مقالة خاصة: زيارة آبي إلى إيران...توقعات ضئيلة بتحقيق نتائج كبيرة

2019-06-13 14:26:42|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 13 يونيو 2019 (شينخوا) يقوم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بزيارة لإيران في الفترة من 12 إلى 14 من الشهر الجاري يرى المحللون إنه سيلعب خلالها دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران لتهدئة الوضع المتوتر بينهما، وذلك بعد نصف شهر من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اليابان. ويعد آبي أول رئيس وزراء ياباني يزور إيران منذ أكثر من أربعة عقود.

فقد صرح آبي أمس (الأربعاء) بأن بلاده مستعدة للاضطلاع بدور في تخفيف حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني. كما من المقرر أن يلتقى آبي خلال الزيارة المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.

وبدورهم، يرى المحللون الصينيون أنه من الصعب أن تخرج زيارة آبي بنتائج فعالة وكبيرة تساعد واشنطن وطهران على إدارة التوتر الحالي بينهما.

-- "مبعوث" لواشنطن و"ساع" لمصلحة طوكيو

تعد اليابان حليفا أساسيا للولايات المتحدة ومن ناحية أخرى مستوردا رئيسيا للنفط الإيراني، ومن ثم يمكن أن تلعب دور الوسيط في ظل تصاعد التوتر بين الجانبين الأمريكي والإيراني. علاوة على هذا، تسعى اليابان أيضا إلى إبراز مكانتها السياسية في الشؤون العالمية بعد الحرب العالمية الثانية، وبهذا تحمل زيارة آبي أهدافا عديدة.

وفي هذا الصدد، استرجع ليو تشونغ مين مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي أن نشر اليابان لقوات في العراق أثناء حرب الخليج شهد أول استخدام للجيش الياباني في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية وذلك بعدما دفعت حكومة رئيس الوزراء الياباني الأسبق جونيتشيرو كويزومي من أجل تبنى قوانين تسمح بإرسال القوات اليابانية إلى الخارج، قائلا إن زيارة آبي هذه تأتي كفرصة أخرى لإبراز مكانة بلاده على الصعيد الدولي.

وشاطره الرأي ما شياو لين الأستاذ بجامعة تشجيانغ للدراسات الدولية، موضحا أن زيارة آبي تركز على ثلاثة محاور: أولها، نقل رسالة من الرئيس ترامب ليكون ذلك منهجا للتواصل بين الدولتين؛ وثانيها، إبراز مكانة اليابان في الشؤون العالمية في ظل رغبتها في أن تصبح "دولة كبرى طبيعية" في مجالي السياسة والدبلوماسية، وثالثها، دفع الاستقرار الإقليمي بما يحفظ مصلحة اليابان في المنطقة.

وأضاف ما شياو لين أن الواردات النفطية لليابان من الشرق الأوسط مثلت 90 في المائة من إجمالي وارداتها من النفط في عام 2017، ومن هنا تبرز أهمية استقرار المنطقة ومضيق هرمز بالنسبة لليابان، حيث يساعد هذا الاستقرار على تأمين إمداداتها من النفط والطاقة. ومع كون السوق الإيرانية سوقا كبيرة في الشرق الأوسط، فآبي يريد اغتنام هذه الفرصة لتعزيز العلاقات الثنائية.

ومن ناحية أخرى، أكدت اليابان مرارا أنها "الدولة الوحيدة التي نكبها هجوم بالأسلحة النووية في العالم"، ولكنها رفضت الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية. فإلى أي درجة يمكن أن تكون اليابان ممثلا للولايات المتحدة في الحوار مع إيران أم إنها ليست سوى مبلغ لأقوال ترامب. إذا كانت اليابان تلعب الدور الأخير، فمن المستحيل أن تحقق أي اختراق.

-- آفاق الوساطة لا تبعث على التفاؤل

إن زيارة آبي ليست بالمهمة السهلة حيث تضع على عاتقه عبئا ثقيلا. صحيح أن ثمة إمكانية ضعيفة أن يشهد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران تطورا فعليا، لكن يظل الوضع الجامد يراوح مكانه ولا تتوقف الولايات المتحدة عن فرض ضغوط وعقوبات على طهران وتهديد بزيادتها إلى درجة أعلى. وقد صرح روحاني خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع آبي، قائلا "إذا كنا نشهد بعض التوترات في المنطقة اليوم، فإن أصلها يعود للحرب الاقتصادية الأمريكية ضد الأمة الإيرانية".

وفي هذا السياق، يرى ليو تشونغ مين احتمالية ضئيلة في تخلى إدارة ترامب على المدى القصير عن المسار الذي تمضى فيه والمتمثل في فرض ضغوط على إيران على الجبهتين السياسية والاقتصادية، كون هذا المسار لم يتغير منذ مجئ ترامب إلى السلطة في عام 2017.

وأضاف أن إيران ليس لديها مجال للتنازل. فعلى الصعيد الداخلي، يتوحد الشارع الإيراني مع وجهة النظر التي ترفض التنازل ويخشى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إغضاب الشعب حال التنازل. وعلى الصعيد الخارجي، تؤيد إيران التزامها بالاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع القوى العالمية ولديها في ذلك ميزة أخلاقية. وإذا ما وافقت إيران على الشروط التي طرحتها الولايات المتحدة، فإنها تتخلى بذلك على المزايا التي تحظى بها بموجب الاتفاق النووي وتجعل زمام الأمر في يد الأخيرة، وهو أمر غير مقبول لطهران حيث سيلحق الضرر بمصالحها.

ويتفق المحللون في أن النتائج التي يمكن أن تخرج بها زيارة آبي لإيران لا تبعث على التفاؤل ولا يمكن النظر للزيارة باعتبارها حققت نجاحا كبيرا إلا بعودة واشنطن وطهران إلى طاولة المفاوضات، متوقعين أن تظل حالة التوتر في العلاقات بين البلدين على ما هي عليه خلال الأشهر المقبلة دون تصعيد لأن الجانب الأمريكي لا يريد تحويل التوتر إلى حرب، وتظل كيفية تناول واشنطن لمسألتي العقوبات وتخفيف التوتر في آن واحد بمثابة اختبار لإدارة ترامب.

الصور

010020070790000000000000011100001381400611