مقالة خاصة: شي وكيم يتفقان على الاشتراك في خلق مستقبل مشرق للعلاقات الثنائية
بيونغ يانغ 20 يونيو 2019 (شينخوا) اتفق زعيما الصين وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية هنا اليوم (الخميس) على أنه يتعين على البلدين أن يظلا على وفائهما لتطلعاتهما الأصلية، وأن يتعاونا في خلق مستقبل مشرق للعلاقات بين الحزبين وبين الدولتين، عند نقطة بداية جديدة في التاريخ.
جرى التوصل إلى هذا الاتفاق خلال المحادثات بين شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني، وكيم جونغ أون، رئيس حزب العمال الكوري ورئيس لجنة شؤون الدولة في كوريا الديمقراطية.
ولفت شي إلى أن العام الماضي شهد 4 لقاءات بينه وكيم، ليفتحا بذلك فصلا جديدا في العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية، ويصوغا صداقة عميقة.
وشكر الرئيس الصيني كيم على مراسم الاستقبال المهيبة والحماسية، مضيفا أنه استطاع على طول الطريق من المطار إلى بيت ضيافة الدولة أن يستشعر الصداقة بين الشعبين التي تماثل العلاقة بين أفراد الأسرة الواحدة.
وأوضح شي أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكوريا الديمقراطية، وأن هذا يمثل أهمية كبيرة، حيث يتيح للحزبين والدولتين البناء على الإنجازات الماضية ومواصلة المضي قدما، مضيفا أن تلك هي الخلفية وراء لقائه هذا مع كيم في بيونغ يانغ.
وأشار شي إلى أن زيارته تهدف إلى دعم الصداقة بين الصين وكوريا الديمقراطية والمضي بها قدما، وإلى دعم عملية التسوية السياسية لقضية شبه الجزيرة الكورية.
وأضاف أنه يثق في أن الصين وكوريا الديمقراطية، عبر انتهاز فرصة تلك الزيارة، ستشتركان معا في رسم مستقبل مشرق للعلاقة الثنائية، وبدء فصل جديد في تلك العلاقة.
وأكد شي أنه عبر استعراض تنمية العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية، يمكن التوصل إلى نتيجة حكيمة وهي أن السمة الأساسية للعلاقة هي أن البلدين اشتراكيان تحت قيادة حزب شيوعي في كل منهما.
وأوضح شي أن المُثل والمعتقدات والأهداف المشتركة هي القوة الدافعة لتلك العلاقة، وأن علاقة الصداقة المستمرة بين زعيمي البلدين والتوجيه الاستراتيجي من جانبهما هما قوتها العظمى، وأن التقارب الجغرافي والتشابه الثقافي يوفران رابطة قوية.
وأشار إلى أن الصداقة بين الصين وكوريا الديمقراطية خيار استراتيجي اتفق عليه الجانبان عبر منظور شامل وطويل الأجل وأن تلك الصداقة لن تهتز بسبب التغيرات التي تطرأ على الأوضاع الدولية.
ونوه شي إلى أن تلك الصداقة تتوافق مع تطلعات الشعبين والمصالح الأساسية للبلدين واتجاه العصر.
وفي معرض إشارته إلى أن العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية دخلت في الوقت الراهن في فترة تاريخية جديدة، أكد شي أن الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية يوليان أهمية كبيرة للعلاقات الودية والتعاونية بين البلدين، وأن الحفاظ على تلك العلاقات ودعمها وتنميتها، يعد سياسة ثابتة للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية.
وأوضح شي أنه في مواجهة التغيرات العميقة والمعقدة التي تطرأ على المشهدين الدولي والإقليمي، يتعين على الصين وكوريا الديمقراطية تعزيز التواصل رفيع المستوى من أجل توجيه تنمية العلاقات بين البلدين، مضيفا أنه على أهبة الاستعداد للحفاظ على التبادلات الوثيقة مع كيم من أجل تدعيم الثقة السياسية المتبادلة والتمسك بقوة بالاتجاه العام للعلاقات الثنائية.
وأضاف شي أنه يتعين على الجانبين تعميق التواصل الاستراتيجي وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الرئيسية على نحو متعمق ومناسب، بما يخلق بيئة مواتية للتنمية في البلدين.
ولفت إلى أنه يتعين أيضا على الجانبين توسيع نطاق التعاون العملي لتحقيق المزيد من المنافع للشعبين.
وأكد شي أن الصين تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع كوريا الديمقراطية من أجل تعميق التبادلات بين الحزبين في خبرات الحوكمة، وتعزيز تدريب الكوادر وتبادلات الأفراد في مجالي الاقتصاد ورفاهية الشعبين.
وحث الرئيس الصيني الجانبين أيضا على تعميق التبادلات الودية من أجل إرساء أساس متين لدعم وتطوير الصداقة بين الصين وكوريا الديمقراطية.
وأكد أن الصين مستعدة للعمل مع كوريا الديمقراطية من أجل مواصلة تنفيذ خطة إحياء الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية، وإجراء التبادلات وإقامة التعاون في مجالات مثل التعليم والصحة والرياضة والإعلام والشباب، فضلا عن التعاون على المستويات المحلية، وذلك من أجل المضي قدما بالصداقة التقليدية بين الصين وكوريا الديمقراطية وتحسين رفاهية شعبي البلدين.
