مقالة خاصة: التبادلات الثقافية تعزز العلاقات الشعبية بين الصين وباكستان

2019-09-18 03:28:08|arabic.news.cn
Video PlayerClose

إسلام أباد 17 سبتمبر 2019 (شينخوا) تتمتع الصين وباكستان بصداقة ممتدة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين في أوائل الخمسينيات، ولكن التبادلات الثقافية بينهما يمكن أن تعود إلى عصر طريق الحرير القديم.

وتسجل كتب التاريخ أنه منذ أكثر من ألف عام، سافر الرهبان البوذيون الصينيون، من بينهم فا شيان وشوان تسانغ، إلى باكستان لدراسة البوذية. وفي العصر الحديث، تُعرض المسلسلات الدرامية والأفلام الصينية الخاصة بالكونغ فو أسبوعيا على التليفزيون الوطني الباكستاني، ما يوسع معرفة الباكستانيين بالثقافة والتقاليد الصينية.

من أفلام الكونغ فو إلى السيد تشن

نشأ جيل كامل من الباكستانيين على مشاهدة أفلام الكونغ فو الصينية لبروس لي وبعدها جاكي تشان. واهتم الأطفال من أجيال الثمانينيات والتسعينيات بشدة بالفنون القتالية الصينية بسبب أفلام الحركة. وأطلق أيضا الأطفال على أصحابهم الذين يتشاجرون دائما اسم "بروس" لإظهار ولعهم الشديد بنجم الكونغ فو.

ويدرب ستيفن تشن العشرات من مثل هؤلاء الطامحين في أحد أندية اللياقة البدنية في إسلام اباد. ويتحدث اللغة الأردية بطلاقة للتواصل مع تلاميذه.

ويعرفه تلاميذه باسم السيد تشن، وهو يبلغ من 42 عاما ومن الجيل الثالث لعائلة صينية تعيش في باكستان لعقود. ويحب تشن، باكستان الذي ولد وترعرع فيها ولكن جعلته جذوره الصينية يختار وظيفة يمكن من خلالها إشعال روح تعليم الفنون القتالية الصينية عند الشباب الباكستانيين وفي الوقت نفسه السعي وراء راحة نفسه من خلال وجود صلة بخلفيته الصينية.

ومن خلال كل ذلك، وصف السيد تشن نفسه بأنه جسر يربط بين الثقافتين الصينية والباكستانية. ويساعد أيضا المواهب في التحضير للمشاركة في مسابقات ملاكمة دولية.

لغة من أجل مستقبل واعد

مع وجود المزيد والمزيد من الفرص التي يوفرها الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني، يتزايد عدد المدارس والجامعات التي تدرس اللغة الصينية بسرعة في باكستان. وأدرجت كبريات المدارس والجامعات في باكستان اللغة الصينية منهجا إلزاميا في خطتهم الدراسية.

وتقول منى قنوال، مديرة برنامج اللغة الصينية في مدرسة (روتس ميلينيم)، أنهم بدأوا تدريس اللغة الصينية منذ عقد، وفي ذلك الوقت لم يكن الآباء متحمسين لإرسال أولادهم إلى هنا، ولكن الآن "تغير الوضع برمته، يريد الآن أغلبية الآباء من أولادهم تعلم اللغة الصينية."

وبحسب الأرقام الصادرة عن معهد باكستان-الصين، مركز بحوث مقره إسلام اباد، يدرس حاليا أكثر من 25 ألف طالب اللغة الصينية في فصول مختلفة، وفي 2010 كان هذا الرقم أقل من 2000.

التقدم معا في المستقبل

تعد الصين أكبر سوق للتجارة الإلكترونية في العالم، وفي السنوات الأخيرة قدم عملاق الدفع عن طريق المحمول (علي بآي) الدعم للشركات الباكستانية لتوفير خدمات مالية رقمية إلى البلاد.

وبسبب قلة الأنشطة المالية في القرى في باكستان، اعتادت البنوك على عدم فتح فروع لها في هذه المناطق الأقل تطورا. واعتاد الأشخاص في الماضي السفر إلى البلدات أو المدن لسحب الأموال أو دفع الفواتير ولكن التحويل عبر الهاتف المحمول الآن متاح في متاجر البيع بالتجزئة من خلال شراكة بين الشركة الصينية وشركة الدفع عبر الهاتف الباكستانية (ايزيبايسا).

وبالحديث عن تأثير الابتكار التكنولوجي الصيني في باكستان، قالت كلثوم سومارا، استاذة مساعدة بمركز دراسات السياسات في جامعة كومساتس في إسلام اباد، إن الصين أحضرت ثورة تكنولوجية ضخمة في باكستان على مدار العقدين الماضيين من خلال تقديم الهواتف الذكية.

وأخبرت وكالة أنباء ((شينخوا)) أنه "في أوائل 2000 عندما كان الأغنياء فقط يستطيعون شراء الهواتف المحمولة في باكستان، دخلت الهواتف الصينية المحمولة إلى السوق الباكستانية، وكان بيعها رائجا نظرا لأسعارها التي تعد في متناول الجميع، حتى تمكنت الطبقة الفقيرة بالمجتمع من الحصول على هواتف محمولة."

وتوفر شركة الاتصالات الصينية (تسونغ) واحدة من أسرع خدمات الإنترنت والاتصالات الأخرى في باكستان. ووفقا لما ذكرت سلطات الاتصالات في باكستان، تستحوذ شركة (تسونغ) على أعلى عدد من مستخدمي شبكة الجيل الرابع في باكستان واختبرت مؤخرا خدمات شبكة الجيل الخامس في البلاد.

وأخبرت سابينا زاكر، مديرة الاتصالات والتوعية بمدرسة (روتس ميلينيم)، ((شينخوا)) أن "الشباب الباكستاني لديه أمل في الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني ويؤمن بأنه سيساعد في تعزيز اقتصادهم عن طريق التصنيع. كما أن الأمل في تشارك مستقبل أفضل مع الصين حمسهم لمعرفة المزيد عنها وعن شعبها. كما أعطى الممر الأمل لجيلي في تعزيز الصداقة والود بين الأجيال الباكستانية والصينية المستقبلية."

الصور

010020070790000000000000011100001383994891