تقاليد تنصيب نصب "شيقاندانغ" الحجري على جبل تايشان

2019-06-24 09:51:34|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 24 يونيو 2019(شينخوانت) يعتبر جبل تايشان رأس الجبال الخمسة المشهورة في الصين، ويقع في مدينة تايآن بمقاطعة شاندونغ، ويبلغ محيطه 426 كيلومترا مربعا. القمة الرئيسية لجبل تايشان هي قمة يويهوانغدينغ بارتفاع 1524 مترا فوق سطح البحر، هو يعد متحف الفنون والتاريخ الطبيعي. تشكل جبل تايشان في منتصف حقبة الحياة الحديثة قبل 30 مليون سنة. كان جبل تايشان المهيب والمقدس هو المزار الديني للأباطرة منذ آلفي سنة، حيث تمتزج الأعمال الإنسانية الممتازة والمناظر الطبيعية امتزاجًا منسجمًا. منظر شروق الشمس هو أحد العجائب على قمة جبل تايشان، كما أنه رمز هام لجبل تايشان. ويقدس الصينيون جبل تايشان منذ القدم. كان الأباطرة من العصور المختلفة يقيمون عليه الطقوس البوذية او يقدمون القرابين ويبنون معابد وتماثيل آلهة وينقشون احجارا ويكتبون عبارات بلا انقطاع. اما الأدباء والشعراء فاعجبوا به إعجابا شديدا، وجاؤوا اليه للزيارة وترك اعمال أدبية.

بدأت تقاليد تنصيب نصب "شيقاندانغ" الحجري أصلا في منطقة جبل تايشان في مقاطعة شاندونغ، ثم انتشرت تدريجيا إلى أنحاء الصين (بما فيه مقاطعة تايوان ومناطق الأقليات القومية) وبلدان شرق آسيا مثل اليابان وجمهورية كوريا وجنوب شرقي آسيا ومناطق مأهولة بالمغتربين الصينيين في العالم. وهذه التقاليد عبارة عن تنصيب نصب أو تمثال حجري صغير منحوت عليه كلمة "شيقاندانغ " أو "شيقاندانغ على جبل تايشان" (معناه "حارس لجبل تايشان باللغة الصينية") في ملتقى الطرق أو رأس الجسر أو على حيطان المنزل كرمز للحظ السعيد ودرء الأشرار. وهناك في الشارع الصيني إيمان قوي ورواج كبير لهذه التقاليد.

بدأت تقاليد تنصيب نصب "شيقاندانغ" الحجري من عبادة الصينيين القدماء للصخور السحرية قبل زمن بعيد، ومرت بمراحل النشأة والتطور والازدهار على التوالي. ومنذ عهد أسرة مينغ الملكية، بدأت تندمج مع عبادة الصينيين لجبل تايشان باعتباره الأعظم في شرق الصين، وتحولت إلى تقاليد تنصيب نصب "شيقاندانغ" الحجري على جبل تايشان. وفي نفس الوقت، اتسع مغزاها من "إثبات قاعدة المنزل" وجلب الحظ السعيد إلى علاج الأمراض والحراسة ودرء الأشرار والمكروه الخ. كما تشعبت من الأسطورة عن بدايتها نسخ متباينة وكثيرة في مختلف المناطق.

إن تقاليد تنصيب نصب "شيقاندانغ" الحجري على جبل تايشان تمثل تطلعات الصينيين إلى الأمن والأمان والسعادة والخير وتعكس عمق عراقة الثقافة الصينية وروح الإبداع والتجديد للشعب الصيني. وتبقى هذه التقاليد خالدة بعد مرور آلاف سنين، لأنها تتماشى مع إيمان الصينيين بأن جبل تايشان هو مكان تستقر فيه أرواح البشرية بعد الموت، وتمازجت أيضا مع المعتقدات الشعبية والتقاليد المحلية في مختلف المناطق. لهذه الأسباب، بقيت مستمرة جيلا بعد جيل في مختلف الثقافات والمجتمعات. إن هذه التقاليد هي تقاليد مشتركة للصينيين بمختلف القوميات في مناطق واسعة داخل الصين وخارجها، الأمر الذي يعد دليلا آخر على استمرارية الحضارة الصينية، وهنا تكمن أهميتها في أنها شاهد أيضا على مدى حيوية الثقافة الصينية. ومع انتشار هذه التقاليد في الصين وفي العالم، تم إبداع مجموعة من النصاب والتماثيل الرائعة التي ارتقت إلى التحف التاريخية لما لديها من القيمة الفنية العالية والذوق الجمالي الرفيع، وذلك بالإضافة إلى مجموعة من الأساطير الشفوية والمسرحيات والألحان الشعبية التي أبدعها الفنانون في الشارع وأظهرت من جانب آخر روح الإبداع والابتكار للفنون والثقافة الصينية.

عليه، فإن دراسة وحماية هذه التقاليد تكتسب أهمية كبيرة ليس فقط في تكريس قيم الصينيين تجاه الأمن والاستقرار، بل في تعزيز الانتماء الثقافي الصيني وإعادة توحيد الوطن وزيادة الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي أيضا.

الصور

010020070790000000000000011101451381682171