مقالة خاصة: شي يقود جوقة الدعوة إلى التعددية في قمة العشرين
أوساكا 29 يونيو 2019 (شينخوا) قاد الرئيس الصيني شي جين بينغ جوقة الداعين إلى حماية التعددية ورسم مسار الاقتصاد العالمي والحوكمة العالمية، خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان.
وقال شي في كلمته التي انتظرها الجميع بلهفة يوم الجمعة إنه من أجل دفع العولمة الاقتصادية صوب الاتجاه الصحيح، يتعين على أعضاء مجموعة العشرين اقتناص فرص التنمية مع التحلي بمزيد من الانفتاح والسعي إلى تحقيق نتائج مربحة لجميع الأطراف وتعزيز التعاون.
وتعهد شي أيضا بأن الصين، بوصفها اقتصادا عالميا رائدا، ستتخذ المزيد من إجراءات الانفتاح، ويشمل ذلك إصدار نسخة القائمة السلبية بشأن الاستثمار الأجنبي لعام 2019 وزيادة خفض المستوى العام للرسوم الجمركية في الصين وتطبيق آلية تعويض عقابي في قضايا انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وهذا كله يظهر أن الصين تتصرف على أنها حاملة للواء التجارة الحرة والتعددية.
دعم التعددية
كانت التعددية إحدى الكلمات الرئيسية في خطاب شي الذي ألقاه في قمة أوساكا وغيرها من اللقاءات التي أجراها مع زعماء مجموعة العشرين على هامش القمة، حيث أشار إلى أن الاقتصاد العالمي يمر مجددا بمفترق طرق بعد 10 أعوام من اندلاع الأزمة المالية العالمية.
واتفق مع هذا الرأي زعماء آخرون بمجموعة العشرين أرسلوا أيضا رسالة واضحة وقوية إلى العالم بشأن التمسك بالتعددية والاقتصاد العالمي المفتوح، بهدف تجديد الثقة العالمية في تحرير التجارة والعولمة الاقتصادية.
وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي تستضيف بلاده القمة إن "اقتصادا حرا ومفتوحا هو أساس السلام والرخاء العالميين... بينما يؤدي القلق والاستياء من التغيرات المفاجئة الناجمة عن العولمة، في بعض الأحيان، إلى توليد نوع من الإغواء تجاه الحمائية، ما يؤدي إلى نشوب مواجهة حادة بين الدول."
وتابع "هذا هو الوقت الذي نرسل فيه رسالة قوية بشأن تعزيز نظام تجاري حر ونزيه وغير تمييزي، والحفاظ عليه."
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن قضايا تغير المناخ والتنمية المستدامة والإرهاب والتجارة والنمو الاقتصادي العالمي، هي قضايا تتخطى الحدود وتعبر إلى داخل المجتمعات والاقتصادات، وتتطلب استجابة منسقة وشاملة في إطار نظام تجاري تعددي قائم على القواعد.
وقال يونكر في رسالة إلى القمة "التعددية موجودة في الشفرة الوراثية لأوروبا. عبر الاتحاد والعمل المشترك، نجعل من أنفسنا أقوى، على المستويين الجماعي والفردي."
ويقول سواران سينغ، الأستاذ بكلية الدراسات الدولية في جامعة جواهر لال نهرو في الهند، "خطاب شي الذي طال انتظاره في قمة مجموعة الـ20 يقدم بجدارة مسار تحسين نظام التجارة العالمي" لتجنب "قصر النظر والاسترشاد بالمصالح قصيرة الأجل."
وتابع "العالم يرى الصين اليوم قاطرة توفر قوة دفع لضمان بقاء الثقة في الأنظمة التجارية العالمية."
واتفاقا مع سينغ في الرأي، يرى هوجو دوبسون، مدير كلية دراسات شرق آسيا بجامعة شيفيلد في بريطانيا، الصين أيضا نصيرة التعددية والنظام التجاري العالمي.
