تغيرات هائلة تطرأ على المنتجات الثقافية الإبداعية في الصين

بكين 17 يونيو 2019 (شينخوانت) كانت انطباعات الشعب الصيني عن المنتجات الثقافية الإبداعية في الماضي تركز فقط على الأقمصة المعروفة بـ"تي شيرت" التي تكتب عليها عبارة "لقد صعدتُ على سور الصين العظيم"، أو الحقيبة المزينة بصور المعبد السماوي أو القصر الامبراطوري، واتسمت بقلة أنواعها وغلاء أسعارها، ويريد قليل من الناس شراءها. وتماشيا مع تعميق تنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح، اجتاحت نهضة الصناعة الثقافية الإبداعية عموم الصين في السنوات الأخيرة، حيث شهدت المنتجات الثقافية الإبداعية تغيرات جذرية، وأصبحت لا تتمتع بتصميم حديث وشكل دقيق فحسب، بل تتميز بوظائفية وعملية قوية أيضا، وتتضمن خصائص ثقافية صينية واضحة، ولا تحفز حماسة السكان المحليين لشرائها فحسب، بل تجذب أنظار عدد كبير من الأصدقاء الأجانب، كما تهدى بعضها إلى بعض قادة الدول في العالم، ويمكن القول إن المنتجات الثقافية الإبداعية قد أصبحت بطاقة جديدة مشرقة للصين.

ويقع القصر الإمبراطوري وسط مدينة بكين، وكان قصرا إمبراطوريا خلال عهدي أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين الصينيتين. ويسمى بـ"المدينة المحرمة". وبدأ تشييده عام 1406 الميلادي، لذلك يعود تاريخه إلى ما قبل ستمائة سنة. وهو أكبر مجموعة من القصور القديمة وأكملها حفظا في الصين حتى الآن. وأُدرج في قائمة التراث الثقافي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة عام 1987. وتحفظ فيه حاليا مليون قطعة من التحف، وأصبح متحفا شاملا يجمع بين الفنون المعمارية القديمة والآثار الإمبراطورية والفنون القديمة المختلفة. 

وفي السنوات الأخيرة، لم يعد متحف القصر الامبراطوري يضع عرض الآثار الثقافية في مركز أعماله، بل بدأ التركيز على رعاية الزوار والاهتمام بمشاعرهم، والشروع في تحسين تجربة الزيارات وزيادة المرافق الصديقة للبشر. وقال مدير متحف القصر الامبراطوري السيد شان تشي شيانغ إن المتحف يسعى للحفاظ على صورة العلامة التجارية للمنتجات الثقافية الإبداعية، ويعزز باستمرار قيمة العلامة التجارية ودلالاتها، ويأمل في تمديد عمر الآثار الثقافية من خلال المنتجات الثقافية الإبداعية، مضيفا أنه إذا اقتربت المنتجات الثقافية الإبداعية من حياة الناس، فسيزداد ترحيب الجمهور بها.

ويدمج فريق التصميم للمتحف العناصر الثقافية والتاريخية المستخرجة من الآثار في المنتجات الثقافية الإبداعية، بحيث يكون لكل منتج ثقافي إبداعي قصته الخاصة، مثل الملفات على شكل الأمر الامبراطوري المكتوب، ومربعات المساحيق المرسومة عليها صور نساء جميلات شهيرات في التاريخ القديم، وعلامات مرجعية خشبية خفيفة للكتب مطبوعة عليها أعمال رائعة للرسامين القدماء المشهورين في تاريخ الصين، ومرايا منقوشة عليها حيوانات ساحرة في الأسطورة الصينية وغيرها، ويتعاون المتحف مع شبكة "تاوباو" للشراء ويبيع منتجاته على الإنترنت مما يوفر قنوات مختلفة للشراء، وتلقى بذلك رواجا واسعا لدى المستهلكين.

وبدأت العديد من المتنزهات والحدائق في بكين، مدفوعة بنجاح المنتجات الثقافية الإبداعية لمتحف القصر الامبراطوري، في تطوير المنتجات الثقافية الإبداعية مع حماية الآثار الثقافية وترويج الأنشطة الثقافية والمعارض والأنشطة العلمية الشهيرة، مما جعل أعمال الإبداع الثقافي تصبح منصة لاستكشاف الثقافة والتاريخ للحدائق وعرض صورة رسمية لها. وفي الوقت نفسه، أجرت المنتزهات والحدائق تعاونا نشطا مع العلامات التجارية الأخرى لتصميم منتجات ثقافية إبداعية متميزة وفريدة. وتصادف الفترة من إبريل إلى مايو كل عام موسم تفتح زهور الفاوانيا التي تسمى بالزهرة الوطنية للصين في حديقة جينغشان ببكين، وحينما يحل موسم تفتح الفاوانيا، تجذب الحديقة العديد من السياح لالتقاط صور مع الزهور الجميلة. وفي موسم الفاوانيا للعام الحالي، تعاونت حديقة جينغشان مع شركة "بي بينغ يانغ" للمشروبات الغازية لإنتاج نوع معين من المشروبات الغازية بنكهة الفاوانيا، حيث أُضيفت نكهة الفاوانيا إلى المشروبات الغازية، ورُسمت على زجاجة المشروبات زهور الفاوانيا الحمراء والصفراء الزاهية، ويحمل الزوار الذين يشاهدون زهور الفاوانيا في أيديهم زجاجات من المشروبات الغازية بنكهة الفاوانيا، وشكلوا بذلك منظرا فريدا في الحديقة. وأما في حديقة "يويوانتان" ببكين، فخلال فعاليات مهرجان أزهار الكرز في إبريل الماضي، لقي الآيس كريم بنكهة أزهار الكرز ترحيبا حارا من قبل الزوار، وبيع منه ما يقرب من 50 ألفا خلال إبريل.

ووفقا للإحصاءات، فقد بلغ إجمالي مبيعات المنتجات الثقافية الإبداعية في حدائق ومتاحف بكين أكثر من 30 مليون يوان في الربع الأول من العام الجاري. ويقول السيد شان تشي شيانغ مدير متحف القصر الامبراطوري: يجب علينا العودة إلى التقاليد الثقافية الصينية، والسعي إلى الحصول على إلهام من الحضارة الكلاسيكية، ومواكبة تقدم العصر، والتركيز على أسلوب الحياة، حتى يمكن للمنتجات الثقافية الإبداعية أن تستحوذ على إعجاب المستهلكين.