تحقيق إخباري: انطلاق موسم صيد الغزلان شرقي العراق

2019-09-13 18:48:06|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بعقوبة، العراق 13 سبتمبر 2019 (شينخوا) على حافة وادي عميق قرب الحدود العراقية - الإيرانية في أطراف بلدة قزانية التي تبعد (100 كلم) عن بعقوبة مركز محافظة ديالى شرقي العراق نزلت مجموعة من هواة الصيد لتعقب قطيع من الغزلان البرية التي بدأ موسم صيدها في هذه الأيام.

وتعد هواية صيد الغزلان بانها واحدة من الهوايات التي تحتاج إلى مهارات خاصة وصبر ومطاولة وتحمل ولياقة بدنية عالية، لان الصياد يتعامل مع الغزال الذي يتصف بسرعته وخفة حركته وامكانيته العالية بالهرب عند ملاحظته لاي شيء غير طبيعي.

وقال محمد مصطفى (35 سنة) وهو أحد هواة الصيد لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "موسم صيد الغزلان البرية ينطلق في بداية شهر سبتمبر ويستمر لقرابة ثلاثة أشهر ويجري في 6 مناطق قرب الحدود العراقية - الإيرانية"، واصفا صيد الغزلان بانه هواية ومتعة كبيرة.

وأضاف مصطفى "أن صيادي الغزلان عددهم محدود لان ذلك يحتاج إلى خبرة وتخصص، فضلا عن أن هذه الهواية خطرة وتحتاج إلى مهارة في النزول إلى الوديان وتعقب قطعان الغزلان البرية، التي تتكون من أنواع مختلفة وبعضها نادر جدا وخاصة الريم الذي انخفضت معدلاته بشكل كبير في العقود الثلاثة الماضية بسبب الصيد الكثيف".

ويرتبط العراق وإيران بحدود مشتركة ضمن محافظة ديالى تصل إلى أكثر من 200 كلم وتتميز بتضاريسها المعقدة وكثرة التلال العالية والوديان والتموجات الأرضية الصعبة ما جعلها تشكل مكانا آمنا للعديد من الحيوانات والطيور البرية.

من جانبه، قال احسان عبدالله وهو صائد غزلان شاب "امارس الصيد منذ ست سنوات واجد فيه متعة رغم خطورته، فالصيد يحتاج إلى مهارات فلابد ان تكون رياضيا حتى تستطيع التسلق والمشي لمسافات طويلة كما يجب ان تكون على معرفة بتضاريس المنطقة لتجنب الضياع في الوديان".

وأضاف عبدالله أن "أعداد الغزلان ضئيل جدا وما نصطاده ربما (اثنين أو ثلاث) في أفضل الحالات، وبعض الاحيان نتعمد عدم الصيد خاصة للاناث من أجل دعم تكاثرها".

وتعود هواية صيد الغزلان إلى عشرات السنين وكانت مصدرا للحصول على اللحوم من قبل السكان المحليين، قبل أن تتحول إلى هواية لدى الكثيرين خاصة من أهالي المناطق الحدودية وقراها.

إلى ذلك، أكد مازن الخزاعي مدير ناحية قزانية (المسؤول الاداري الاول في البلدة) أن بادية قزانية أو ما يعرف بمنطقة الحدود العراقية - الإيرانية هي أفضل المواقع العراقية لصيد الغزلان منذ عقود لكن الوضع تغير بسبب الصيد الجائر الذي دفع إلى تقلص أعداد الغزلان وبعضها وصل إلى حافة الانقراض، كما هو حال غزلان الريم العراقي.

ويعد غزال الريم العراقي من أشهر أنواع الغزلان التي تتواجد ضمن منطقة الحدود العراقية - الإيرانية ويتميز بجسده الرشيق ولونه الجميل وقدرته على التسلق والركض والمناورة بالاضافة إلى تحمل درجات الحرارة العالية وقلة المياه.

وأضاف الخزاعي أن "موسم صيد الغزلان ينطلق عادة في مطلع سبتمبر ويستمر عدة اسابيع وربما بضعة اشهر وفقا لحجم الصيد الذي يعتمد على وجود قطعان الغزلان"، مبينا أن أغلب الغزلان التي يجري اصطيادها تسمى محليا (ميش) وهي أصغر من غزلان الريم العراقية المعروفة وهي غزلان برية شبيه إلى حد كبير بالماعز البري لكنها أكبر حجما.

وتابع الخزاعي "هناك نوع اخر من الغزلان يسمى (خشف) يكون موعد انطلاق صيده مع بداية الصيف قرابة الشهر الخامس من كل عام"، لافتا إلى أن صيد الغزلان من نوع الريم يحصل بشكل قليل جدا لكون اعداد هذه الغزلان اصبحت قليلة في المناطق البرية.

ودعا الخزاعي إلى ضرورة تبني ملف دعم الحياة البرية خاصة في المناطق الحدودية وانقاذ الانواع النادرة من الغزلان وتحديد سلسلة من الاجراءات للصيد تضمن تكاثرها مع إعطاء فرصة لممارسة هواية الصيد.

على صعيد متصل، قال حسان الشمري، الخبير في شؤون الحياة البرية إن"المناطق الحدودية بين العراق وايران ضمن حدود محافظة ديالى تتميز بتضاريس معقدة للغاية ووديان كبيرة شكلت لفترات طويلة جدا مأوى للعديد من الحيوانات البرية وخاصة الغزلان ومنها الريم المعروف".

وأضاف أن "الحرب العراقية - الايرانية وكثرة الالغام والصيد الجائز كلها اسباب دفعت إلى تقلص كبير في اعداد الغزلان ومنها الريم لكن هناك محمية طبيعية هي الاكبر في اطراف بلدة مندلي شرقي ديالى، لغزلان الريم حيث وضعت العشرات من الغزلان فيها وهي تتكاثر سنويا للحفاظ على هذا النوع من الانقراض"، داعيا إلى مزيد من الدعم الحكومي وتحويل هذه المحمية إلى منتجع سياحي.

وكشف الشمري عن أن معلومات الرأي العام عن مفهوم الحياة البرية ضعيف جدا، واصفا ذلك بانه خطأ ويجب ان يكون هناك توعية وتوجيه باهمية الحفاظ على الانواع النادرة من الحيوانات ومنها الغزلان البرية بتقليل معدلات الصيد واعتماد قوانين تسهم في دعم تكاثرها.

وحذر الشمري من أن الصيد الجائر وغير المدروس سيهدد بانقراض العديد من الحيوانات والطيور النادرة وليس الغزلان فقط، مطالبا الحكومة العراقية باصدار تعليمات مشددة للحفاظ على التوازن الطبيعي للبيئة وعدم السماح بممارسة الصيد الجائر الذي يقود إلى انقراض بعض الحيوانات النادرة.

الصور

010020070790000000000000011101451383895381