مقالة خاصة: شي وبوتين يقودان العلاقات الثنائية نحو عصر جديد ويشرعان في رحلة جديدة من التعاون الدولي
سان بطرسبرج، روسيا 7 يونيو 2019 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي هنا اليوم (الجمعة) إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا أظهرت أن التوافق بشأن تعميق الثقة المتبادلة بين البلدين لا يقبل الكسر وأن إيمان الصين بالتعاون المربح للجميع ثابت.
اختتم شي اليوم زيارته إلى روسيا التي استمرت 3 أيام والتي حضر خلالها أيضا الدورة الـ23 من منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي. وتعد هذه هي زيارة شي الثامنة إلى روسيا منذ 2013 عند انتخابه رئيسا للصين، وهي الزيارة التي تتزامن مع احتفال البلدين بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية.
وأشار وانغ إلى أن الرئيس الصيني حضر خلال الزيارة نحو 20 فعالية في كل من موسكو وسان بطرسبرج، ما أسفر عن تحقيق نتائج إيجابية.
عصر جديد للعلاقات الثنائية
وقع الرئيس شي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على بيان مشترك بشأن الارتقاء بالعلاقات الصينية-الروسية إلى شراكة تنسيق استراتيجية شاملة للدخول في عصر جديد، وهو الإنجاز السياسي الأهم خلال الزيارة.
وفي اجتماعه مع بوتين، قال شي إنه يتعين على الصين وروسيا تعزيز الدعم الاستراتيجي القائم على الثقة المتبادلة وتعميق تقارب المصالح والتحقيق المشترك لتجديد الشباب الوطني، وتعزيز التبادلات الشعبية، وتدعيم أساس الصداقة الدائمة، وتحمل المزيد من المسؤوليات في سبيل تحقيق السلام والاستقرار العالميين.
وأضاف وانغ أن العلاقة بين الصين وروسيا أصبحت علاقة بين بلدين كبيرين تتسم بأعلى درجات الثقة المتبادلة وأعلى مستويات التنسيق الاستراتيجي، بما يقدم مساهمة رئيسية في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.
وأشار إلى أن زعيمي البلدين اتفقا على تعميق الثقة السياسية المتبادلة ودعم التواصل الاستراتيجي وتكثيف الدعم المتبادل والتمسك الشديد بالاتجاه الاستراتيجي لتعزيز العلاقات الثنائية.
ولفت إلى أن الزعيمين اتفقا كذلك على التمسك الشديد بالنظام الدولي القائم على القانون الدولي، وفي القلب منه الأمم المتحدة.
ونوه وانغ إلى أن الصين وروسيا تعهدتا بتعزيز الاستقرار الاستراتيجي العالمي المعاصر، وذلك في بيان مشترك وقع عليه زعيما البلدين.
وقال البيان المشترك إنه إدراكاً من الصين وروسيا للتحديات الخطيرة التي يواجهها الوضع الأمني الدولي الراهن، فإن البلدين على أهبة الاستعداد لتعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتعزيز التنسيق الاستراتيجي من أجل حماية الاستقرار الاستراتيجي على المستويين العالمي والإقليمي.
وأكد وانغ أن الحقائق برهنت على أن الصين وروسيا بحاجة إلى تعزيز التضامن والتنسيق من أجل الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي العالمي وتوازن القوى الدولية.
روابط أقوى بين الصين وروسيا
اشترك شي مع بوتين ورئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف في وضع خطة شاملة للتعاون البراجماتي والودي بين الصين وروسيا، وإعداد صياغة رفيعة المستوى، ووضع ترتيبات وتدابير محددة، واتفقوا أيضا على تعزيز المواءمة بين استراتيجيات التنمية في البلدين وتعميق التكامل بين المصالح التنموية بروح الابتكار الرائد والسعي نحو تحقيق منافع متبادلة ونتائج مربحة للطرفين، حسبما أوضح وانغ.
