تعليق: الصين لن تنبطح أمام حيلة التنمر التجاري الأمريكية القديمة
بكين 2 أغسطس 2019 (شينخوا) أعلن البيت الأبيض أمس الخميس عن خطط لفرض تعريفات إضافية على الواردات الصينية من أول سبتمبر على الرغم من وصف المحادثات التجارية الصينية-الأمريكية التي اختتمت للتو في شانغهاي بـ"البناءة" وإعرابه عن الأمل في المزيد من "الحوار الإيجابي".
ويعد تصعيد واشنطن الأحادي للنزاعات التجارية خرقا خطيرا للثقة بعدما توصل الجانبان في يونيو إلى توافق لاستئناف المحادثات التجارية على أساس المساواة والاحترام المتبادل.
وبعيدا عن تقويض زخم المحادثات التجارية التي استؤنفت حديثا، يثبت التخبط الأمريكي مرة أخرى عدم جدارة واشنطن بالثقة في التوصل إلى اتفاق ونزعتها المزعجة تجاه التنمر.
يتعين على الإدارة الامريكية الأخذ في الاعتبار أن تنمرها وتهديدها بفرض تعريفات، الأمر الذي لم ينجح في الماضي، لن ينجح أيضا هذه المرة.
ولمدة تزيد على عام، تسببت النزاعات التجارية التي أطلقتها الولايات المتحدة مع الصين في تعثر ليس فقط النمو الاقتصادي للدولتين ولكن أيضا للعالم أجمع. وفي الوقت نفسه، يضر تقلب واشنطن المتزايد النظام العالمي الحالي ويتسبب في مزيد من الشكوك.
ومع استعداد إدارة الولايات المتحدة فرض تعريفات جديدة بنسبة 10 بالمئة على ما قيمته 300 مليار دولار أمريكي من الواردات الصينية المتبقية، فقد ذهب صدق واشنطن في التوصل إلى اتفاق تجاري متبادل النفع مع بكين يمكنه التكيف مع شواغل كل منهما الرئيسية أدراج الرياح. ويبدو أنه في عيون المناهضين للصين في واشنطن، المحادثات التجارية ليست سوى أكثر من شكليات للمراوغة مع الصين.
وأظهر التقلب الجديد أن بعض السياسيين في واشنطن يحاولون تصعيب الأمور ضد الصين في الشئون التجارية والحصول على نقاط سياسية رخيصة في الوقت الذي تقترب فيه الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال مات بريست، رئيس جمعية موزعي وبائعي الأحذية الأمريكيين، إنه على عكس الجولات السابقة من فرض الضرائب على الواردات الصينية، تستهدف الإدارة الأمريكية هذه المرة قطاعا كبيرا من السلع الاستهلاكية، ومن ثم، فهي "تستخدم العائلات الأمريكية رهائن" في مفاوضاتها التجارية.
وبينما يتفاخر البيت الأبيض بفرض ضرائب على الصين حتى التوصل إلى اتفاق تجاري، ينبغي عليه الأخذ في الاعتبار أن الصين ستقبل فقط اتفاقا مربحا للطرفين على أساس الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية.
موقف بكين ثابت وواضح: لا ترغب الصين في حرب تجارية ولكنها لا تخاف من أحد وستناضل في حالة الضرورة.
وردا على فرض واشنطن الرسوم منذ مارس 2018، اضطرت الصين إلى اتخاذ تدابير قوية مضادة. وفي هذه الحالة لن يكون هناك استثناء.
وحتى الآن، لا تزال بكين ملتزمة بمعالجة مشكلاتها التجارية مع واشنطن طالما أن التسوية قائمة على الاحترام المتبادل والمساواة والتوافق مع مصالح الصين الرئيسية. والصين، التي لا تزال تشهد نموا اقتصاديا مستقرا وتتفاخر بامكاناتها الضخمة لدفع التنمية قدما، ستجد دائما طريقا لمقاومة أي ضغط إذا لم يجري التوصل إلى اتفاق.
لذلك، نأمل أن تتخلى واشنطن عن أحلام تركيع بكين مستخدمة الحيل القديمة ذاتها من الضغوط القصوى. وإذا أرادت اتفاقا حقيقيا، ستحتاج حينها إلى إظهار بعض الصدق والإخلاص أولا.