مقالة خاصة: تجارة "الشعر المستعار الصيني" تشكل نموذجا جيدا للتجارة الإلكترونية في إفريقيا والشرق الأوسط

2019-07-06 14:46:44|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 6 يوليو 2019 (شينخوا) في مقطع فيديو مدته 15 دقيقة على شبكة يوتيوب، قامت مدونة من غانا تدعى إيلورم سينو بتجميل نفسها بتسريحة شعر مستعار طويل مصدر من الصين، حيث ذكرت في الفيديو وهي تقوم بتمشيط وتصفيف شعرها المستعار "أحب إحساسي بجمال هذا الشعر، إنه مثل الحرير في نعومته".

إن ارتداء شعر مستعار أو تركيب خصلات مستعارة بات الآن موضة جديدة بالنسبة للكثيرين، ولكنه في الواقع ممارسة تقليدية قديمة لدى الأفارقة لأن شعرهم خشن ومجعد وينمو ببطء شديد ويعاني من مشكلة التساقط. لهذا أصبح الشعر المستعار (الباروكة) حاجة ملحة للإفريقيات، لدرجة أن الباروكة ذات الجودة العالية التي تصنع من شعر حقيقي يُطلق عليها الأفارقة "الذهب الأسود" ويسعون بشدة إلى اقتنائها.

"من لا يرغب في شراء ملابس، يقوم بشراء شعر مستعار!" هكذا تقول تشانغ هوي تينغ المديرة العامة لإدارة التجارة الإلكترونية الدولية بشركة (ريبيكا) المتخصصة في منتجات الشعر وهي تتذكر الإقبال على شراء هذا المنتج طوال السنوات العديدة التي عملتها في إفريقيا. وأشارت في الوقت ذاته إلى أن الإفريقيات عادة ما يخصصن ثلث دخلهن للعناية بالشعر المستعار وأن (الباروكات) الصينية لديها سوق كبيرة في هذه القارة.

وقد أفادت بيانات صادرة عن مؤسسة (AliExpress) للتجارة الإلكترونية عبر الحدود والتابعة لشركة ((علي بابا))، بأن هناك عملية شراء لشعر مستعار تجري كل ثانيتين، فالسوق الإفريقية ينمو بسرعة مدهشة في هذا المجال، نمو تراوحت نسبته بين 100 و300 في المائة في السنوات الأخيرة.

وتوضح بيانات الجمارك الصينية أنه في عام 2018، شكلت منتجات الشعر الصينية 80 في المائة من منتجات الشعر العالمية، حيث وصلت قيمة ما يتم تصديره منها إلى إفريقيا إلى 1.337 مليار دولار أمريكي، وهو ما يمثل حوالي 40 في المائة من المجموع العالمي، بزيادة قدرها أكثر من 20 في المائة.

وقال الخبراء إن السوق الإفريقية تعد حاليا ثاني أكبر سوق استهلاكي في العالم لمنتجات الشعر، حيث يزيد عدد سكانها عن 700 مليون نسمة من أصل إفريقي، ومع تحسن مستويات معيشة الأفارقة، من المتوقع أن تحل إفريقيا محل أمريكا الشمالية كأكبر سوق مستهلك للباروكة في العالم.

ومن جانبها، ذكرت تشانغ ون يينغ المديرة العامة لشركة (ريبيكا) خلال معرض إكسبو الصيني للعلامات التجارية الذي أقيم في شانغهاي في مايو الماضي "في نيجيريا وحدها، نبيع ما بين 9 ملايين و11 مليون قطعة من منتجات الشعر سنويا".

وأكدت تشانغ أن العلاقات الأوثق والتعاون الأعمق بين الصين والدول الإفريقية في السنوات الأخيرة جعلا إفريقيا أكبر أسواق لـ(ريبيكا)، حيث تبيع الشركة الآن منتجات الشعر في أكثر من 20 دولة إفريقية، وبلغت إيراداتها من إفريقيا في عام 2017 حوالي 138.1 مليون دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 23 في المائة عن العام السابق وبما يمثل نصف إيراداتها الإجمالية تقريبا.

أما وانغ فن رونغ الأمين العام لغرفة صناعة الشعر المستعار في الغرفة التجارية الصينية للاستيراد والتصدير، فقال إنه بفضل الجودة العالية والحرفية الدقيقة، تفوز منتجات الشعر الصينية الآن بحصة نسبتها 35 في المائة تقريبا من السوق الإفريقية.

في الواقع، بدأت صناعة الشعر المستعار منذ أكثر من مائة عام في الصين وأصبحت صناعة موجهة نحو التصدير. وفي غضون العام أو العامين القادمين، تتطلع (AliExpress) إلى التعاون مع شركات تصدير الشعر المستعار الصينية في إطلاق 100 متجر جديد لمنتجات الشعر على الإنترنت والعمل في الوقت ذاته على إقامة مخازن لهذه المنتجات في بلدان إفريقية مختلفة بهدف سرعة وصولها إلى العميل، بل والدفع باتجاه فتح متاجر لبيع هذه المنتجات بالتجزئة في تلك البلدان، ما يعزز تواجد "التجارة الإلكترونية الصينية السريعة" في القارة الإفريقية.

وشكلت تجارة الشعر المستعار في إفريقيا نموذجا جيدا للتجارة الإلكترونية، وهذا ليس لإفريقيا فقط، حيث أشارت تقارير إعلامية صينية إلى أن سوق الشرق الأوسط تتمتع أيضا بإمكانات هائلة.

فقد ذكر تقرير اقتصادي نشرته شبكة ((سي أي أف نيوز)) الصينية الخاصة للتجارة الإلكترونية عبر الحدود أن نسبة انتشار الإنترنت في دول الخليج تزيد على 90 في المائة ولكن مقياس التجارة الإلكترونية لا يتجاوز واحد في المائة، ومع بلوغ معدل انتشار الهواتف الذكية هناك 65 في المائة، فمساحة القوة الشرائية لتلك الهواتف عبر الإنترنت تعد بلا شك هائلة.

وأوضح التقرير أنه بحلول عام 2020، سيصل حجم التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط إلى حوالي 30 مليار دولار أمريكي، مع معدل نمو مركب يزيد عن 40 في المائة، وهو أعلى بكثير من معدل النمو البالغ 35.7 في المائة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وبالإضافة إلى ذلك، يشهد الشرق الأوسط طلبا كبيرا على محتوى الوسائط الاجتماعية، وهو ثاني أكبر مستهلك لمقاطع فيديو اليوتيوب في العالم؛ حيث تشير الأرقام وفقا لدراسات استقصائية إلى أن عدد نجوم الإنترنت على الشبكة الإقليمية يصل إلى 40 ألف، وأن 52 في المائة من المشترين أكثر ميلا إلى شراء المنتجات التي يقترحها "نجوم الإنترنت وغيرهم من الأصدقاء على الشبكة".

ومن هنا يتبين أن السنوات الخمس القادمة من المتوقع أن تشهد انتفاعا أكبر للناس في إفريقيا من التجارة الإلكترونية الصينية الآخذة في الازدهار.

الصور

010020070790000000000000011100001382042321