مقالة خاصة: مسلسل صيني شعبي يأسر قلوب المشاهدين العراقيين

2019-09-19 17:08:10|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بغداد 19 سبتمبر 2019 (شينخوا) جذب مسلسل صيني شهير عرض على شاشة قناة ((العراقية)) الرسمية اهتمام المشاهدين العراقيين وأسر قلوبهم وشدهم لمتابعة جميع حلقاته لمعرفة آخر تطورات القصة الرومانسية الصينية الجميلة التي تعكس جزءا من واقع الحياة في الصين.

وتدور أحداث المسلسل، الذي يعرف باسم "دودو" ويتألف من 36 حلقة تليفزيونية من الدراما الصينية الخفيفة والمشوقة والمحبوبة، حول زواج الشاب يو وي وماو دودو بطلة المسلسل والمشكلات التي تواجههما في الحياة اليومية.

وقال الدكتور حيدر الفتلاوي مدير القناة العراقية العامة التابعة لشبكة الإعلام العراقي في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "المسلسل جذب جمهورا كبيرا في عموم العراق" وفقا لمعلومات شركة إبحاث متخصصة في معرفة حجم المشاهدين، مؤكدا أن الدراما هي أفضل طريقة لتحقيق التبادل الثقافي بين الشعوب.

وأوضح الفتلاوي أن الأعمال الدرامية تتيح للمشاهدين التعرف على تفاصيل ونمط حياة الناس الآخرين، كما تتيح لهم فرصة رؤية الأماكن والتعرف على العادات والتقاليد الخاصة بالشعوب التي جرت فيها أحداث المسلسل.

ويلعب المسلسل الذي دبلج إلى اللغة العربية دورا فاعلا في إتاحة الفرصة للمشاهد العراقي لرؤية حياة المتزوجين حديثا في الصين وفهم جزء من ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم، ويدفعه إلى المقارنة بينها والاستفادة من الأفكار الجديدة عليه.

ورغم أن المسلسل يعرض في منتصف الليل حسب التوقيت المحلي للعاصمة العراقية بغداد، وذلك بدءا من العاشر من يوليو الماضي، إلا أن العائلات العراقية متجمعة ومحتشدة أمام شاشات التليفزيون لمشاهدة كيف يتغلب الزوجان السعيدان على العواقب التي توضع في طريقهما.

إلى ذلك، قال عمار نزهان (35 عاما) لـ((شينخوا)) إن "المسلسل اجتماعي وجميل جدا وما شدني إليه ودفعني لمتابعته وبشغف، هو كيفية معالجة المشكلات التي تحصل بين الزوجة وأم الزوج، لأن هذه المشكلة موجودة لدينا في العراق أيضا، ويعاني منها خاصة الشباب المتزوجين حديثا، نتيجة تدخل الأم في حياة الزوجين في بعض الأحيان".

وأضاف "من خلال المسلسل تأكدت أن هناك عادات وتقاليد اجتماعية في الصين مشابهة لما موجود في العراق"، مبينا أن المسلسل زاد من رغبته في زيارة الصين للاطلاع على مفردات الحياة اليومية في هذا البلد العريق، معربا عن أمله في عرض المزيد من المسلسلات الصينية المدبلجة إلى اللغة العربية للاطلاع أكثر على الثقافة الصينية الغنية بالتجارب.

وأشار نزهان إلى أن مسلسل "دودو" الذي عرضته قناة ((العراقية)) أعاد به الذاكرة إلى مسلسل "حافات المياه"، الذي عرض في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، قائلا إنه مسلسل جميل ولا يزال يتذكر بطله لي تشنغ بو.

ومن جانبه قال محمد جاسم البزاز إن "المسلسلات الصينية الآن أصبحت تنافس المسلسلات التركية والمصرية، ونحن نتشوق لرؤية المسلسلات الصينية لأنها ذات خلفيات ثقافية مختلفة ومتميزة مقارنة بالمسلسلات التركية والعربية والمصرية".

وأفاد بأنه عندما عرض المسلسل الصيني "دودو" على ((قناة العراقية))، فقد ذكره هذا بمسلسل "حافات المياه" المأخوذ عن رواية صينية شهيرة والذي ذاع صيت بطله لي تشنغ بو بين العراقيين.

ويتطرق مسلسل "دودو" إلى العديد من القضايا الاجتماعية في الصين الحديثة منها الزواج بين أهل الريف وأهل المدينة، حيث صورت بطلة المسلسل دودو على أنها من الريف بعكس زوجها الذي يعيش في المدينة.