ومن جانبه، أعرب كيم عن ترحيبه الحار بزيارة شي بالنيابة عن الحزب والحكومة والشعب في كوريا الديمقراطية، مشيرا إلى أن أكثر من 250 ألف شخص اندفعوا إلى الشوارع في بيونغ يانغ للترحيب بشي.
وتمثل الزيارة، التي تأتي قبيل الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الثنائية الدبلوماسية، تشجيعا كبيرا ودعما سياسيا قويا للحزب والحكومة والشعب في كوريا الديمقراطية، وتمثل علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين الدولتين.
وقال كيم إنه في ظل الظروف الحالية تساعد زيارة شي في مراجعة العلاقات بين الدولتين على مدار الـ70 عاما الماضية، ووضع تصور لمستقبل العلاقات بين الدولتين وإظهار الصداقة التقليدية غير القابلة للكسر بين الدولتين للعالم.
وأوضح كيم أنه يتفق بشدة مع التحليل المتعمق وخطة المستقبل اللذين قدمهما شي بشأن العلاقات الثنائية، وأكد أن دفع الصداقة بين كوريا الديمقراطية والصين من جيل إلى جيل سياسة ثابتة للحزب والحكومة في كوريا الديمقراطية.
وأضاف أنه يقدر بشدة الصداقة العميقة التي كونها مع شي، وأنه يولي أهمية كبيرة للاتفاق المهم الذي توصل إليه مع الزعيم الصيني.
وأعرب عن عزمه اتخاذ زيارة شي كفرصة لدفع تعزيز التواصل الاستراتيجي بين الجانبين وتعميق التبادلات الودية في مختلف المجالات ورفع العلاقات بين كوريا الديمقراطية والصين إلى مستوى جديد.
وفي معرض إشارته إلى أن العام الجاري يواكب الذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ولتأسيس جمهورية الصين الشعبية، قال كيم إن كوريا الديمقراطية على استعداد للاشتراك مع الصين في إقامة احتفالات ودية واسعة النطاق.
وأكد كيم أن الحزب والشعب في كوريا الديمقراطية يبذلان كل جهد ممكن في الوقت الراهن لتطبيق الخط الاستراتيجي الجديد، مضيفا أن بلاده مستعدة لتعلم المزيد من خبرات الصين ومساعيها في تنمية الاقتصاد وتحسين الأوضاع المعيشية للشعب.
وبشأن قضية شبه الجزيرة الكورية، جدد شي التأكيد على دعم الصين للجهود الرامية إلى دفع عملية التسوية السياسية وبناء الظروف التي تمهد لحلها.
وأشاد شي بجهود كوريا الديمقراطية في حماية السلام والاستقرار بشبه الجزيرة الكورية، وفي دعم نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وأشار شي إلى أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية يتعلق بالسلام والاستقرار في المنطقة، منوها إلى أن العام الماضي شهد أفقا مشرقا في تسوية القضية عبر الحوار، الأمر الذي حظي باعتراف المجتمع الدولي وعزز تطلعاته.
وأضاف شي أن المجتمع الدولي يتطلع إلى أن تمضي المحادثات بين كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة قدما وأن تؤتي ثمارا.
ومشددا على أن قضية شبه الجزيرة الكورية تتسم بقدر كبير من الحساسية والتعقيد، قال شي إن الحاجة تدعو إلى منظور استراتيجي وطويل الأجل للتوجيه الدقيق للتطور الجديد للوضع، وإلى العمل الفعال للحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة.
وأكد شي استعداد الصين لتوفير المساعدة لكوريا الديمقراطية في حدود استطاعتها، حتى تستطيع بيونغ يانغ معالجة شواغلها المشروعة بشأن الأمن والتنمية، وكذلك أكد شي استعداد الصين لتعزيز التنسيق والتعاون مع كوريا الديمقراطية والأطراف المعنية الأخرى، ولعب دور إيجابي وبناء في تحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وتحقيق الاستقرار طويل الأجل في المنطقة.
من جانبه، قال كيم إنه خلال العام الماضي، اتخذت كوريا الديمقراطية الكثير من الإجراءات الفعالة لتفادي التوترات والسيطرة على الوضع في شبه الجزيرة الكورية، لكنها لم تتلق ردودا إيجابية من الطرف المعني، وهذا ما لا ترغب كوريا الديمقراطية في رؤيته.
وأضاف أن كوريا الديمقراطية مستعدة للتحلي بالصبر، وأنها تتطلع إلى أن يعمل الطرف المعني مع بيونغ يانغ في سبيل البحث عن حلول تستوعب الشواغل المشروعة للطرفين وتدفع من أجل تحقيق نتائج من خلال عملية الحوار.
وأوضح أن كوريا الديمقراطية تثمن الدور المهم الذي تلعبه الصين في تسوية قضية شبه الجزيرة الكورية، مضيفا أن بلاده مستعدة لمواصلة تعزيز التواصل والتنسيق مع الصين للنضال من أجل تحقيق تقدم جديد في التسوية السياسية للقضية وحماية السلام والاستقرار في شبه الجزيرة.
كان شي وصل إلى بيونغ يانغ في وقت سابق اليوم في زيارة دولة إلى كوريا الديمقراطية. وتعد الزيارة أولى زيارات شي إلى بيونغ يانغ بوصفه رئيسا للحزب الشيوعي الصيني ورئيسا لدولة الصين، وهي أيضا الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس صيني للبلاد منذ 14 عاما. وتأتي الزيارة تزامنا مع احتفال البلدين الجارين بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية.