مقالة خاصة: صناعة السياحة تكتشف "كعكة ضخمة" بين 560 مليون مزارع في الصين
ينتشوان 24 مايو 2019 (شينخوا) تطورت صناعة السياحة الصينية سريعا وسط تزايد النمو الاقتصادي والدخل المتاح، وبدأ المزارعون الصينيون مغادرة قراهم للسفر في جميع أنحاء البلاد.
يمثل المزارعون حوالي 40 في المئة من إجمالي سكان البلاد. ووفقًا للأرقام الحكومية، في عام 2008، قام سكان الريف بإجراء حوالي مليار رحلة فقط، وفي العام الماضي قفز الرقم إلى 1.42 مليار. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت نفقات السياحة ومتوسط الإنفاق نموا سريعا.
وبسبب وجود حواجز مثل التعليم واللغة، اقتصر سكان الريف على الجولات الجماعية والجولات العائلية.
وعندما تدفق السياح لموقع شابوتو المنظري في منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين، وهو مسقط رأس تشانغ يو تشن مزارعة عاشت فيه عشرات السنوات، اختارت تشانغ وزوجها تجربة الجمال في شرقي الصين.
وترك المشهد الليلي أثناء الرحلة فوق نهر هوانغبو في شانغهاي انطباعًا عميقًا في ذهن تشانغ. كما قضت بعض الوقت في تأمل التاريخ في حديقة جبل نانجينغ تشونغشان الوطنية في مقاطعة جيانغسو وزارت جمال البحيرة الغربية الساحر في هانغتشو حاضرة مقاطعة تشجيانغ.
وقالت تشانغ (66 عاما) "لقد رأيتها على شاشات التلفزيون، لكن المنظر الحقيقي كان أفضل بكثير".
وكانت تشانغ وزوجها ماي آن تشيوان (70 عامًا)، ضمن فوج سياحي نظمته وكالة السياحة في نينغشيا مؤخرًا لزيارة 6 مدن في شرقي الصين. وانضم أكثر من 30 شخصًا إلى الجولة، وكان معظمهم من المزارعين من المناطق الداخلية.
وأثناء وجوده في شانغهاي، وقف ماي آن تشيوان زوج تشانغ على قمة برج جينماو في مدينة شانغهاي والذي يزيد طوله عن 400 متر، وهو يشاهد المنظر الجوي ويتنهد بكثير من العاطفة.
وقال ماي "كنت أعمل في مجال الإنشاءات لسنوات عديدة، لكن أطول مبنى شاركت في بنائه كان 30 طابقا فقط"، "لم أعتقد أبداً أن المباني يمكن أن تكون طويلة جدًا حتى رأيتها في الحياة الحقيقية".
وأحبت تشانغ يو تشن السفر عندما كانت صغيرة. ومع ذلك، في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، عندما بدأت السياحة في الازدهار، كانت مشغولة بالعمل في الحقول وكسب المال لدعم أسرتها، كما فعل معظم المزارعين في الصين. وقالت إن السفر بالكاد كان خيارًا.
وتتذكر تشانغ قائلة "في ذلك الوقت، كان كل ما أفكر فيه هو زراعة المزيد من المحاصيل لمساعدة أطفالي على عيش حياة أفضل"، "لم يكن لدي نقود أو وقت إضافي للسفر".
وتابعت تشانغ إن الذهاب إلى سوق أقرب بلدة أو ركوب دراجة إلى منزل أحد أقربائها كان هو السفر بالنسبة لها في ذلك الوقت.
وقبل الجولة في شرقي الصين، كانت رحلات تشانغ وماي مقيدة بشكل رئيسي في نينغشيا. كان أبعد مكان ذهبا إليه هو جبل كونغتونغ في مقاطعة قانسو المجاورة.
وقال تشانغ "لقد تزوج أطفالنا جميعا، ولدينا بعض المال الإضافي"، "لذلك قررنا الذهاب في رحلات بينما لا نزال قادرين على ذلك".
وقالت المرشدة السياحية تشانغ بنغ شيويه "إنهما كانا سعيدين حقًا بالجولة"، "كانا يستيقظان مبكرًا كل يوم ويتطلعان إلى زيارة كل مكان جديد مثير للاهتمام".
وكانت هذه الجولة الأولى لتشانغ بينغ شيويه لإرشاد المزارعين المسنين سياحيا مشيرة إلى أنها فوجئت بمعرفة الإمكانات الضخمة.
وقالت "لقد اشترى كبار السن العديد من الهدايا التذكارية لأنفسهم وأفراد أسرهم".
وبالنسبة للجولة، أنفقت تشانغ وزوجها أكثر من 7000 يوان (1013 دولارا أمريكيا)، نصفها على الشراء.
وقالت تشانغ "لقد تناولنا طعاما شهيا وزرنا أماكن مثيرة للاهتمام والتقطنا صورا واشترينا ما نريد". "لم نكن نريد أي ندم".
واكتشفت وكالات السفر في الصين رياح السوق المحتملة التي تضم 560 مليون مزارع في البلاد وبدأت في إنشاء منافذ في المناطق الريفية.
وعلى سبيل المثال فإن فرع نينغشيا التابع لوكالة خدمة السفر الصينية، أسس 34 منفذا في المنطقة والعديد منها في الريف.
وقال تشيو شيويه شيا، من فرع نينغشيا التابع للوكالة "إن الكثير من الشباب يعملون في المدن الكبرى، لذا أصبح كبار المزارعين الذين يقيمون في منازلهم من عملائنا الرئيسيين المحتملين"، "ونحن نصنع بعض خطوط السفر الجديدة المصممة خصيصا للمزارعين".
وقال تشيو إن سوق السياحة للمزارعين "كعكة ضخمة".
وقال تشيو "إننا نخطط لإجراء استطلاعات في بعض القرى لفهم احتياجاتهم الخاصة للسفر حتى تكون خطوط السفر الخاصة بنا أكثر توافقًا مع احتياجاتهم".