مقابلة : خبراء أردنيون: الاقتصاد الصيني لديه عوامل قوية للنمو واستقطاب استثمارات جديدة
عمان 21 يوليو 2019 (شينخوا) أكد خبراء أردنيون أن لدى الاقتصاد الصيني عوامل قوية للنمو والتي من خلالها تمكن من تحقيق نسبة نمو بلغت نحو 6.3 % في الستة أشهر الأولى من العام الجاري وهى نسبة جيدة وذلك رغم الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية في التعامل مع الصين.
وقال الخبير الاقتصادي خالد الزبيدي لوكالة أنباء (شينخوا) إن لدى الصين أذرع تصديرية قوية مع دول العالم من القارة الأمريكية الجنوبية إلى القارة الإفريقية وروسيا ودول أوروبا وآسيا وهو ما مكن الاقتصاد الصيني من تلافي التأثيرات السلبية لقرارات الإدارة الأمريكية الجمركية وغيرها .
وأظهرت بيانات مصلحة الإحصاء الصينية يوم (الإثنين) الماضي أن إجمالي الناتج المحلي الصيني نما بنسبة 6.3 % على أساس سنوي في النصف الأول من عام 2019، ليصل حجم الناتج المحلي الصيني في هذه الفترة إلى حوالي 45.09 تريليون يوان (حوالي 6.56 تريليون دولار أمريكي).
وجاء هذا النمو متماشيا مع الهدف السنوي الموضوع من قبل الحكومة وهو بين 6 % و6.5 % لعام 2019.
وفي الربع الثاني من العام الحالي، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 6.2 % على أساس سنوي، أي أقل من 6.4 % المسجل في الربع الأول، وفقا لبيانات مصلحة الدولة للإحصاء.
وكان المتحدث باسم مصلحة الإحصاء الصينية ماو شنغ يونغ قد صرح في مؤتمر صحفي بأن الأداء الاقتصادي كان مستقرا بوجه عام وظل ضمن نطاق معقول، مع إحراز التقدم في بعض المجالات.
وأشار الزبيدي إلى أن أساسيات الاقتصاد الصيني بنيت بطريقة لا يمكن النيل منها فقدرة الاقتصاد الصيني على استقطاب استثمارات جديدة كبيرة جدا وما زالت قوية على الرغم من الإجراءات الأمريكية التي اتخذت تجاه الصين والتي أثرت وأضرت بنسب النمو للاقتصاد الأمريكي.
وقال إن لدى الحكومة قوة دفع عالية في مجالات محركات النمو في الاقتصاد الصيني وخاصة في مجال الاقتصاد الرقمي والتكنولوجي وأكبر مثال على ذلك شركة هواوي الصينية التي استطاعت تجاوز كبريات الشركات الأخرى المنافسة في مجال البرمجيات وتحديدا في الجيل الخامس في الاتصالات.
من جانبه قال رئيس غرفة تجارة عمان خليل الحاج توفيق إنه بالرغم من التعاملات التجارية القائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتخوفات الاقتصادية العالمية على آفاق النمو الاقتصادي العالمي، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، فقد استطاع الاقتصاد الصيني تحقيق نسبة نمو في ناتجة المحلي الإجمالي (6.3%) خلال النصف الأول من العام 2019، وهذا يثبت قدرة الاقتصاد الصيني الذي يضم سوقا استهلاكيا ضخما، على مواجهة أي تأثيرات اقتصادية مختلفة.
وأضاف الحاج توفيق لوكالة أنباء (شينخوا) أن نجاح سياسات الإصلاح والانفتاح الصيني على السوق العالمي والاندماج في عملية التنمية الاقتصادية العالمية، يثبت أيضا أن السوق الصينية ما زالت تشهد ازدهارا متزايدا منذ سنوات ومن المتوقع أن تصبح الصين إحدى أكثر الدول تنافسية في المجال الاقتصادي والاستثماري والتجاري.
وأشار إلى أن مبادرة الحزام والطريق تمثل إحدى السياسات الصينية الناجحة في إطلاق حقبة جديدة من التجارة والتنمية بين الصين ومختلف بلدان العالم والذي من شأنه أن يساهم في توفير ممرات اقتصادية تجارية متعددة.
بدوره قال الخبير الاقتصادي وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة عمان إياد أبو حلتم إن الاقتصاد الصيني يحتوي على أكبر سيولة نقدية بالعالم ويعتبر ملاذا آمنا وشبكة آمان إذا تعرض العالم إلى أزمة اقتصادية شبيهة بالأزمة عام 2008 .
وأضاف أبو حلتم لوكالة أنباء (شينخوا) أن " إطلاق الصين لمبادرة الحزام والطريق تسعى إلى عمل تكتل اقتصادي من الصين إلى إفريقيا حتى أوروبا وهنا نتحدث عن حجم ضخم من التعاون التجاري والاقتصادي والتجاري، مشيرا إلى أن لدى الصين توجه للاستثمار في البنى التحتية وهو ما لمسناه في دول إفريقيا، حيث تقوم الصين بتمويل المشاريع الضخمة في دول إفريقيا والاستثمار في مجال النقل والموانئ ومحطات الكهرباء وغيرها . "
وأشار إلى أن هذا النموذج مهم للأردن خاصة أن لديه مشاريع كبيرة في مجال الطاقة والنقل وغيرها بحاجة إلى التمويل والاستثمار فيها .
ورأى أبو حلتم أن وضع قيود وفرض ضرائب على البضائع الصينية سيؤثر على الاقتصاد الامريكي أكثر من تأثيره على الاقتصاد الصيني لأن هناك كثير من الشركات الأمريكية تصنع في الصين وتصدر إلى الولايات المتحدة الأمريكية
وأشار إلى أن الاقتصاد الصيني سوف يستمر بالنمو خاصة أن آخر احصائيات بلغت 6.3 في المائة وهو ضمن الهدف المتوقع للحكومة الصينية ويدل على أن الاقتصاد الصيني قوي ومنيع وأن السيولة والفوائض النقدية الهائلة تمكنه من الصمود أمام أية محاولات للاضرار به.