مدينة جينغدتشن – عاصمة الخزف في الصين
بكين 6 سبتمبر 2019 (شينخوانت) "السماء بلونها الأزرق السماوي تنتظر الأمطار وأنا أنتظرك، دخان الطبخ يتصاعد في مكان بعيد على الضفة المقابلة..."
مع لحن الأغنية التي تحمل إسم "الخزف الأزرق والأبيض"، يرقص الراقص الذي يرتدي الزي التقليدي الصيني، والمشاهدون منهمكون بالاستماع إلى أنغام الموسيقى الجميلة التي تتهادي في الهواء. قدم هذا العرض الجذاب مجموعة من الفنانين الذين يعملون في معرض الأفران القديمة والتقاليد الشعبية في مدينة جينغدتشن في مقاطعة جيانغشي، جنوب شرقي الصين. ويعد العرض فرصة لا يمكن تضييعها عندما زرت المعرض، يذكر أن جميع الأغاني تعزف بالآلات الموسيقية المصنوعة بخزف جينغدتشن، التي تعرف في الصين بلقب "عاصمة الخزف".عندما تتجول في شوارع جينغدتشن، من السهل أن تجد الخزف أو عوامل الخزف في المدينة. في جينغدتشن، ليس الخزف أواني تشوى في الأفران أو تحف تعرض في المتاحف فحسب، بل يصبح روحا تسكن وتنتشر في كل زاوية من زوايا المدينة، وذلك يرجع إلى ثقافة الخزف العريقة والبهية في المدينة.
بدأت مدينة جينغدتشن تصنع الأواني الفخارية في ما قبل أكثر من 1800 سنة في عهد أسرة هان الملكية. أما في عهد أسرة جين الشرقية قبل أكثر من 1600 سنة، فقد تم صنع الخزف في المدينة. تطورت صناعة الخزف في المدينة بسرعة خلال أسرتي سونغ ويوان الملكيتين، وخلال أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين، تم إقامة المصنع الملكي في منطقة تشوشان في المدينة وأصبحت المدينة مركزا وطنيا لصنع الخزف.
يتميز خزف جينغدتشن بأشكاله الجميلة وأصنافه المتنوعة وتزيينه المختلف وأسلوبه الفريد. من بين أشهر الأصناف الأربعة لخزف جينغدتشن الخزف الأزرق والأبيض. ووفقا للتسجيلات في الوثائق التاريخية، كان السكان في جنوب شرقي آسيا وغربها وإفريقيا وأوروبا يحبون الخزف الصيني حبا جما، خاصة الخزف المصنوع في مدينة جينغدتشن. ومنذ عام 1405 في أسرة مينغ الملكية، قام تشنغ خه الصيني بسبع رحلات بحرية إلى المحيطات البعيدة، حيث حمل معه كثيرا من الأواني الخزفية، بما فيها خزف جينغدتشن، مما دفع بيع الخزف الصيني إلى الخارج كما وسع سمعته وشهرته في الدول الأجنبية، فضلا عن تعزيز تجارة الخزف الدولية في مدينة جينغدتشن.
ترث مهارة إنتاج الخزف الحديثة في مدينة جينغدتشن التقنيات التقليدية كما تقتبس جوهر المهارات المحلية والأجنبية الحديثة، مما جعل مستوى إنتاج الخزف في المدينة يصل إلى درجة عالية جديدة.
تتعلق معظم المعالم السياحية في مدينة جينغدتشن بالخزف، إذا أردت تعرف تاريخ تنمية صناعة الخزف في المدينة، فيمكنك أن تزور معرض الأفران القديمة والتقاليد الشعبية في مدينة جينغدتشن والذي ينقسم إلى منطقة العرض للأفران القديمة التاريخية من أسرة سونغ إلى أسرة تشينغ ومنطقة العرض للتقاليد الشعبية التي تضم عمليات إنتاج الخزف والمباني السكانية القديمة وغيرهما. أما بلدة ياولي، فهي تعد مسقط الرأس لخزف جينغدتشن، وفضلا عن ثقافة الخزف العميقة، تشتهر البلدة أيضا بالبيئة الطبيعية الساحرة وتتمتع بسمعة "مصدر الخزف ومسقط رأس الشاي وبحر الأشجار". وإذا أردت شراء بعض الأعمال الخزفية المميزة، فيمكنك زيارة قرية سانباو لمهارة إنتاج الفخار والخزف، التي يقوم عدد من الفنانين الصينيين والأجانب فيها بإبداع الأعمال. أما مصنع أعمال النحت والخزف الذي تأسس منذ عام 1956 فيمكن للزوار التمتع فيه بالاندماج بين التاريخ والواقع وبين الصناعة والفن بشكل متناغم. في الوقت الحالي، أخذت صناعة الخزف في جينغدتشن بعدا فنيا واسعا، حيث أسست المدينة حديقة تاوشيتشوان الإبداعية لفن الخزف، وفي عطلة نهاية الأسبوع، يجتمع الفنانون وهواة الأعمال الخزفية هنا للمشاركة في سوق الخزف الكبيرة الحجم، حيث يمكن للزوار إيجاد الأعمال الخزفية الممتعة والمتنوعة، وبالطبع من بين الجماهير المتدفقة بعض الناس الذين يتوجهون إلى هنا فقط للتمتع بالمشاهد الليلية التي تشتهر بها الحديقة.







