تعليق: الصدق والفعل ضروريان جدا مع استئناف الصين والولايات المتحدة المحادثات التجارية
أوساكا 29 يونيو 2019 (شينخوا) سلطت نتائج الاجتماع الذي كان منتظرا بترقب شديد بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة أوساكا لمجموعة العشرين (جي 20) يوم السبت شعاعا من الضوء على الاقتصاد العالمي الملبد بالغيوم.
خلال اجتماعهما، اتفق الزعيمان على استئناف المشاورات الاقتصادية والتجارية بين البلدين على أساس المساواة والاحترام المتبادل. كما اتفقا على أن الجانب الأمريكي لن يضيف تعريفات جديدة على الصادرات الصينية.
قرار استئناف المحادثات التجارية يعني أن الجهود الرامية إلى حل الخلافات التجارية بين البلدين قد عادت إلى المسار الصحيح.
من المعترف به على نطاق واسع أن وجود علاقة أكثر استقرارا بين الصين والولايات المتحدة أمر جيد ليس فقط بالنسبة للصين والولايات المتحدة، وإنما للعالم برمته أيضا.
تتشارك الصين والولايات المتحدة بعض الاختلافات، وتأمل بكين في حل هذه الاختلافات خلال المشاورات بينهما. ثمة حاجة لمزيد من الصدق والفعل خلال تلك العملية.
بوصفهما أكبر اقتصادين في العالم، تستفيد كل من الصين والولايات المتحدة من التعاون وتخسران من المواجهة. ودائما ما كان الخيار الصحيح بالنسبة للجانبين تسوية خلافاتهما عبر الحوار وليس المواجهة.
تواجه العلاقة بين الصين والولايات المتحدة في الوقت الراهن بعض الصعوبات. لا يمكن لأي من الجانبين الاستفادة من مثل هذا الوضع المضطرب.
منذ أن أقامت الدولتان العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 40 عاما مضت، عززت الصين والولايات المتحدة بشكل مشترك تعاونهما بطريقة تبادلية المنفعة.
ونتيجة لذلك، حققت التجارة البينية قفزات كبيرة تكاد لا تصدق، حيث زادت من أقل من 2.5 مليار دولار أمريكي في عام 1979 إلى ما يربو عن 630 مليار دولار العام الماضي. وحقيقة أن أكثر من 14 ألف شخص يعبرون المحيط الهادئ كل يوم تعطي لمحة عن مدى كثافة التفاعلات والتبادلات الجارية بين الشعبين.
لذلك، ونظرا لأن الصين والولايات المتحدة تتمتعان بمصالح متكاملة للغاية ومجالات تعاون واسعة، يتعين عليهما عدم الوقوع في ما يسمى بفخاخ الصراع والمواجهة.
عندما التقى الرئيسان أحدهما الآخر في قمة مجموعة العشرين التي عقدت العام الماضي في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس، توصلا إلى توافق مهم لإيقاف المواجهة التجارية واستئناف المحادثات. منذ ذلك الحين، عقدت فرق التفاوض من الجانبين سبع جولات من المشاورات بحثا عن تسوية مبكرة.
مع ذلك، يبدو أن خالص الصدق الذي أظهرته الصين على مدار أشهر لم يدفع سوى بعض صقور التجارة في واشنطن إلى تجربة حظوظهم.
الآن وبعد أن استأنف الجانبان محادثاتهما التجارية، فإنهما بحاجة للمضي قدما بمعاملة بعضهما البعض على قدم المساواة وإبداء الاحترام الواجب، وهو شرط للتسوية النهائية لخلافاتهما.
بمعزل عن ذلك، ثمة حاجة أيضا إلى الأفعال.
قلة أولئك الذين يخالفون الرأي القائل بأن إصلاح مشكلة التجارة بين الصين والولايات المتحدة يحتاج إلى حكمة وأفعال عملية عند كل منعطف رئيسي على طول الطريق المؤدي إلى التسوية النهائية. إذا لم يقدم الجانب الأمريكي على أي فعل يبرز روح المساواة والاحترام المتبادل، ويطالب بالكثير، فلن تثمر عملية الاستئناف التي تحققت بشق الأنفس عن أي نتائج.
بالنسبة للصين، سوف تمضي دائما في مسارها الخاص وتحقق تنمية ذاتية أفضل بصرف النظر عن نتائج محادثات التجارة.
في قمة مجموعة العشرين التي اختتمت لتوها، طرح شي مجموعة من تدابير الانفتاح الجديدة، ليرسل بذلك إشارة قوية مفادها أن الصين ستواصل خطواتها فيما يخص الإصلاح.
وفي الوقت الذي يدخل فيه الجانبان مرحلة جديدة من مفاوضاتهما التجارية، من المؤمل أن تتعاون الصين والولايات المتحدة في التواصل بشكل فعال مع بعضهما البعض ومعالجة خلافاتهما بشكل صحيح.
ومن المؤمل أيضا أن تعمل واشنطن مع بكين لبناء علاقة بين الصين والولايات المتحدة تتميز بالتنسيق والتعاون والاستقرار، من أجل منافع أفضل للشعبين ولشعوب الدول الأخرى كذلك.