وبشأن جهود الصين الراهنة في هذا الصدد، قال دوبسون إنه "كان من الواضح تماما حينما تولت الصين رئاسة مجموعة العشرين عام 2016، أنها تنتقل من صاحب دور إلى صانع دور يسعى إلى تشكيل الأعراف الدولية بدلا من الاستجابة لها فقط."
وقال لوكالة أنباء (شينخوا) "لذلك، تبدو الصين ماضية قدما في هذا المسار."
روح الشراكة
قدم شي مقترحا من أربع نقاط في كلمته التي ألقاها في قمة مجموعة العشرين، هي استكشاف قوة دافعة للنمو، وتحسين الحوكمة العالمية وإزالة اختناقات التنمية وحل الخلافات بشكل صحيح.
وقال شي إنه يتعين علينا تعزيز النظام التجاري التعددي وإجراء الإصلاحات الضرورية لمنظمة التجارة العالمية حتى تكون أكثر فعالية.
وقال هيديتوشي تاشيرو، كبير خبراء الاقتصاد بشركة (سيجما كابيتال) اليابانية المحدودة "الزعيم الصيني تعهد بتولي القيادة في حماية وتطوير نظام اقتصادي عالمي مفتوح يرتكز على النظام التجاري التعددي."
وقال ليو دي، الأستاذ بجماعة كيورين في طوكيو، إن اقتراح شي "قوي وفعال" في مواجهة الأحادية والحمائية.
وتابع ليو "يبرز الزعيم الصيني أهمية روح الشراكة ويدعو إلى بذل الجهود المشتركة ويدعم الابتكار من أجل تنمية عالية الجودة، ما يساعد المجتمع الدولي بالتأكيد في حشد التصميم اللازم للتغلب على الحمائية."
وقال سينغ "لا تستطيع أمة، أيا كانت قوتها، أن تغلق أبوابها في وجه بقية العالم. الاتجاه الصحيح ... يبقى في بناء شراكات على أساس سيادة المساواة وتحقيق المنافع المتبادلة، لا سيما في بناء شراكات للابتكار لمعالجة التحديات المستقبلية."
الصين تتخذ المبادرة
في قمة مجموعة العشرين، تعهد شي أيضا بتطبيق مجموعة من إجراءات الانفتاح الجديدة، موضحا أن الصين ستفتح سوقها على نحو أوسع وستبادر إلى توسيع نطاق الواردات ومواصلة تحسين بيئة الأعمال للشركات الأجنبية، وستمضي قدما في المفاوضات الخاصة بمختلف الاتفاقيات التجارية.
وتابع تاشيرو "نستطيع أن نرى الصين وهي تتخذ المبادرة في الحفاظ على النظام التجاري التعددي وتقويته، ذلك النظام الذي تريد الحكومة الأمريكية تقويضه."
وقال هُمايون إقبال شامي، رئيس منتدى باكستان الاقتصادي، ومقره إسلام اباد، إنه يثمن تقديم الصين إجراءات انفتاحية في وقت يواجه فيه العالم شكوكا متزايدة.
وتابع "هي إشارة عظيمة إلى العالم، لا سيما للبلدان النامية" مردفا بقوله "هذا توجُه دولة تتحمل مسؤولية حل المشكلات الدولية."
وأعرب سينغ عن إيمانه بأن تعهد شي بتلك الإجراءات يؤكد شعور الصين "بالمسؤولية" عن "تعزيز الثقة في السوق" و"توجيه تطور العولمة الاقتصادية في الاتجاه الصحيح."
وقال جوزيف ماتيوس، الأستاذ الكبير بجامعة بيلتي الدولية في بنوم بنه، إن رؤية شي للاقتصاد العالمي تتسم بالحصافة والحكمة وتعكس طموحا مشتركا للبلدان النامية.
وتابع "الاقتصاد العالمي لا يستطيع مواصلة حرب تجارية بشأن التعريفات الجمركية وعقوبات اقتصادية مدفوعة سياسيا على دول ذات سيادة. وأنا شخصيا أعتقد أننا إذا اتحدنا سنصمد، وإذا تفرقنا سنتداعى."