مقالة خاصة: جولة شي إلى جنوب آسيا تدعم العلاقات مع الهند ونيبال وتعزز التعاون الإقليمي

2019-10-14 05:44:24|arabic.news.cn
Video PlayerClose

كاتماندو 13 أكتوبر 2019 (شينخوا) ضخت جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الهند ونيبال قوة دافعة جديدة في علاقات الصين مع البلدين، وأقامت منصة جديدة لحسن الجوار في جنوب آسيا، وفتحت آفاقا جديدة للتعاون العملي الإقليمي، حسبما صرح عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم (الأحد).

وعاد شي إلى بكين مساء الأحد بعد اجتماعه غير الرسمي الثاني مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مدينة تشيناي جنوب الهند وقيامه بزيارة دولة إلى نيبال.

تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والهند

وقال وانغ إنه خلال إقامة شي في الهند، تبادل الرئيس الصيني وجهات النظر مع مودي بشكل مطول ومتعمق،، مضيفا أن الزعيمين استرجعا تاريخ الصين والهند وهما تقاتلان جنبا إلى جنب من أجل الاستقلال والتحرر على المستوى الوطني، وتأخذان زمام الريادة في المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتضعان تصورا لمستقبل البلدين لتحقيق أحلامهما الوطنية الخاصة بشكل مشترك.

وقال شي إن الصين والهند، باعتبارهما أكبر دولتين من حيث عدد السكان، وهما أكبر الدول النامية وممثلان مهمان للاقتصادات الصاعدة، تمران بمرحلة حاسمة من التنمية الوطنية والنهضة الوطنية وسط إمكانات هائلة ومساحة واسعة للتعاون، وفقا لما ذكر وانغ.

وأضاف شي أن العلاقات بين الصين والهند تجاوزت النطاق الثنائي وتحمل أهمية استراتيجية مهمة وبعيدة الأثر.

وقال شي إن الصين والهند ينبغي أن تكونا جارتين جيدتين تعيشان في وئام وتعملان معا كشريكتين جيدتين، مشيرا إلى أن تحقيق سيناريو يكون فيه التنين والفيل يرقصان معا هو الخيار الصحيح الوحيد للبلدين، الذي يخدم المصالح الأساسية لكلا البلدين والشعبين، ويعمل من أجل السلام والازدهار على الصعيد العالمي.

ولفت وانغ إلى أن الزعيمين حددا أهدافا وتوجهات لتعزيز التعاون العملي بين الصين والهند.

فقد اتفق الزعيمان على إنشاء آلية حوار اقتصادي وتجاري رفيعة المستوى، وتعزيز المواءمة بين استراتيجيات التنمية الاقتصادية للبلدين، والسعي لبناء شراكة في مجال الصناعة التحويلية، وتعزيز النمو المتوازن والمستدام للتجارة الثنائية.

وقال وانغ إن الزعيمين اتفقا أيضا على توسيع تعاون "الصين-الهند بلس"، ودفع تسهيل الارتباطية على المستوى الإقليمي، والعمل مع الأطراف المعنية الأخرى لإبرام اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة في أقرب وقت ممكن.

ولفت وزير الخارجية الصيني إلى أن الصين والهند اتفقتا على تعزيز التنسيق في إطار الآليات متعددة الأطراف بما في ذلك مجموعة العشرين وبريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون وتعاون الصين وروسيا والهند، وحماية النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة، وحماية النظام الدولي القائم على القانون الدولي، مضيفا أن البلدين تعهدتا بدعم التعددية والحفاظ على نظام تجاري متعدد الأطراف.

وقال وانغ إن شي دعا البلدين أيضا إلى إجراء تبادلات شعبية وثقافية أوسع وأعمق، والدعم المشترك للحوار والتبادل بين الحضارات المختلفة ودفعهما إلى الأمام، من أجل مواصلة خلق مجد جديد للحضارات الآسيوية.

واتفق البلدان على اعتبار عام 2020 عاما للتبادلات الثقافية والشعبية بين الصين والهند، وإقامة 70 فعالية العام المقبل للاحتفال بالذكرى الـ70 للعلاقات الدبلوماسية الصينية-الهندية.

تعميق الصداقة التقليدية بين الصين ونيبال

قال وانغ إنه على مدار أكثر من نصف قرن مضى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ونيبال، أظهر البلدان احتراما وثقة ودعما لبعضهما البعض، وهو ما يعد مثالا يُحتذى به للدول ذات الأحجام المختلفة للعيش في وئام، مضيفا أن نيبال شريك مهم للصين في البناء المشترك للحزام والطريق في جنوب آسيا.

