تعليق: لماذا حملة التشويه الأمريكية ضد الصين مآلها الفشل

2019-08-08 15:51:55|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 8 أغسطس 2019 (شينخوا) في وقت تسعى فيه بكين بكل إخلاص إلى تسوية خلافها التجاري مع واشنطن متقلبة، لا يزال بعض الصقور في الولايات المتحدة مصممين على المضي في مخطط من التضليل والابتزاز.

ففي مقابلة أجرتها معه مؤخرا قناة ((فوكس نيوز))، فتح المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو مرة أخرى النار على الصين من خلال إطلاق وابل من الأكاذيب المحترفة بما في "سرقة الملكية الفكرية" و"النقل القسري للتكنولوجيا" و"إغراق الأسواق الأمريكية".

ومن غير المستغرب أن نافارو المتبع لأسلوب انتقاد الصين منذ فترة طويلة لم يقدم أي حل للخلاف في هجومه الانتقادي الأخير. والأسوأ من ذلك كله، أن الهجوم اللفظي قدم رؤية مشوهة لعلاقات أمريكا مع الصين.

فيما يتعلق بحماية حقوق الملكية الفكرية، غض نافارو عن عمد الطرف عن الجهود الضخمة والفعالة التي تبذلها الصين في هذا الصدد.

فقد انضمت الصين إلى معظم الاتفاقيات الدولية الرئيسية المتعلقة بالملكية الفكرية. ودائما ما تدفع الشركات الصينية مقابل براءات الاختراع التي تستخدمها. وفي عام 2017 وحده، جمعت الولايات المتحدة عوائد الملكية الفكرية قيمتها 7.13 مليار دولار أمريكي من الصين، وهو ما يمثل ربع إجمالي رسوم الملكية الفكرية التي دفعتها الصين، وفقا لما ذكرته وزارة التجارة الصينية. كما أن عمليات نقل التكنولوجيا بين الشركات الصينية وشركائها الأجانب تحدث على أساس توافقي.

ومن أجل بناء مضمار أكثر ملائمة للشركات الصينية والأجنبية، حسنت الصين نظام فحص حقوق الملكية الفكرية وعززت تطبيق القانون.

وفي مؤشر الابتكار العالمي الذي نشرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية مؤخرا، ارتفع تصنيف الصين ثلاثة مراكز لتبلغ المرتبة الـ14 في عام 2018. كما يشير التقرير إلى أن الصين لا تزال الاقتصاد الوحيد ذي الدخل المتوسط بين البلدان الثلاثين الأوائل في ترتيب المؤشر.

علاوة على ذلك، فإن الاتهامات المتعلقة بابتلاء أمريكا بالفنتانيل الصيني غير معقولة وظالمة. فالولايات المتحدة لا ينبغي أن تلوم سوى نفسها. فهي أكبر منتج ومستهلك للمواد المرتبطة بالفنتانيل، وفشلت في كبح تقليدها الطويل المتمثل في إساءة استخدام مسكنات الألم التي تصرف بوصفة طبية.

ولقد قامت بكين من جانبها، بدورها لمساعدة واشنطن. ففي شهر مايو، أضافت المواد المرتبطة بالفنتانيل إلى قائمة تكميلية للعقاقير المخدرة والمؤثرات العقلية الخاضعة للرقابة لأغراض الاستخدام غير الطبي.

وكما هو الحال في قضية الفنتانيل، يتعين على الجانب الأمريكي السعى إلى حل احتكاكاته التجارية مع بكين من خلال تحمل نصيبه العادل من المسؤوليات. ولكن أولا، لابد له أن يتوقف عن الكذب والتخبط، والأهم من ذلك، التنمر.

وعلى منتقدي الصين في واشنطن أن يضعوا في اعتبارهم أن بكين لن تستسلم أو تتنازل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للبلاد. والصين لديها سجل مقنع في هذا الصدد.

ولابد أن يدرك صانعو القرار في واشنطن أن التعاون هو الخيار الصحيح الوحيد للبلدين. علاوة على ذلك، فإنه في عالم تتعمق فيه الاعتمادية المتبادلة، لا يعود تحقيق تجارة مطردة ونشطة بين أكبر اقتصادين في العالم بالنفع على كليهما فحسب، وإنما يصب أيضا في صالح الازدهار العالمي.

والمؤسف هو أن الصقور التجاريين أمثال نافارو ضيقو الأفق لدرجة أنهم لا يقبلون الحقيقة، أو ببساطة ينغمسون في الوهم بأنه "كلما كبرت الكذبة، ازداد عدد من يصدقونها".

إذا ما استمر منتقدو الصين في واشنطن في الخداع والتخويف، فإنهم يخاطرون بعرقلة العلاقات والسير بها إلى نقطة اللاعودة، وهي كارثة ليست هناك كذبة كبيرة بما يكفي للتعامل معها.

الصور

010020070790000000000000011100001382936291