وأضاف أن الجانبين يعتزمان مواصلة الربط بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ودعم بعضهما البعض في بناء الحزام والطريق وصياغة شراكة أوراسية أكبر، وذلك سعيا من الجانبين نحو الاشتراك في تعزيز التكامل الإقليمي والتنمية الاقتصادية الإقليمية المتكاملة.
وأوضح وانغ أن الجانبين يعتزمان تعزيز التجارة الثنائية ليصل حجمها إلى 200 مليار دولار أمريكي.
واتفق الجانبان على عقد عام الابتكار العلمي والتكنولوجي الصيني-الروسي في الفترة من 2020 إلى 2021، سعيا من الجانبين نحو تحسين قدرات البحث والتطوير المستقلة.
وخلال هذه الزيارة، مُنحَ شي الدكتوراة الفخرية من جامعة سان بطرسبرج، وهي الجامعة التي درس بها بوتين، الأمر الذي يمثل حلقة إضافية من التبادلات بين زعيمي البلدين، والذي يمثل أيضا حلقة جديدة على صعيد التبادلات الشعبية والتعليمية، وفقا لوانغ.
وأضاف أن رئيسي البلدين شهدا أيضا التوقيع على نحو 30 وثيقة تعاون في مجموعة واسعة من المجالات شملت الاقتصاد والتجارة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والفضاء الجوي والزراعة والتعليم.
التزامات ومسئوليات
خلال زيارته، ألقى الرئيس الصيني كلمة أمام الجلسة الكاملة لمنتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي الذي يمثل منصة مهمة يتبادل فيها المجتمع الدولي الآراء بشأن التنمية الاقتصادية العالمية.
وأوضح وانغ أن شي أبرز أهمية التنمية المستدامة، واصفا إياها بأنها "المفتاح الذهبي" لحل المشكلات العالمية والمدخل الأمثل للتعاون من أجل تحقيق مصالح عالمية مشتركة.
وحث شي على بذل الجهود المشتركة لخلق اقتصاد عالمي مفتوح وإقامة مجتمعات شاملة وموجهة نحو تحقيق مصلحة الشعوب وخلق موطن جميل يحقق التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، حتى يتمكن العالم من الإمساك بـ"المفتاح الذهبي" للتنمية المستدامة التي تحل المشكلات العالمية.
وأكد شي أن الصين تعتزم مواصلة تعزيز الانفتاح والحفاظ على النظام التجاري التعددي والمضي قدما في التعاون التجاري على أساس المساواة والاحترام المتبادل، بحسب وانغ.
ولفت وانغ إلى أن شي أوضح أن الصين مستعدة لتشارُك أحدث إنجازاتها العلمية مع البلدان الأخرى، ويشمل ذلك تكنولوجيا شبكات الجيل الخامس. كما تعتزم الصين تعزيز التواصل والتعاون في مجالات مثل تقليص الفقر والضمان الاجتماعي، والتعاون مع البلدان الأخرى في مواجهة تغير المناخ وغير ذلك من القضايا.
وأوضح وانغ أن الكثيرين يفهمون أن الصين تحاول تحقيق مصالح عالمية عبر التفاعلات الإيجابية مع غيرها من البلدان، بدلا من ممارسة الأنانية أو اللعبة الصفرية.
وأشار وانغ إلى أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وعلى مدى العقود السبعة الماضية، حققت الدبلوماسية إنجازات ملحوظة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني.
وأكد أن الصين تعتزم اتباع توجيهات فكر شي جين بينغ بشأن الدبلوماسية وبذل جهود حثيثة لتعزيز بناء نمط جديد من العلاقات الدولية وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وفتح آفاق جديدة للدبلوماسية الصينية في العصر الجديد، بما يقدم إسهامات أكثر أهمية من أجل تحقيق تجديد الشباب الوطني للأمة الصينية إلى جانب تحقيق السلام والتنمية على مستوى العالم.