مقالة خاصة: تهاني العيد الوطني تكشف توسع "دائرة الصداقة" الصينية
بكين 14 أكتوبر 2019 (شينخوا) بالتزامن مع احتفال جمهورية الصين الشعبية بالذكرى السنوية السبعين لتأسيسها، تدفقت رسائل التهنئة من قادة دول أجنبية ومنظمات دولية في التعبير عن أطيب الأمنيات من قبل العالم.
تلك الرسائل، لاسيما التغير في كميتها وفحواها على مدار سبعة عقود مضت، تعطي لمحة أخاذة عن الإنجازات المميزة التي حققتها الصين في كل من التنمية الوطنية والدبلوماسية الدولية، وكذا مساهماتها العظيمة في السلام والرخاء على الصعيد العالمي.
-- استقلال وطني:
في 30 سبتمبر 1950، بعث الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، الذي كانت بلاده أول من أقام علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، رسالة تهنئة للزعيم ماو تسي دونغ بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للصين الجديدة، معبرا عن تمنيه انتصارا أكبر للشعب الصيني في معركته من أجل الاستقلال والبناء الوطني.
تلك الرسالة، المحفوظة حاليا في وزارة الشؤون الخارجية الصينية، كانت من أولى الرسائل التي تلقتها بكين في ذلك العام من قادة وحكومات وأحزاب من قرابة 20 دولة، بما فيها ألبانيا وبلغاريا والمجر وجمهورية ألمانيا الديمقراطية وفيتنام وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وكوبا.
إبان تأسيس جمهورية الصين الشعبية، قرر الحزب الشيوعي الصيني تدشين بداية جديدة والتعويل على الدول الاشتراكية في إقامة علاقات مع العالم الخارجي.
وفي خمسينيات القرن الماضي، اقترحت الصين والهند وميانمار سويا المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، والتي ساهمت في فتح فصل جديد في الدبلوماسية الصينية مع دول من خارج العالم الاشتراكي، وبخاصة الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وفي الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، في عام 1959، تلقت الصين 171 رسالة تهنئة من 44 دولة، بما فيها المجر وبولندا ومنغوليا والسويد والدنمارك وفنلندا وسويسرا والنرويج.
وفي رسالته، قال الزعيم الفيتنامي هو شي مينه إن انتصار ثورة الصين وتأسيس جمهورية الصين الشعبية، كانا الحدثين الأكثر أهمية دوليا بعد ثورة أكتوبر في روسيا.
وأضاف أن الحدثين تركا تأثيرا عميقا وممتدا على حركات التحرر الوطني في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وساهما أيضا في جعل القوة السلمية في العالم أشد من أي وقت مضى.
-- انفتاح على العالم:
تمثل سبعينيات القرن الماضي فترة خاصة ذات أهمية كبرى في دبلوماسية الصين.
وفي مطلع السبعينيات، أسست الصين علاقات دبلوماسية مع دول غربية كبرى، من بينها كندا وإيطاليا وبريطانيا وجمهورية ألمانيا الاتحادية.
وفي الدورة الـ26 للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1971، استعادت جمهورية الصين الشعبية جميع حقوقها في الأمم المتحدة بمساعدة دول نامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. وفي فبراير 1972، أصبح ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور الصين.
وفي 30 سبتمبر 1972، عشية الذكرى الـ23 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، أرسل رئيس الوزراء الياباني كاكوي تاناكا رسالة تهنئة إلى الصين، وتمنى للصين مزيدا من الرخاء وللشعب الصيني مزيدا من السعادة. هذه الرسالة القصيرة التي كانت تحمل بضعة مقاطع باللغة الصينية، مثلت أهمية خاصة، إذ قرر البلدان قبل يوم واحد فقط من إرسالها تأسيس علاقات دبلوماسية.
وبعد سبعة أعوام، قال الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في رسالة تهنئة إلى الصين بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيس الصين الجديدة، في أول رسالة بعد إقامة علاقات دبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، إنه يرحب بصين قوية وآمنة تشارك بشكل فعال في شؤون عالمية.
وعبر كارتر عن إيمانه بأن العلاقات البناءة والتعاونية المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة سوف تزيد آفاق السلام والاستقرار في آسيا والعالم.
ومع بدء عملية الإصلاح والانفتاح عام 1978، بدأت الصين طريق التنمية السريعة، وقدمت إسهامات متزايدة في النمو العالمي على الرغم من التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية.
وفي عام 1997، في الذكرى الـ48 لإقامة جمهورية الصين الشعبية، قال ملك كمبوديا نورودوم سيهانوك في رسالة تهنئة، إن تنمية الصين الشاملة التي تعد معجزة، ودورها البارز في المجتمع الدولي، حظيا باحترام وتقدير من جميع أنحاء العالم.
-- نحو تجديد شباب الأمة:
كانت الصين بمثابة عامل استقرار ومحرك للنمو العالمي في الأزمة المالية الآسيوية عام 1997 والأزمة المالية العالمية عام 2008، لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم عام 2010. وخلال الأعوام الماضية، تسهم الصين بحوالي 30 بالمائة من النمو العالمي السنوي.
وفي الوقت الحالي، أسست الصين علاقات دبلوماسية رسمية مع 180 دولة، وأصبحت واحدة من أكثر الشركاء ذوي القيمة لدول من جميع أنحاء العالم. وبداية من مبادرة الحزام والطريق، وحتى رؤية مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، ساهمت الصين بحكمتها وقدمت حلولا لدعم السلام والتنمية المشتركة في العالم.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الصين في رسالة تهنئة هذا العام، بأنها مشارك رئيسي في عمل الأمم المتحدة وقطب أساسي في التعاون الدولي والتعددية.
وأشاد قادة أجانب بالإنجازات الرائعة التي حققتها الصين خلال الـ70 عاما الماضية، معربين أيضا عن ثقتهم في مستقبل الصين وتوقعاتهم بأنها ستقدم مزيدا من الإسهامات من أجل منفعة العالم.
وفى هذا الصدد، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه خلال الـ70 عاما الماضية، حققت الصين إنجازات بارزة، في مجالات من بينها الاقتصاد والمجتمع والعلوم والتكنولوجيا.
وأضاف بوتين أن الصين تتمتع الآن بمكانة عالية على الساحة الدولية وتقوم بدور مهم للغاية في حل مشكلات عالمية جسيمة.
وأشار قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية قازاقستان، إلى أن الصين أصبحت أكثر دولة مرموقة وذات نفوذ في العالم خلال 70 عاما فقط، وقال إن الشعب الصيني سوف يحقق أهداف المئويتين ويحقق الحلم الصيني في تجديد شباب الأمة.
وأشادت رئيسة سنغافورة حليمة يعقوب، بالتحول الهائل الذي شهدته الصين خلال العقود السبعة الماضية، مشيرة إلى أن نمو وتنمية الصين لن يعودا بالنفع على الشعب الصيني فقط ولكن على المنطقة والعالم كله.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه بمناسبة العيد الوطني "سوف تظل الصين ملتزمة بمسار التنمية السلمية ... وسوف نواصل العمل مع جميع شعوب العالم لدعم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية سويا".