تعليق: لماذا لن تجدي محاولات بنس لتشويه سمعة الصين نفعا؟
بروكسل 6 سبتمبر 2019 (شينخوا) يعد الخطاب الذي يروج للخوف من الصين الذي أدلى به نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خلال جولته الأوروبية الأخيرة، محاولة عقيمة لدق إسفين بين الصين وأوروبا.
وفي رحلة قام بها إلى بولندا وأيرلندا وأيسلندا وبريطانيا، بذل بنس جهودا كبيرة لتشويه الصين في كل مناسبة تقريبا، حيث تناول القضايا المتعلقة بشركة ((هواوي)) الصينية العملاقة للاتصالات، وكذلك مبادرة الحزام والطريق. لكن لسوء الحظ، فإن مزاعم بنس سخيفة للغاية لتحمل أي فحص جدي للحقائق.
فيما يتعلق بشركة ((هواوي))، شنت الحكومة الأمريكية هجوما عنيفا على الشركة الخاصة من خلال اختلاق مزاعم بأن الشركة تشكل مخاطر أمنية. ومع ذلك، فشلت واشنطن حتى الآن في تقديم أي دليل موثوق به لإثبات اتهاماتها.
ونظرا لأن هواوي متأصلة بعمق في سلسلة التوريد العالمية، فقد تم اعتبار الشركة الصينية على نطاق واسع شريكا تجاريا آمنا وموثوقا به. ولن يكون من السهل على واشنطن إقناع حتى حلفائها بحظر هواوي على خلفية اتهامات لا أساس لها.
وفيما يتعلق بالتجارة، تعد واشنطن نفسها تهديدا لنظام التجارة الدولية. ومنذ توليها الحكم قبل أكثر من عامين، دخلت الإدارة الأمريكية الحالية في مواجهة ضد العديد من شركائها التجاريين الرئيسيين في جميع أنحاء العالم، مدعية أنهم استغلوا الولايات المتحدة في التجارة الحرة العالمية.
وعلاوة على ذلك، شن الصقور التجاريون لواشنطن حربا جمركية على نطاق عالمي، بما في ذلك فرض رسوم عقابية على واردات الألومنيوم والصلب من الاتحاد الأوروبي.
ومع استمرار هذه النزاعات التجارية، يعاني الاقتصاد العالمي أيضا. وقد دعت بعض القوى الأوروبية الرئيسية، واشنطن إلى التراجع، بما في ذلك سياستها التجارية ضد بكين.
لذلك، فإن التفاخر الذي أبداه بنس "لاتخاذ موقف قوي بشأن التجارة الحرة والعادلة والمتبادلة" أمر لا يمكن الدفاع عنه، وسيقع بالتأكيد على آذان صماء.
أما بالنسبة لمبادرة الحزام والطريق، فقد وقّع أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية حتى الآن على صفقات مع الصين، بما في ذلك بعض الدول الأوروبية مثل اليونان والمجر وإيطاليا.
ولن تنجح حملة بنس لتشويه سمعة الصين. وبدلا من ذلك، ينبغي على واشنطن أن تفكر في سياساتها وأفعالها، بما في ذلك غض الطرف عن تغير المناخ والخروج من الاتفاق النووي الإيراني، وهي تصرفات أحدثت فجوة مع شركائها في جميع أنحاء العالم.