تقرير اخباري: انفصاليو اليمن ينسحبون من مقار حكومية في عدن بعد أسبوع من السيطرة عليها

عدن 17 أغسطس 2019 (شينخوا) انسحبت قوات تابعة للمجلس الانتقالي المطالب بانفصال جنوب اليمن اليوم (السبت)، من عدة مقار حكومية بعد أسبوع من السيطرة عليها في مدينة عدن، مقر الحكومة المعترف بها دوليا جنوبي البلاد.

وأفادت مصادر محلية ورسمية بانسحاب قوات المجلس الانتقالي من مقر رئاسة الحكومة اليمنية ومبنى البنك المركزي ومستشفى عدن الحكومي وكذلك من المجمع القضائي في المدينة الساحلية.

وقال مصدر محلي مسؤول لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي انسحبت من عدد من المقار الحكومية في مدينة عدن، من بينها مبنى رئاسة الحكومة ومقر البنك المركزي ومستشفى عدن.

وأضاف المصدر، أنه تم إحلال قوات أمنية في المقار التي انسحبت منها قوات المجلس الانتقالي والذي يطالب بإنفصال جنوب اليمن عن شماله.

وسيطرت قوات المجلس الانتقالي، مطلع الأسبوع الماضي على مدينة عدن وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا "انقلابا على الشرعية".

واستولت هذه القوات بشكل كامل على القصر الرئاسي في "العاصمة المؤقتة" للبلاد وجميع القواعد العسكرية للحكومة اليمنية بعد أربعة أيام من القتال العنيف في شوارع مدينة عدن.

ورحبت الحكومة اليمنية بإنسحاب قوات المجلس الانتقالي من المواقع التي سيطرت عليها أخيرا.

وقال وزير الاعلام معمر الارياني "نرحب بخطوة إنسحاب المجلس الانتقالي من عدد من المقرات الحكومية في مدينة عدن بينها الأمانة العامة لمجلس الوزراء والمجلس الأعلى للقضاء والبنك المركزي ومستشفى عدن".

وأضاف الارياني، في سلسلة تغريدات على موقع (تويتر)، أنه "يجري استكمال إجراءات تسليم وزارة الداخلية ومصفاة عدن إلى ألوية الحماية الرئاسية بإشراف تحالف دعم الشرعية" الذي تقوده السعودية في اليمن.

وتابع الارياني "نثمن دور الأشقاء في السعودية والامارات بإحتواء أحداث عدن".

ودعا الوزير اليمني الى "توحيد كافة الجهود الوطنية في المعركة الرئيسية لليمنيين وعدم الانشغال بمعارك جانبية، وبما يضمن استعادة الدولة وإسقاط انقلاب المليشيا الحوثية المدعومة من ايران".

واعتبر أن ما حدث في عدن "فرصة مهمة لمراجعة شاملة وتحفيز العمل المشترك للحفاظ على الدولة وعودة الحياة الى طبيعتها في عدن والمحافظات المحررة وتنقل المواطنين بين المحافظات للعمل بشكل طبيعي ودون حواجز".

من جهته، قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم، إن ما حدث "ليس انسحابا بالمعنى الحقيقي، وانما حدثت تفاهمات مع قوات التحالف العربي بشأن تطبيع الحياة في عدن".

وأضاف هيثم لوكالة أنباء ((شيخوا))، أن "التفاهمات أفضت الى تحييد المرافق الخدمية ومنها البنك المركزي اليمني ومجلس القضاء ومستشفى عدن، ومرافق خدمية أخرى بهدف تطبيع الحياة وإعادتها الى مجراها".

وتابع "يتم تأمين هذه المرافق الخدمية حاليا من قبل قوات تابعة لأمن عدن، والجنوبيين في قوات الحماية الرئاسية، تحت اشراف من قوات التحالف العربي".

وعن القصر الجمهوري، قال هيثم إن "القصر لم يكن هدفا لنا .. هو مقر للرئيس عبدربه منصور هادي، استطعنا تأمينه من العناصر الارهابية، وتم تسليمه في وقت سابق لقيادة التحالف العربي".

وبخصوص الانسحاب من القواعد العسكرية التي تم السيطرة عليها، أكد المتحدث أنه "لانقاش حولها"، مشيرا الى أن الأمر سيطرح في الحوار الذي دعت له الرياض.

وكانت السعودية دعت المسؤولين الجنوبيين والحكومة اليمنية إلى حضور مفاوضات في الرياض لحل النزاع عبر الحوار بعد استيلاء قوات المجلس الانتقالي على عدن.

وأعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن اليوم، أن وحدات "الانتقالي" وقوات "الحزام الأمني" بدأت اليوم الانسحاب والعودة الى مواقعها السابقة قبل الأحداث الأخيرة.

وقالت قيادة القوات المشتركة للتحالف في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية (واس) إنها "تثمن استجابة الحكومة اليمنية الشرعية للدعوة لضبط النفس أثناء الأزمة وتغليبها لمصالح الشعب اليمني".

كما "تثمن استجابة الانتقالي في (عدن) لدعوة السعودية والإمارات لوقف إطلاق النار وبدأها اليوم بسحب قواتها وعناصرها القتالية والعودة إلى مواقعها السابقة قبل الأحداث الأخيرة، وتسليم مقرات الحكومة اليمنية وبإشراف من التحالف".

وجددت قيادة التحالف الدعوة إلى "استمرار التهدئة وضبط النفس وتعزيز لغة الحوار، والوقوف سوياً لإنهاء الانقلاب الحوثي ومشروع النظام الإيراني الهدام باليمن".

واعتبر ورئيس تحرير صحيفة (يافع نيوز) الصحفي ياسر اليافعي، ان هذه الخطوة من قبل المجلس الانتقالي تأتي في اطار الحرص على عدم تعطيل مصالح المواطنين واستجابة لدعوات التحالف العربي.

وأوضح اليافعي لـ ((شينخوا)) ان المجلس الانتقالي سارع اليوم ومع أول يوم دوام رسمي عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى، الى تطبيع الحياة في عدن بعد الأحداث الأخيرة.

واضاف "تم اليوم إعادة افتتاح بعض المرافق الحكومية الحيوية، وذلك بالتوافق مع التحالف العربي حيث تم تشكيل قوات امنية مشتركة من امن عدن والحماية الرئاسية لحماية هذه المقرات كي تمارس عملها وحتى لا تتعطل مصالح المواطنين".

وتابع "تأتي هذه الخطوة ايضاً استجابة لدعوات التحالف العربي الى التهدئة وتطبيع الحياه في المدينة".

وتتخذ الحكومة اليمنية من مدينة عدن "عاصمة مؤقتة" للبلاد، في ظل استمرار سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.

ويشهد اليمن حربا أهلية منذ أواخر عام 2014، عندما اجتاح المقاتلون الحوثيون جزءا كبيرا من البلاد واستولوا على جميع المحافظات الشمالية، بما في ذلك العاصمة صنعاء بالقوة العسكرية.