مقالة خاصة: "النخلة العربية" ومساع لإدراجها على قائمة التراث الثقافي

2019-06-12 15:26:41|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 12 يونيو 2019 (شينخوا) شكلت النخلة العربية جزءا هاما من الموروث الثقافي والحضاري والتراثي لدى العرب لدورها في حياتهم عبر العصور، وما يرتبط بها من عادات وتقاليد وحرف تراثية، وهذا ما دفع معظم الدول على امتداد العالم العربي إلى تنظيم ملف مشترك لإدراجها على قائمة منظمة "اليونسكو" للتراث الثقافي.

وتعكف 14 دولة عربية، ضمن إطار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، على إعداد ملف تحت عنوان "النخلة: المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات"، لتقديمه إلى منظمة "اليونسكو" تمهيدا لإدراجه على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في مؤتمرها السنوي القادم بعد عدة أشهر.

وتتميز منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، التي توجد بها غالبية الدول العربية، بمناخ جاف ودرجات حرارة عالية، وهو ما جعل لأشجار النخيل، كونها تملك القدرة على التعايش مع هذه الظروف والأجواء، أهمية خاصة وأدى إلى انتشار زراعتها وتشجيرها في العالم العربي منذ قديم العصور.

ومن المألوف مشاهدة أشجار النخيل المتوزعة في مختلف أنحاء دول العالم العربي. وفي عصر ما قبل التاريخ، دأبت الشعوب القديمة، التي كانت تقيم في بلاد الرافدين، ومنهم البابليون والكلدانيون، على زراعة النخيل. وبوسعنا أن نرى رسوم أشجار نخيل على أسطح معظم القطع الطينية التي تم اكتشافها في العراق. في وقت انتشر فيه زراعة النخيل من الشرق إلى الغرب ليشمل كامل منطقة غربي آسيا وشمالي إفريقيا. وبحسب المؤلفات التاريخية، فقد امتلك السودانيون تقنية زراعة النخيل قبل 4000 سنة على الأقل. وفي منطقة المغرب العربي، يبين وجود رسم لنخلة على قطع نقد قديمة، تعود للفترتين الأغريقية والرومانية، جرى اكتشافها في المملكة المغربية عن التاريخ الطويل لزراعة النخيل في العالم العربي.

في العالم العربي الذي تمتد الصحراء فيه على مساحات واسعة، لطالما كان التمر بأصنافه المتنوعة الغذاء الرئيسي للبدو والتجار العرب عبر التاريخ. وشكلت أشجار النخيل الزخرف الأخضر الجميل على رقعة الصحراء الممتدة ودليل وجود المياه، ما دفع العرب إلى الربط بينها وبين الحياة والعمران. إضافة إلى ذلك، فقد صنعت الكثير من أدوات المعيشة باستخدام جذع أو سعف النخيل كالأدوات الزراعية والأثاث المنزلي وحتى مواد البناء. وكانت هذه الصناعات في العصور القديمة من أهم الصناعات في العالم العربي، وكان يجني عمالها أعلى الأجور.

وبفضل الاعتماد الكبير على أشجار النخيل وأجزاؤها سواء في الغذاء أو المعيشة، أصبحت عنصرا مهما لدى العرب وغدت جزءا من تاريخهم الثقافي. وما عزز من مكانتها ورود ذكرها في القرآن الكريم والكتاب المقدس. ويفضل المسلمون كسر صيامهم في شهر رمضان المبارك عبر تناول بضع حبات من التمر كإفطار، كما جرت العادة لدى العرب توزيع التمور في حفلات الزفاف وكهدايا، لا سيما الأصناف الفاخرة منها. وبرز الاهتمام بالنخيل عبر قيام العديد من الدول العربية باختياره كشعار لها، من بينها قطر والسعودية وموريتانيا، فيما وضعت الإمارات صورة نخلة على ورقتها النقدية من فئة 10 دراهم.

كما ارتبطت أشجار النخيل بأشكال التعبير الشفاهية لدى العرب، ولطالما تغنوا بها وذكروها في أشعارهم أو أهازيجهم وغير ذلك من التواترات المحكية والأحداث الاحتفالية على مر العصور.

وبذلك، أضحت النخلة رمزية جامعة للهوية العربية ومحاولة لصد طمس الهوية الوطنية والثقافية. وهذا ما زاد من الزخم لدى الدول العربية الـ14، وهي الأردن والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان والعراق وعُمان وفلسطين والكويت وليبيا ومصر واليمن والإمارات العربية المتحدة للعمل على إدراج النخلة العربية على قائمة التراث الثقافي.

ويعد التراث الثقافي غير المادي الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات وما يرتبط بها من آلات وقطع ومصنوعات وأماكن ثقافية، تعتبرها المجموعات وأحيانا الأفراد جزءا من تراثها الثقافي.

الصور

010020070790000000000000011100001381370891