تعليق: على الصين والولايات المتحدة توسيع مساحة التوافق وتضييق فجوة الخلافات
بكين 30 يونيو 2019 (شينخوا) عادت الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم، أخيرا إلى المسار الصحيح لحل قضاياهما التجارية، باتفاقهما على استئناف المشاورات الاقتصادية والتجارية.
التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب أمس السبت على هامش قمة مجموعة الـ20 في مدينة أوساكا اليابانية. وذكر الجانب الأمريكي أن الولايات المتحدة لن تفرض تعريفات جمركية جديدة على الصادرات الصينية.
وكسر اللقاء بين الرئيسين حالة الجمود في القضايا التجارية الثنائية التي استمرت فترة تزيد على شهر واصلت فيها التوترات التجارية في التصعيد بين الدولتين، ما وضع الاقتصاد العالمي تحت ضغط تراجع كبير.
وأعربت المنظمات الدولية، من بينها البنك الدولي، عن قلقها قبل قمة مجموعة الـ20 في أوساكا. حيث خفض البنك الدولي توقعه للنمو العالمي في 2019 بواقع 0.3 نقطة مئوية في وقت سابق هذا الشهر، مستشهدا بمخاطر تراجع، من بينها تزايد الحواجز التجارية.
وساعدت الاختراقة في حل القضايا التجارية في تخفيف هذا القلق، ما يرسل مؤشرات تشجيعية للسوق العالمية.
ومن الواضح أن التعريفات لن تحل أية مشكلة. وبدلا منها، يعد الحوار الطريق الوحيدة لحل المنازعات التجارية. ومع ذلك، يجب أن يكون الحوار قائما على أساس المساواة والاحترام المتبادل. ويجب استيعاب الشواغل المشروعة للجانبين.
وأظهر الرد الصيني على تصاعد حدة الاحتكاكات التجارية خلال الفترة الماضية أن الصين ستحمي مصالحها الرئيسية بشأن القضايا المتعلقة بالسيادة والكرامة بكل قوة وعزيمة.
واستفادت الصين والولايات المتحدة، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما قبل 40 عاما، من الحوار والتعاون. وبالرغم من حدوث تغيرات كبيرة حول العالم في هذه الفترة، يظل الحوار والتعاون خيارا أفضل من الاحتكاك والمواجهة بين الدولتين.
وخلقت الولايات المتحدة البيئة المناسبة لاستئناف المشاورات عندما تعهدت بعدم فرض تعريفات جمركية جديدة على السلع الصينية.
وينبغي على الجانب الأمريكي الحفاظ على وعده والتعاون مع الصين لتوسيع مساحة التوافق وتضييق فجوة الخلافات، وهذا هو الخيار الصحيح الوحيد لمعالجة القضايا التجارية والتوصل إلى نتائج مربحة للجميع.