تحليل إخباري: حماس تحاول استثمار الانتخابات البرلمانية في إسرائيل لتحقيق مكاسب في غزة

2019-09-13 19:48:09|arabic.news.cn
Video PlayerClose

غزة 13 سبتمبر 2019 (شينخوا) يشهد قطاع غزة منذ أيام توترا متصاعدا بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قبيل أيام من إجراء انتخابات برلمانية للكنيست الإسرائيلي المقررة الثلاثاء القادم.

ويرى مراقبون فلسطينيون، أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف العام 2007 تحاول استثمار إجراء الانتخابات لتحقيق مكاسب سياسية.

ويقول المراقبون، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن حماس تضغط خصوصا على رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي زعيم حزب الليكود الحاكم بنيامين نتنياهو للمضي في تفاهمات تخفيف حدة الحصار المفروض على غزة.

وتتطلع حماس إلى ذلك انطلاقا من ترجيح عدم رغبة نتنياهو بالدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة في قطاع غزة يمكن أن تؤثر مجرياتها وتداعياتها على حظوظه في الانتخابات المقبلة.

وأطلق مسلحون من قطاع غزة قذائف صاروخية بشكل شبه يومي في الأسبوعين الماضيين على جنوب إسرائيل التي اكتفت بالرد بشن غارات موضعية في القطاع مستهدفة مواقع لحماس دون وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين.

ويقول المحلل السياسي عدنان أبو عامر إنه "على الرغم من الضبابية التي تسيطر عن المسئولين عن إطلاق الصواريخ من القطاع، إلا أننا نعيش أياما حاسمة ومفصلية".

ويشير أبو عامر إلى أن "التوتر المتقطع الحاصل في قطاع غزة يهدد بشكل دائم بانفلات الأمور باتجاه تصعيد ميداني شامل إذا ما استمرت عملية الاستنزاف العسكري القائمة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل".

ويرى أن حماس "ليست اللاعب الوحيد في غزة، على الرغم من أن لديها سيطرة كاملة على القطاع، ولديها أكبر وأضخم ذراع عسكري في الساحة الفلسطينية ولكن هناك فصائل وأجنحة مسلحة أخرى".

ويعتبر أنه "ليس بالضرورة أن تكون حماس أعطت الضوء الأخضر لكل إطلاق صاروخ على جنوب إسرائيل، لكن تريد أن ترضي الرأي العام للشارع الفلسطيني في ظل التدهور الكبير في الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة".

ويرجح أبو عامر، أنه "إلى حين إجراء الانتخابات البرلمانية في إسرائيل أن تبقى الأمور قيد الهدوء، وكلا من حماس وإسرائيل تعملان جاهدتين على استبعاد أي تصعيد عسكري، وعدم توتير الأجواء قبل الانتخابات".

وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد عن اثنين مليون نسمة منذ منتصف العام 2007 اثر سيطرة حركة (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة على اثر جولات من الاقتتال مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

ويلقي هذا الوضع بظلاله القاتمة على الواقع الاقتصادي والمعيشي في غزة، بحيث إن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أكد في تقرير له بمناسبة يوم العمال العالمي مطلع مايو الماضي، أن معدل البطالة في القطاع وصل حوالي 52 في المائة.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد حجازي، أن حماس تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية واستعجال نتنياهو لتنفيذ التفاهمات الخاصة بوقف إطلاق النار مقابل تخفيف الحصار على غزة.

لكن حجازي يعتبر أن الملف الفلسطيني "ليس حاضرا بقوة في الانتخابات الاسرائيلية ورؤية نتنياهو في التعامل مع المشهد الفلسطيني لم تتغير كثيرا خاصة سعيه الدائم لتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي".

ويقول "وفق هذه الرؤية فإن نتنياهو يعتمد التعامل مع غزة بسياسة العصا والجزرة من خلال تقديم مساعدات إنسانية مع الحفاظ على ردع حماس عسكريا وبذات الوقت ابقائها هي الحاكمة للقطاع".

ويضيف "على الرغم من أن حماس ما زالت لا تريد الحرب، إلا أنها تريد ابتزاز نتنياهو في هذه المرحلة (قبيل الانتخابات البرلمانية) من خلال اجباره على تقديم تنازلات سياسية لها".

ومنذ أشهر تتوسط مصر والأمم المتحدة إضافة إلى قطر في تفاهمات غير مكتوبة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في مسعى لتعزيز وقف إطلاق النار وتجنب مواجهة عسكرية مفتوحة.

وزار وفد من جهاز المخابرات المصرية هذا الأسبوع قطاع غزة وأجرى مباحثات مكثفة على مدار يومين مع قيادة وحماس وفصائل فلسطينية أخرى ضمن وساطة تعزيز وقف إطلاق النار.

لكن حماس والفصائل الأخرى ظلت تشتكي من "مماطلة" إسرائيل في تنفيذ تفاهمات التهدئة التي تقوم على تخفيف حدة حصار غزة بما في ذلك توسيع عمل المعابر وإدخال مساعدات مالية للسكان وإطلاق مشاريع برعاية الأمم المتحدة.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، إن "فصائل مسلحة في غزة تحاول ربما بإيعاز من حماس أن تؤثر على الوضع العام للانتخابات الإسرائيلية من خلال التلويح بتهديد أمن الإسرائيليين".

ويشير عوكل إلى أن مثل هذه التطورات الميدانية "تؤثر على مكانة وشعبية نتنياهو الذي قد يظهر في موضع اتهام بأنه غير قادر على حماية الإسرائيليين وهو ما يساهم في التقليل من احتمالية فوزه لولاية جديدة".

ويضيف أن "حماس تحاول تحقيق مكاسب من إسرائيل التي تتنصل دوما من أي تفاهمات يتم التوصل إليها عبر وساطات عربية ودولية في سبيل تخفيف حصار غزة".

ويعتقد أن الفلسطينيين "أصبحوا أكثر قدرة على دراسة الوقائع والأحداث المحيطة بهم خصوصا في إسرائيل والاستفادة منها، وحماس تبدو على يقين أن نتنياهو لا يسعى لأي تصعيد واسع وتحاول انتهاز الفرصة من أجل تنفيذ التفاهمات المعلنة".

وتم التوصل إلى تفاهمات تعزيز وقف إطلاق النار بين على خلفية احتجاجات مسيرات العودة التي ينظمها الفلسطينيون بشكل أسبوعي قرب السياج الفاصل مع إسرائيل منذ 30 مارس 2018 للمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.

وكان مراقبون فلسطينيون اعتبروا أن عدم تأمين الجبهة الجنوبية لإسرائيل، ووقف مسيرات العودة على السياج الحدودي الشرقي للقطاع، كان له الرصيد الأكبر في فشل نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية عقب الانتخابات الأخيرة التي جرت في مارس الماضي، وذلك لوجود المعارضة الأقوى داخل الكنيست.

وكانت الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة قد انتهت بنتيجة متقاربة بين بنيامين نتنياهو وبيني جانتس رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي رئيس حزب أزرق أبيض.

وفي حينه، فضل نتنياهو الذهاب إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة مقررة بعد يومين بدلا من ترك الفرصة لأن يقوم الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين بالتوجه إلى تكليف سياسي آخر لتشكيل حكومة ائتلافية.

الصور

010020070790000000000000011101451383896101