تحقيق إخباري: مغتربون صينيون يحققون النجاح في الولايات المتحدة بالجد والاجتهاد والشغف للمعرفة

2019-10-09 14:04:23|arabic.news.cn
Video PlayerClose

هيوستن 8 أكتوبر 2019 (شينخوا) "التزم الاجتهاد وكن شغوفا للمعرفة"، هكذا يقول المغترب الصيني سيتو ده هونغ دائما للأجيال الشابة، استفادة من الدروس التي تعلمها طوال الخمسين عاما من حياته التي قضاها في الولايات المتحدة.

ويقدم سيتو نصحيته للمهاجرين الصينيين الجدد كلما سنحت الفرصة قائلا "اعملوا بجد وقوموا بدوركم"، مضيفا أن عليهم الابتعاد عن المخدرات وغيرها من أنواع الإدمان السيئة.

فقد عمل عشرات الآلاف من المغتربين الصينيين، بعقولهم وأيديهم، بكل جد واجتهاد وتعلموا بسرعة لتحقيق نجاحهم وترسيخ مكانة محترمة لهم في الولايات المتحدة خلال العقود الماضية.

جاء سيتو، الذي ولد في مقاطعة قوانغدونغ الصينية في ثلاثينيات القرن الماضي، إلى الولايات المتحدة عام 1969 لينضم إلى شقيقته الكبرى عبر هونغ كونغ. وشق سيتو، الذي لم يكن يحمل معه عند وصوله إلى هذا البلد الأجنبي تماما سوى خمسة دولارات أمريكية، شق طريقه على مدى نصف قرن بدءا من عامل بأحد المطاعم إلى مالك لمتاجر متعددة.

وقال سيتو في حوار أجرته معه وكالة أنباء ((شينخوا)) في منزله في هيوستن بولاية تكساس "كنت بالكاد استطيع تحدث الإنجليزية عندما أتيت لأول مرة إلى الولايات المتحدة، لذلك اضطررت للعمل في مطبخ أحد المطاعم الصينية"، مضيفا "وسألني حينها شخص ما عن عدد الأيام التي عملتها في الأسبوع، فأجبت (ثمانية) لأنني كنت أعمل لنوبات عمل طويلة كل يوم".

وبينما كان يعمل بجد، أخذ سيتو يقتصد بشدة في الإنفاق ليدخر ما يكفي من الأموال التي تمكنه من احضار زوجته وأبنائه الأربعة إلى الولايات المتحدة من هونغ كونغ.

وذكر "لقد كانت الحياة صعبة، ولكنها كانت سعيدة مع العائلة".

ومن أجل تعلم الإنجليزية، ترك سيتو وظيفته في المطبخ ليصبح نادلا، ثم عمل كمساعد في محل بقالة لأحد أقاربه وأخذ يلاحظ كيفيه إدراته.

وبعد العمل لدى آخرين لمدة سبع سنوات، فتح سيتو في النهاية متجر بقالة صغير بمدخراته وسماه على اسمه واسم زوجته.

وأشار سيتو قائلا "لقد عملت أسرتي بكل جد واجتهاد للحفاظ على مخزوننا من البضائع نظيفا ومرتبا. وتعاملنا مع العملاء بحرارة ووقار. وسار عملنا بصورة جيدة للغاية".

وبعدما عاش في الولايات المتحدة لمدة 30 عاما، عاد سيتو إلى الصين لأول مرة، وفوجئ بمدى التغيير الذي شهده مسقط رأسه.

وذكر سيتو أنه وجد الصين مختلفة تماما عما كانت عليه عندما جاء إلى الولايات المتحدة أول مرة. وقال "لقد عدت للصين مرتين هذا العام وسأعود مرة أخرى في أكتوبر للاحتفال بالذكرى المئوية لمدرستي الأم".

وأضاف "لقد أحدثت أكثر من 40 عاما من الإصلاح والانفتاح تغييرات هائلة في الصين. فالتكنولوجيا الفائقة في الصين متطورة للغاية، إذ يمكننا أن نذهب إلى الفضاء أو تغوص في أعماق المحيط. أنا فخور جدا بأن أكون صينيا مغتربا".

وشأنهم شأن سيتو، اكتسب العديد من أفراد الجيل القديم من المهاجرين الصينيين الاحترام في ضوء ما يمتلكونه من مهارات يدوية ممتازة وروح تفاني في العمل بكل جد واجتهاد. ولا تزال الأجيال الشابة من الصينيين المغتربين، بمن فيهم عدد متزايد من المثقفين، قادرة على التفوق بفضل الجد والاجتهاد والشغف للمعرفة.

ووانغ نان تعد واحدة من هؤلاء المهاجرين الجدد. فبعد تخرجها في جامعة بكين عام 1988، جاءت إلى الولايات المتحدة للحصول على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية، حيث طورت قدراها في المجال الطبي. وها هي تعمل الآن طبيبة عيون في مركز تكساس الطبي الشهير عالميا.

وقالت لـ((شينخوا)) إن "الأجيال القديمة والجديدة من المهاجرين الصينيين لديهم الكثير من القواسم المشتركة. إنهم مجتهدون ولديهم قدرات قوية على التعلم، ولديهم أسس متينة من المهارات والمعرفة".

ووجدت وانغ أن الثلاثين عاما التي عاشتها في الولايات المتحدة تعد فترة شهدت أيضا تطورا نشطا لمسيرة الإصلاح والانفتاح في الصين. وترى، من وجهة نظرها، أن التنمية التي شهدها البلدان في العقود الماضية لا تضاهى.

وقالت "عندما جئت إلى الولايات المتحدة أول مرة، شعرت أن الحياة متقدمة ومريحة للغاية هنا. ولكن البناء الحضري في الصين اتخذ أشكالا جديدة تماما. فلقد تحسنت جودة حياة الناس بصورة كبيرة. والآن، أصبحت الحياة في بعض النواحي أكثر راحة في الصين منه في الولايات المتحدة. فرؤية التنمية التي حققتها الصين أمر مشجع للغاية".

وأشارت وانغ إلى أن مكانة الصين الدولية الصاعدة غيرت أيضا الطريقة التي ينظر بها العالم إليها. وأقرت بأنها كانت تشعر دائما بأنها "تتلقى العون والمساعدة" عندما جاءت إلى الولايات المتحدة أول مرة، مضيفة "والآن تلقى الثقافة الصينية، مثل الطعام والملابس والأعياد، قبولا بين التيار السائد في المجتمع الأمريكي".

وفي العمل والحياة اليوميين، شعرت وانغ تدريجيا بتغير المواقف التي يتبناها الأمريكيون تجاه الصينيين.

وشرحت وانغ رؤيتها، قائلة إن "المزيد والمزيد من المرضى الذين يأتون إلى المركز الطبي يصرون على الكشف عند الأطباء الصينيين"، مضيفة "لأنهم يؤمنون بأن الأطباء الصينيين لديهم معرفة وصبر وتفان. فالأطباء الصينيون يتمتعون بسمعة جيدة في البلاد".

وبالنسبة للجيل الأصغر من المهاجرين الصينيين، فإن وانغ مفعمة بالأمل. وقالت "على الطلبة المنحدرين من أصل صيني أن يظلوا مخلصين لطموحهم الأصلي، وهو أن يكونوا مجدين ومجتهدين. وبغض النظر عما إذا كنا نتحدث عن اليوم أو قبل 100 عام، فهذا تقليد ممتاز من الفضائل الصينية، ويعد سببا مهما وراء نجاح المغتربين الصينيين".

الصور

010020070790000000000000011100001384580421