تعليق: المثابرة وعقلية التعاون متبادل النفع أساس لمحادثات تجارية بناءة بين الصين والولايات المتحدة
بكين أول أغسطس 2019 (شينخوا) اختتم مفاوضون صينيون وأمريكيون الأربعاء في شانغهاي الجولة الـ12 من المشاورات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين أكبر اقتصادين في العالم، واتفقوا على الاجتماع مرة أخرى في سبتمبر.
وخلال اليومين الماضيين، أجرى الجانبان تبادلات صريحة وفعالة وبناءة في شؤون أساسية محل الاهتمام المشترك في مجالي الاقتصاد والتجارة.
وجاءت هذه المحادثات بعد اجتماع الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في يونيو باليابان، حيث اتفقا على استئناف محادثات التجارة بين البلدين على أساس المساواة والاحترام المتبادل، والتي كانت توقفت بسبب تصعيد أحادي أمريكي في مايو.
وبينما يجب الترحيب باستئناف المحادثات كخطوة مهمة لإعادة جهود الجانبين لتسوية العلاقات التجارية إلى مسارها، لا يجب أن نتوقع بأن تسير المحادثات المستقبلية بسهولة.
ويأتي هذا التوقع بناء على الوضع المعقد للتجارة بين الصين والولايات المتحدة، ما يتطلب إصرارا ومثابرة لإجراء المحادثات في ظل وجود عقبات.
وبينما أصرت الصين دائما على التوصل إلى اتفاق متبادل النفع من خلال الجهود المشتركة وعلى أساس الاحترام المتبادل والتعامل بمساواة، كانت واشنطن متقلبة وترفع سقف طلباتها.
وقبيل محادثات شنغهاي، عادت واشنطن إلى نفس مسارها القديم مرة أخرى عن طريق تهديد دول، من بينها الصين، بتجريدها من وضع الدول النامية في منظمة التجارة العالمية. وهذا من أساليب الضغط الرخيصة التي لم تفلح مطلقا.
يجب على واشنطن هجر عقلية "اللعبة الصفرية" وتبني تعاون متبادل النفع، لتطبيق التوافقات التي توصل إليها رئيسا البلدين.
وخلال المحادثات، ناقش فريقا التجارة أيضا شراء الصين المتزايد للمنتجات الزراعية الأمريكية، وفقا لاحتياجاتها المحلية والظروف المناسبة التي تقدمها الولايات المتحدة للشراء.
وبينما ينشر صقور الصين في واشنطن بيانات مضللة عن التجارة الثنائية، الحقيقة هي أن الصين والولايات المتحدة مكملتين لبعضهما بعضا بشكل شديد في تجارة المنتجات الزراعية ومجالات اقتصادية أخرى ولديهما مساحة كبيرة للتعاون.
وبالإشارة إلى حقيقة أن تجارة المنتجات الزراعية بين البلدين تحملت صعوبة الاحتكاكات التجارية بينهما، من الواضح الآن أن التعاون متبادل النفع يجب أن يكون هو السمة الأساسية للعلاقات التجارية بين الجانبين وليس "اللعبة الصفرية".
ومع توجه الجانبين إلى محادثات تجارية مستقبلية، من الممكن أن يلجأ المتشددون في واشنطن مرة أخرى إلى زيادة الضغط على البيت الأبيض.
في الحقيقة، في ظل هذه الجولة من المحادثات التجارية الصينية - الأمريكية، ضغط تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، على إدارة ترامب "لعدم البيع" لبكين، لأن "هذه لعبة من هو الأقوى ومن يستطيع البقاء طويلا".
يجب على البيت الأبيض مقاومة صقور الصين، لأنهم يتجاهلون حقيقة مفادها أن غرض أي محادثات تجارية هو إيجاد أرضية مشتركة واستيعاب شواغل بعضهما بعضا بينما تتم المحافظة على المصالح الخاصة لكل طرف.