تحقيق إخباري: نباتات الصبار في جنوب لبنان تتعافى بعد هلاك
مرجعيون، جنوب لبنان 30 أغسطس 2019 (شينخوا) يستغل المزارع الستيني جلال قصب هدوء ساعات الصباح الأولى، ليعمل وسط حقله المترامي عند الطرف الغربي لبلدة (كفرشوبا) في قطف ثمار الصبار الشوكي مستعينا بمحواش خشبي.
قصب الذي بدا فرحا بموسم الصبار هذا العام قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد نجحنا في انقاذ نبات الصبار من هلاك شبه كامل من المرض الذي اصابه منذ حوالي 10 سنوات".
وأوضح قصب وهو من كبار مزارعي الصبار في جنوب لبنان، أن حشرة سامة معروفة بالمن القطني ضربت الصبار بشكل واسع فتحولت هذه النباتات الخضراء اليانعة إلى رمادية عفنة تنبعث منها الروائح الكريهة.
وأضاف قضت هذه الحشرة على حقول الصبار في جنوب لبنان بنسبة وصلت إلى 90 في المئة دون ان يتمكن المزارعون من التصدي لها والحد من انتشارها.
وقال قصب لـ((شينخوا)) المزارع حامد عبد العال من بلدة (حلتا) الذي يملك حوالي 11 دونما مزروعة بالصبار أن أولى علامات المن القطني ضربت حقول الصبار المحاذية للسياج الحدودي الشائك الفاصل بين لبنان واسرائيل في محور حلتا/المجيدية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان.
وأضاف أن كل الدلائل أشارت إلى أن مصدر هذا الفيروس هو منطقة الجليل في شمال اسرائيل التي شهدت انتشارا واسعا لهذا المرض قبل حوالي سنتين من انتقال المرض إلى مناطقنا الحدودية ومن ثم إلى معظم الحقول في عمق جنوب لبنان.
وأوضح نائب رئيس التعاونية للزراعات البعلية والشتول عامر فاعور أن الاحصاءات أشارت إلى انخفاض حاد في انتاج الصبار نتيجة للمرض الذي اصابه وأن الانتاج الذي كان يصل إلى حوالي 10 آلاف طن تقريبا انخفض إلى أقل من 700 طن.
وأضاف أن المزارعين تمكنوا بالتعاون مع مكاتب وزارة الزراعة وبعض الجمعيات الدولية من التغلب بنسبة 90 في المئة على المرض خلال فترة 4 سنوات فاستعاد هذا القطاع الزراعي المنتج عزه وعادت ثمار الصبار إلى الاسواق.
وقال التاجر حسن عبد الله إن ثمار الصبار تباع في الأسواق المحلية بالحبة، وتتراوح الأسعار بين 15 و 20 دولارا أمريكيا لكل 100 حبة.
قال المزارع سعد الحرفوش الذي يملك حقلا من الصبار في وادي (الحاصباني) لـ((شينخوا)) "لقد اعدت احياء الصبار في حقلي بالتنسيق مع خبراء الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة وذلك من خلال رشه بالمبيدات مرة اومرتين كل اسبوع".
ويعتبر الصبار بحسب المزارع احمد لقيس من الفاكهة الأكثر فائدة على الإطلاق، فهي ثمرة بعلية خالية من مقويات الأسمدة والمواد الكيماوية، كما ان مردودها المادي يضاهي انتاج الزيتون بحوال الضعفين.
وقال رئيس التعاونية الزراعية في منطقة العرقوب سامر صعب لـ((شينخوا)) لقد عادت زراعة الصبار إلى عزها في مناطق جنوب لبنان نظراً لسهولة زرعها فهي تعيش في أراضٍ بور ووعرة.
وأضاف أن نبات الصبار يبدأ بالإنتاج بعمر ثلاث سنوات وينتج دونم الصبار (قرابة ألف متر) حوالى 200 كيلو غرام من الثمار، ويبدأ القطاف عادة في شهر يوليو ويستمر حتى منتصف سبتمبر.
واضافة إلى كونه ثمرة صيفية لذيذة فان الصبار يستخدم في تحضير العديد من الأدوية ومستحضرات التجميل ويدخل في تركيب المساحيق والصابون.
أما في القطاع الزراعي فيستخدم الصبار في التسميد مع الآزوت والفوسفور والبوتاسيوم، ويؤدي دورا بيئيا وإقتصاديا مهما في مكافحة التعرية والحد من التصحر.
وقال المهندس الزراعي غيث معلوف لـ((شينخوا)) "عملنا بالتعاون مع وزارة الزراعة على وضع برنامج لمكافحة حشرة المن القطني من خلال الرش الدوري للصبار بالمبيدات، إضافة إلى قيامنا بحملات توعية للمزارعين بالتعاون مع مراكز وزارة الزراعة".
بدوره، أكد مصدر مسئول في وزارة الزراعة بمدينة (النبطية) في الجنوب أن الوزارة توزع بشكل دوري كميات من الزيت المعدني المقاوم لحشرة المن القطني على البلديات التي تقوم بدورها بتوزيعها على التعاونيات الزراعية وعلى مزارعي الصبار.