وكمثال على أن هذا المسلسل ليس خياليا ويمكن تطبيقه حتى على مستوى الزواج بين الشعوب، قصة الحب الفريدة التي نشأت بين شاب صيني اسمه وانغ ماو والشابة العراقية بتول. وقد أثمرت هذه القصة عن زواج سعيد نتج عنه طفلان جميلان يحمل كل منهما اسمين الأول صيني والثاني عراقي، وهما يدرسان حاليا في الصين.

وقال وانغ لـ((شينخوا)) إنه تعرف على زوجته العراقية والتقى بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عندما كان طالبا يدرس اللغة العربية في العاصمة المصرية القاهرة قبل عدة سنوات.

وأوضح أن عائلته تفهمت قراره بالزواج من إمراة عراقية وقدمت له الدعم والمساندة لاتمام عملية الزواج، مؤكدا أن الشعبين الصيني والعراقي لديهما الكثير من القواسم المشتركة.

وأشار إلى أنه ما عدا اللغة لا توجد هناك اختلافات كبيرة بين البلدين، مضيفا "أن الصين والعراق كلاهما بلدان عريقان لهما تاريخ طويل وحضارة عريقة وثقافة متجذرة ولديهما الكثير من العادات والتقاليد الأصيلة المشتركة".

وذكر وانغ أن العلاقة بين زوجته ووالدته علاقة جيدة وإذا حصل اختلاف في وجهات النظر فإن زوجته تحترم رأي امه، مؤكدا أن والديه يحبان زوجته ويحترمانها، وهي أيضا تبادلهما نفس الشعور، وحياته سعيدة ولا توجد فيها مشكلات.

يذكر أن المسلسلات الدرامية العائلية أصبحت تجذب انتباه المشاهدين العراقيين في السنوات الأخيرة وخصوصا الأعمال التليفزيونية التركية والإيرانية وتلك التي تأتي من بلاد الشام وغيرها من البلدان.

لكن شبكة الإعلام العراقي فتحت نافذة للمشاهد العراقي ليطل من خلالها على تفاصيل الحياة الاعتيادية اليومية للناس في الصين الحديثة من خلال مسلسل "دودو"، والذي سبقه إعلان عنه في صحيفة ((الصباح)) الواسعة الانتشار والمملوكة للدولة.

وشهدت العلاقات العراقية الصينية تحسنا كبيرا في السنوات الأخيرة تجسدت في زيادة الاستثمارات الصينية وتسيد البضائع الصينية كالهواتف المحمولة والسيارات، السوق العراقي حيث أصبحت جزءا من حياة المواطنين العراقيين اليومية.

وفي هذا الصدد، قال حيدر الفتلاوي مدير القناة العراقية العامة "هناك تعاون اقتصادي كبير بين العراق والصين، لكن نحن اليوم نعمل على تغطية زاوية أخرى وهي التعاون الثقافي بين الشعبين الصديقين".

وتابع الفتلاوي قائلا إن "مشاهدة أي عمل تليفزيوني يولد الرغبة لدى المشاهدين في زيارة الأماكن التي تم فيها تصوير العمل"، معربا عن أمله في زيادة التعاون بين البلدين بالطريقة التي تؤدي إلى تسهيل زيارة السائحين العراقيين إلى الصين للاطلاع على الحضارة الصينية العريقة والطريقة الحديثة التي يعيشها الشعب الصيني.

وفضلا عن مسلسل "دودو"، عرضت قناة ((العراقية)) خلال أيام عيد الأضحى في شهر أغسطس الماضي فيلمين صينيين الأول (Go Lala Go!) والثاني (Out of Inferno) كما تنوي في المستقبل القريب عرض المزيد من الأفلام الوثائقية والمسلسلات الصينية التي زودتها بها السفارة الصينية في بغداد.

وسيقوم رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في 19 سبتمبر الجاري بزيارة رسمية للصين، ومن المتوقع أن تزيد هذه الزيارة من التعاون الصيني العراقي في مختلف المجالات، بما في ذلك التعاون الإعلامي بطريقة تتيح للمشاهدين العراقيين الحصول على فرصة لرؤية المزيد من الأفلام الصينية والإنتاج التليفزيوني الصيني.

   1 2 >  

الصور

010020070790000000000000011101451384048231