ولفت وزير الخارجية الصيني إلى أنه في أول زيارة دولة يقوم بها رئيس دولة صيني إلى نيبال منذ 23 عاما، خطط شي وزعماء نيبال بشكل مشترك لتنمية العلاقات الثنائية في المستقبل، وشهدوا توقيع 20 وثيقة تعاون تتعلق بمختلف مجالات المصلحة الوطنية ومستوى معيشة الشعبين.

وأوضح أن العلاقات الثنائية بين البلدين رفعت إلى مستوى أعلى جديدة، مشيرا إلى أن الصين ونيبال اتفقتا على الارتقاء بعلاقاتهما إلى شراكة تعاون استراتيجية تتسم بصداقة طويلة المدى للتنمية والازدهار.

وقال وانغ إن هذا الوضع الجديد يساعد في رسم مسار التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية.

وقال الجانب النيبالي إنه يصر بحزم على التمسك بسياسة صين واحدة ولن يسمح لأي قوة باستخدام أراضيها للقيام بأنشطة انفصالية ضد الصين. وبغض النظر عن كيفية تغير الظروف الخارجية، ستبقى سياسة نيبال الودية تجاه الصين دون تغيير.

وأوضح وانغ أن بناء الارتباطية بين الجانبين حقق تقدما جديدا.

واتفق قادة الدولتين على مواءمة البناء الصيني-النيبالي المشترك للحزام والطريق مع استراتيجية التنمية الوطنية لدى نيبال لبناء دولة ترتبط برا بمن حولها.

وقال وانغ إن الدولتين ستسرعان في بناء شبكة الارتباطية متعددة الأبعاد العابرة للهيمالايا من خلال مشروعات الارتباطية بما في ذلك الموانئ والطرق السريعة والسكك الحديد والطيران والاتصالات، وأعلنتا عن إطلاق دراسة جدوى لإقامة سكة حديدية عابرة للحدود بين الصين ونيبال.

وأوضح وانغ أن التعاون القائم على حسن الجوار والصداقة بين البلدين حقق أيضا نتائج جديدة.

وقال شي إن الجانبين سيبنيان نمط تعاون شاملا، وسيعززان تعاونهما في أربعة مجالات تتمثل في التجارة والاستثمار، وإعادة الإعمار بعد الزلزال، والطاقة، والسياحة، وفقا لما ذكره وانغ.

ولفت وزير الخارجية الصيني إلى أن الصين تعهدت بمواصلة دعم نيبال في إعادة إعمار البلاد بعد الزلزال، وتقديم الدعم والمساعدة لتحسين معيشة السكان المحليين، مضيفا أن الجانبين اتفقا أيضا على توسيع التبادلات والتعاون في مجالات مثل التعليم والشباب، فضلا عن التعاون على المستوى المحلي.

الحفاظ على السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي

وقال وانغ إن العلاقات الهندية-الباكستانية المتوترة مؤخرا والاضطرابات في المنطقة أثارت قلقا بالغا لدى المجتمع الدولي.

ولفت إلى أن الهند وباكستان جارتان وديتان للصين، ويأمل الجانب الصيني أن يتمكن البلدان من إدارة الخلافات والسيطرة عليها بشكل مناسب وتحسين علاقاتهما.

وقبل زيارة شي إلى جنوب آسيا، استمع الرئيس الصيني إلى وجهات نظر ومقترحات الجانب الباكستاني في لقائه مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.

وفي تشيناي، قال شي إنه ينبغي على جميع الأطراف العمل معا لتعزيز السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي وتحقيق التنمية والرخاء المشتركين.

وأعرب وانغ عن استعداد الصين لتطوير التعاون متبادل المنفعة وتعميقه مع جميع دول جنوب آسيا، مضيفا أن علاقات الصين مع الهند وباكستان ودول جنوب آسيا الأخرى يمكن أن تعمل بشكل متواز وأن تتطور معا، كما أن هذه العلاقات لا تستهدف أي طرف ثالث ولا تتأثر بأي طرف ثالث.

وخلال زيارة شي، قدم زعماء الهند ونيبال مجددا تهانيهم الحارة إلى شي بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، معربين عن إعجابهم بالإنجازات البارزة التي حققتها الصين في العقود السبعة الماضية.

وقال قادة البلدين إن تنمية الصين تشكل مثالا على الاعتماد على الذات بالنسبة للبلدان النامية، وتخلق فرصا كبيرة للبلدين ولجنوب آسيا وللعالم من أجل تحقيق السلام والازدهار، مضيفين أن تنمية الصين لا يمكن وقفها.

010020070790000000000000011101451384691461