مقابلة: خبير يؤكد أهمية قمة مجموعة العشرين لخلق سياسات عملية لتجنب التباطؤ الاقتصادي
الرياض 28 يونيو 2019 (شينخوا) أكد خبير اقتصادي أن قمة مجموعة العشرين التي تعقد في أوساكا باليابان هذا الأسبوع ستمنح قادة العالم فرصة لإجراء تبادلات معمقة لوجهات النظر وخلق سياسات عملية لتجنب التباطؤ الاقتصادي.
وأشار السياسي والاقتصادي جون سفاكياناكيس، المستشار المالي الأول في مركز الخليج للأبحاث في الرياض، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أن العالم اليوم يمر بمرحلة انتقالية يشهد فيها النمو الاقتصادي العالمي تباطؤا، لذا تعتبر اجتماعات مجموعة العشرين مهمة من أجل تحقيق التعاون الدولي، معربا عن تمنياته بأن تتوصل قمة مجموعة العشرين إلى توافقات بشأن توصيات مرتبطة بالسياسات لتجنب حدوث تباطؤ اقتصادي.
وأوضح أن الاحتكاكات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن يكون لها تأثير سلبي للغاية على الاقتصاد العالمي، لافتا إلى أنه في حالة نشوب حرب تجارية حقيقية بين البلدين، سيدخل الاقتصاد العالمي في حالة ركود، خاصة مع وجود ضعف فيما يتعلق بمستقبل دينامية النمو.
وتمنى أن يتمكن زعيما أكبر اقتصادين في العالم من الالتقاء خلال قمة مجموعة العشرين وتبادل وجهات النظر حول آفاق الاقتصاد العالمي، وهو أمر في غاية الأهمية ويمكن أن يبعث بإشارة إيجابية لأن لا أحد يريد أن يشهد صراعا ما بين هذين الطرفين المهمين.
وشجع سفاكياناكيس كلا من واشنطن وبكين على إيجاد طرق لحل نزاعاتهما من خلال حوار يقوم على قدم المساواة واستيعاب الشواغل المشروعة للطرف الآخر والمضي قدما معا في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي.
وعن كون الصين لاعبا مهما له تأثير اقتصادي وسياسي كبير على الساحة العالمية، قال سفاكياناكيس إن "الصين تبذل قصارى جهدها للعب دور أكبر في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي. وإنني أتطلع إلى رؤية المزيد من المشاريع المفيدة والفعالة في إطار مبادرة الحزام والطريق، وهي مبادرة مهمة في تعزيز تنمية الكثير من البلدان النامية".
وسلط الضوء على الإنجاز الذي حققته الصين والمتمثل في انتشال أكثر من 700 مليون شخص من براثن الفقر خلال فترة زمنية قصيرة للغاية منذ بدء تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح بالنظر إلى عدد سكانها البالغ أكثر من 1.3 مليار نسمة، موضحا أن ما حققته الصين من نجاحات في هذا الشأن أمر مثير للإعجاب ويجب أن يكون مثالا يحتذى به من قبل البلدان الأخرى.
وعن دور المملكة العربية السعودية في مجموعة العشرين، قال سفاكياناكيس إن دور المملكة لا يقتصر على كونها الدولة العربية الوحيدة في المجموعة، إنما تمثل أيضا صوت جميع الاقتصادات العربية في المجموعة، مضيفا أن الإصلاحات في المملكة على مدار العامين الماضيين في إطار رؤية 2030 لتعزيز التنويع الاقتصادي أمر ضروري وتمثل نموذجا تقتدي به دول المنطقة.
وقال "إذا نجحت المملكة في تنويع اقتصادها، فستكون قصتها ملهمة، ليس للسعودية في حد ذاتها فحسب، وإنما أيضا لمجموعة العشرين وغيرها من الاقتصادات النفطية. وسيمنح نجاح السعودية الأمل والدافع لاقتصادات المصدر الواحد والقائمة على الموارد الطبيعية للتطوير والتنويع".