الرئيس الصيني يدعو مجموعة بريكس إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتحسين الحوكمة العالمية
أوساكا، اليابان 28 يونيو 2019 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الجمعة) دول بريكس إلى تعزيز شراكتها الاستراتيجية وتعزيز تحسين الحوكمة العالمية.
وصرح شي بذلك خلال اجتماعه مع قادة بريكس الآخرين على هامش قمة مجموعة الاقتصادات الكبرى العشرين (مجموعة العشرين) المنعقدة في مدينة أوساكا اليابانية.
وقال إن الوضع الدولي يمر الآن بمرحلة معقدة وقاسية، حيث يحافظ الاقتصاد العالمي على النمو بشكل عام، لكن حالة الشكوك وعدم الاستقرار تتزايد بشكل كبير.
وحث شي دول بريكس، التي تشمل أيضا البرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا، على أداء أعمالهم بشكل جيد وتعزيز مرونتهم الاقتصادية وقدرتهم على تحمل المخاطر الخارجية.
ولفت إلى أنه في الوقت نفسه، تحتاج دول بريكس إلى تعزيز التضامن والتعاون، والمضي قدما في بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون المربح للجميع، وتعزيز بيئة دولية جيدة.
واقترح الرئيس الصيني على دول بريكس أن تعزز شراكتها الاستراتيجية، مشيرا إلى أنه في العقد الثاني من آلية تعاون بريكس، ينبغي على قادة الدول الخمس أن يؤدوا دورا قياديا استراتيجيا وأن يوجهوا تعاون بريكس في الاتجاه الصحيح مع الاستمرار في إحراز تقدم مستمر في هذا الشأن.
وأوضح شي أن دول بريكس بحاجة إلى تعزيز تنسيق السياسات ضمن الأطر المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين ومنظمة التجارة العالمية، وإلى تعزيز تعاون "بريكس بلس" من خلال العمل مع بلدان الأسواق الصاعدة الأخرى والدول النامية.
وفي الوقت نفسه، اقترح الرئيس الصيني أن تعزز الدول الخمس تحسين الحوكمة العالمية.
ودعا شي أعضاء بريكس إلى التمسك الحازم بالتعددية، وحماية النظام الدولي القائم على القانون الدولي والنظام الدولي وفي قلبه الأمم المتحدة، وتدعيم التشاور على نطاق واسع، والإسهام المشترك والمنافع المشتركة، ومعارضة العقوبات أحادية الجانب غير القانونية و"الولاية القضائية طويلة الذراع."
ونوّه إلى أن دول بريكس عليها اتخاذ موقف واضح ضد الحمائية، وحماية القيم الأساسية لمنظمة التجارة العالمية والمبادئ الأساسية لها، والعمل بنشاط على تعزيز تنفيذ المجتمع الدولي لأجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، واتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وتعزيز الموضوع الرئيسي للتعاون الدولي.
وبالإضافة إلى ذلك، اقترح الرئيس الصيني أن تعمق دول بريكس التعاون العملي في مختلف المجالات.
وقال إن الدول الخمس بحاجة إلى تعزيز التعاون في الاقتصاد والسياسة والأمن والتبادلات الشعبية والثقافية على نحو متوازن، وتسريع بناء مشروعات التعاون العملي مثل شراكة بريكس من أجل ثورة صناعية جديدة، وشبكة بريكس للابتكار، ومعهد أبحاث شبكة المستقبل، وتعزيز قدرتها التنافسية.
كما دعا شي دول بريكس إلى ضرورة المشاركة بعمق في التعاون في مجال الابتكار العالمي، والتدعيم المشترك للمنفعة المتبادلة، وتهيئة بيئة مفتوحة وعادلة وغير تمييزية، والسماح لجميع الدول، بما في ذلك بلدان الأسواق الصاعدة والبلدان النامية وشركاتها، للمشاركة في الابتكار والاستفادة منه.
كما دعا الرئيس الصيني دول بريكس إلى مواصلة دعم ومساعدة بعضهم البعض وبذل جهود حثيثة من أجل حياة أفضل لشعوبهم وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
حضر الاجتماع الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا.
وترأس الاجتماع الرئيس البرازيلي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لآلية بريكس.
واتفق قادة الدول الأخرى في بريكس على أن العالم اليوم مليء بالشكوك، حيث يواجه المجتمع الدولي تحديات مثل صعود الأحادية والحمائية، وإضعاف وتدمير قواعد التجارة الدولية ومنظمة التجارة العالمية، والحاجة الملحة لتعزيز شمولية التنمية.
واتفق القادة على أن دول بريكس بحاجة إلى تعزيز التنسيق، وأداء دور قيادي بشكل أكثر نشاطا، وحماية التعددية ونظام التجارة الدولية القائم على القواعد، وتشجيع أنماط التنمية العادلة والمستدامة والتجارة القائمة على الاحترام المتبادل، ووضع أجندة مفاوضات تجارية دولية أكثر توازنا، من أجل أداء دور أكبر في تعزيز الرخاء المشترك والنمو الاقتصادي العالمي.
وأكدوا أنه يتعين على دول بريكس إظهار القيمة الاستراتيجية لتضامنهم وتعاونهم بشكل أفضل، والتمسك الصارم بحق التنمية للدول النامية، ورفع مكانة الاقتصادات الصاعدة والدول النامية في الشؤون العالمية.
وتحتاج دول بريكس أيضا إلى تعزيز التعاون في الاقتصاد الرقمي والطاقة والتمويل لمقاومة المخاطر الخارجية بشكل أفضل، وحث قمة مجموعة العشرين على التركيز على التنمية وتنفيذ التزاماتها بشأن المساعدة الإنمائية لإفريقيا.
وصدر بيان صحفي بعد اجتماع قادة بريكس.