تحقيق إخباري: محاولات لإحياء زراعة أشجار التين بجنوب لبنان
حاصبيا، جنوب لبنان 21 أغسطس 2019 (شينخوا) مع ساعات الصباح الأولى، يقصد المزارع الستيني سامر حرفوش وزوجته أشجار التين في بستانه عند الطرف الغربي لبلدة حاصبيا في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.
ويجهد الزوجان في قطف ثمار التين المتعددة الأنواع وترتيبها بشكل متقن داخل صناديق بلاستيكية سعة كل منها خمسة كيلوغرامات تمهيدا لبيعها في سوق الجملة.
ويقول حرفوش لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "موسم التين هذا العام هو موسم جيد وأسعار التين مقبولة".
ويتراوح ثمن كيلوغرام التين بين 3 و 4 دولارات أما كيلوغرام التين المجفف فسعره يتراوح بين 12 و15 دولارا، بحسب حرفوش.
والتين فاكهة صيفية ذات قيمة غذائية كبيرة ويبدأ موسمها من منتصف شهر أغسطس، ويمتد الى منتصف شهر سبتمبر ويمكن تجفيف ثماره أو يتم تحويلها إلى نوع من المربى.
ويؤكد فهد زويهد نائب رئيس "التعاونية الزراعية للأشجار المثمرة" في وادي الحاصباني ان "الجمعيات الزراعية تسعى لدى المزارعين لدعم زراعة التين المهددة بالانقراض".
ويضيف زويهد لـ ((شينخوا)) أن "زراعة التين شهدت تراجعا واضحا منذ حوالي عقدين من الزمن مما كاد أن يقضي على هذه الشجرة بعد انتشار زراعة التبغ في معظم مناطق جنوب لبنان حيث اقتلعت آلاف الأشجار واستبدلت بشتلات التبغ".
ويتابع "كذلك تم استبدال أشجار التين بنصوب التفاح والزيتون بشكل خاص بحيث طغت بساتين الزيتون على ما نسبته 75 الى 85 في المائة من بساتين التين".
ويعتبر أن "عدم اهتمام الجهات اللبنانية المعنية بزراعة أشجار التين أدى الى انتشار الأمراض والحشرات فيها وخصوصا حفار الساق وحشرة التين الشمعية التي أدت الى يباس قسم كبير من أشجار التين".
ويؤكد المزارع جميل أو دهيني لـ ((شينخوا)) أن "ما يساعد في إعادة إحياء هذه الزراعة سهولة زرع أشجار التين بحيث يمكن غرس غصن من شجرة تين مثمرة في بداية فصل الخريف بعمق 50 سنتيمترا لتكبر وتبدأ بالإنتاج بعد أربع أو خمس سنوات".
ويضيف ببسمة واضحة أن "شجرة التين هي من أقدم الأشجار التي عرفها الإنسان، وهي من الأشجار المعمرة التي تثمر من دون أن تزهر كما أن إنتاجها يفوق انتاج شجرة الزيتون والعناية بها سهلة وغير مكلفة وهذه عوامل داعمة لإعادة إحياء هذه الزراعة".
وتقول مديرة "جمعية تحضير وتجفيف الفاكهة" في حاصبيا جميلة عماشة لـ ((شينخوا)) إن "التين من الثمار التي نعتمد عليها في الجمعية ونسوقها كمنتج أساسي في عدة أصناف، منها التين المجفف والتين المعقود".
وتضيف أن التين من الفاكهة التي باتت مقصداً للمواطنين الذين يتهافتون على شرائها وتشمل 6 أنواع هي العسلي والبويضي والبقراتي والحميري وكعب الغزال والشتوي".
ويشير رئيس "جمعية تسويق التين" في بلدة مرج الزهور عامر عبد اللطيف إلى أنه "بات للتين تعاونيات خاصة في جنوب لبنان إضافة إلى تجار جملة يسوقونه في مختلف المناطق اللبنانية وينقلونه إلى معامل التصنيع والتعليب".
ويقول عبد اللطيف لـ ((شينخوا)) إن "انتاج التين في جنوب لبنان هذا العام يتراوح بين 3 إلى 4 آلاف طن في حين يقدر انتاج التين بشكل عام حسب إحصاءات التعاونيات الزراعية ما بين 13 الى 15 الف طن".
ويتوقع عبد اللطيف "تضاعف كمية الانتاج خلال خمس الى 7 سنوات على أبعد تقدير بعدما عاد المزارعون بنسبة مقبولة الى هذه الزراعة".
ويوضح أن "المزارع الجنوبي يرى في موسم التين فرصة للتعويض عن خسائره الناتجة بسبب كساد محصول زيت الزيتون على أمل أن تصبح شجرة التين البديل عن شجرة الزيتون".
وتتمتع ثمرة التين بفوائد صحية وغذائية كبيرة كما تؤكد لـ ((شينخوا)) اختصاصية التغذية كارلا حمدان لأنها "غنية بالمعادن كالحديد والنحاس والبوتاسيوم" مشيرة إلى أن "التين المجفف يعتبر فاكهة الشتاء المفضلة لدى القرويين اللبنانيين".
كما أن المغلي منه يعتبر دواء للأمراض الصدرية وللسعال عند الأطفال، بحسب حمدان .







