الأربعين عاما، هو مؤشر على عودة الثقة وعلى حبهم لتونس".

واعتبر في تصريحات إذاعية، أن تزامن هذه الاحتفالات الدينية مع شهر رمضان '' يمثل رسالة قوية للعالم تبرز قدرة تونس على التعايش السلمي بين مختلف الديانات".

وتوافد على جزيرة جربة خلال اليومين الماضيين، الآلاف من اليهود من تونس وعدد من الدول الأوروبية، وذلك للمشاركة في هذه الاحتفالات السنوية، حيث توقع بيريز الطرابلسي، رئيس جمعية معبد "الغريبة" اليهودي أن يتراوح عدد زوار "الغريبة" خلال هذا العام ما بين 6 و7 آلاف شخص بعد أن كان في حدود ألفي زائر في السنة الماضي.

وتنظر تونس إلى هذه الاحتفالات السنوية التي يتم خلالها ممارسة العديد من الطقوس منها إشعال الشموع، وطلب البركة من الحاخام فيما تكتب النسوة الأماني على البيض ومن ثم تضعنه في قبو بالمعبد، بالإضافة إلى القيام بـ"الخرجة" إلى الساحة الأمامية للكنيس، وسط الغناء ودق الطبول، على أنها واحدة من أبرز الروافد للقطاع السياحي التونسي.

وكان رئيس الحكومة التونسية، قد أعرب عن أمله في أن تكون هذه الاحتفالات "بداية لموسم سياحي كبير واستثنائي سيفتح آفاقا كبرى ببلوغ نحو 9 ملايين سائح، أي بزيادة بـ3.5 مليون سائح خلال السنوات الثلاث الأخيرة".

وأشار قبل بدء هذه الاحتفالات إلى أن جزيرة جربة التي انطلقت فيها اليوم الاحتفالات السنوية ليهود تونس، تعد "فريدة من نوعها في التعايش بين الأديان والتسامح ولابد أن يعي هذا كل التونسيين".

واعتبر أن المشاركة في الاحتفالات السنوية ليهود تونس في معبد "الغريبة" بجزيرة جربة ، هو "خير دليل على انفتاح الشعب التونسي وتمسكه بتاريخه وعراقته في إطار التعايش السلمي الذي يقوم على أساس الثقة والاحترام المتبادل بين أصحاب الديانات".

وأضاف أنها تمثل أيضا رسالة قوية توجه بهذه المناسبة إلى العالم بإعطاء صورة إيجابية على تونس كدولة ديمقراطية ومنفتحة على محيطها المتوسطي والإفريقي وكل الثقافات.

يشار إلى أن يهود تونس دأبوا على تنظيم هذه الاحتفالات سنويا بمشاركة المئات من اليهود التونسيين المقيمين وفي عدد من الدول الأخرى، منها فرنسا وإيطاليا، كما شارك فيها خلال سنوات ماضية عدد من اليهود القادمين من إسرائيل.

وكان كنيس الغريبة يستقطب سنويا آلاف السياح والزائرين يهودا وغير يهود، الذين يزورونه للمشاركة في الاحتفالات الدينية، التي تتم وسط حماية أمنية مشددة، وذلك منذ تعرضه في الحادي عشر من إبريل من العام 2002 إلى تفجير تبناه تنظيم 'القاعدة"، أسفر في حينه عن مقتل 21 شخصا، معظمهم من السياح الألمان.

ويقدر عدد أفراد الجالية اليهودية في تونس حاليا بنحو ألفي شخص فقط، موزعين على جربة وتونس العاصمة وبعض المدن الأخرى، علما وأن الجالية اليهودية كانت تعد واحدة من أكبر الجاليات اليهودية في المنطقة العربية، غير أن عدد أفرادها تراجع على مر السنين.

الصور

010020070790000000000000011101421380811531