تقرير إخباري: خبراء: إصلاح الحوكمة العالمية جوهر خطاب شي في قمة مجموعة الـ20

بكين 28 يونيو 2019 (شينخوا) ذكر خبراء أن خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة الـ20 في أوساكا اليوم (الجمعة) يقدم الاتجاه لتحسين الحوكمة العالمية ودفع النمو الاقتصادي بجميع أنحاء العالم.

وخلال إلقاء كلمته في القمة الـ14 لمجموعة الـ20 للاقتصادات الرئيسية في مدينة أوساكا اليابانية، دعا شي البلاد إلى استكشاف قوى دافعة للنمو وتحسين الحوكمة العالمية وإزالة عوائق التنمية والتعامل مع الخلافات بشكل مناسب، بينما تعهد بتعزيز انفتاح الصين.

بعد 20 عاما من تأسيس مجموعة الـ20 و10 سنوات، منذ الأزمة المالية العالمية 2008، بعدما أصبحت منصة رائدة للتعاون الاقتصادي الدولي، يأتي خطاب شي في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي مفترق طرق شديد الأهمية مرة أخرى.

ويقدم الخطاب اتجاه تحسين الحوكمة العالمية ونظام التجارة العالمي، حسبما ذكر ساواران سينغ، أستاذ في كلية الدراسات الدولية بجامعة جواهر لال نهرو في دلهي بالهند.

وقال إن "خطاب شي الذي طال انتظاره في قمة مجموعة الـ20 يقدم بجدارة مسار تحسين نظام التجارة العالمي" لتجنب "قصر النظر والاسترشاد بالمصالح قصيرة الأجل."

وأضاف أنه "يسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز حس المسؤولية من أجل تعزيز الثقة في السوق وتوجيه تنمية العولمة الاقتصادية في المسار الصحيح."

وأشار سينغ إلى أنه لتحسين الحوكمة العالمية وتعزيز دور القيادة لقمة مجموعة الـ20 "شدد شي على الحاجة إلى مثابرة اقتصادات مجموعة الـ20 في السعي نحو تحقيق التعاون في الإصلاح والابتكار من أجل معالجة مشكلاتهم المشتركة."

وتعليقا على خطاب شي، وصفه سريكانث كوندبالي، أستاذ في الجامعة، بأنه "خطاب شامل جدا" و"يركز على تجارة بدون عوائق."

وأضاف أن "الخطاب طريق قوي جدا للتواصل مع العالم نحتاجه لاتخاذ إجراءات لإزالة كل الحواجز التجارية ... نحتاج إلى تعزيز المؤسسات التعددية مثل منظمة التجارة العالمية."

وذكر الأكاديمي أن ما أبهره بشدة هو اقتراح شي بشأن النمو الاقتصادي.

وقال إن شي "قدم أيضا بديلا عن طريق اقتراحه أننا نحتاج إلى التحرك تجاه الابتكار. وتحتاج كل دولة إلى إعادة هيكلة سياستها الاقتصادية وتعزيز الابتكار."

وأوضح هانس فون هيلدورف، رئيس مجلس الرابطة الفيدرالية لمبادرة طريق الحرير الألمانية، أن خطاب شي يرسل رسالة قوية تختلف عن رسالة واشنطن بشأن التجارة العالمية.

وذكر أن رسالة الصين تدعم التعددية والتجارة المفتوحة القائمة على القواعد. "وسط تصاعد الشعبوية والانعزالية، تدفع الصين انفتاح سوقها أمام الشركات من جميع أنحاء العالم في حين تبني مبادرة الحزام والطريق. وسيجلب هذا المزيد من الفرص للشركات الصغيرة والمتوسطة في ألمانيا والشركات الأوروبية."

وأضاف أن "الحروب التجارية ليست خيارا عاقلا ولن تفيد أي أحد."

ووصف ألكساندر لومانوف، باحث بارز بمركز دراسات آسيا-الباسيفيك بالمعهد الوطني للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، الإجراءات التي اقترحها شي لتعزيز الانفتاح بأنها "دعوة للعالم أجمع لتوسيع التعاون مع الصين."

وقال إن الإجراءات، التي تتضمن تقصير القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي وخلق المزيد من مناطق التجارة الحرة التجريبية وتوسيع الواردات، "تشكل معا سياسة اقتصادية فعالة وموجهة استراتيجيا وواعدة. كل هذا يظهر مميزات التعاون مع الصين."

ومع ذلك، يعد خطاب شي "دعوة لأعضاء مجموعة الـ20 لقبول قواعد اللعبة قبل وصول الاقتصاد العالمي إلى مرحلة عدم التوازن التام ولتحسين الحوكمة العالمية ولوضع عمليات العولمة على المسار الصحيح."

وأوضح أدير كافينس، خبير في العلاقات الدولية من كينيا، أن شي "مرة أخرى يقف في الجبهة الأمامية لتدعيم التنمية طويلة الأجل التي تعزز الرفاهية الاقتصادية والازدهار المشترك لكل البشرية."

وأشار أنه عن طريق التركيز على المصالح المشتركة بدلا من الخلافات، مهد الرئيس شي الطريق أمام منهج مدفوع بالتوافق سيعود بالنفع على الجميع.

وأضاف أن "التقارب التعاوني والتشاوري في الشئون الدولية سيبعد العالم أيضا عن المواجهات العسكرية والأزمات الاقتصادية وسيوجهه نحو المزيد من النماذج الإنتاجية مثل الشمول الاقتصادي والازدهار."