مقالة خاصة: محادثات بين الرئيسين الصيني والبرازيلي
بكين 25 أكتوبر 2019 (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ هنا اليوم (الجمعة) إن لدى الصين سياسة ثابتة لا تتغير نحو تنمية العلاقات مع البرازيل من منظور استراتيجي طويل الأجل، مضيفا أن التعاون متبادل النفع بين الجانبين سيحقق مستقبلا أكثر إشراقا.
أدلى شي بتلك التصريحات خلال محادثات مع الرئيس البرازيلي جايير ميسياس بولسونارو في قاعة الشعب الكبرى في بكين.
وأوضح شي أن عالم اليوم يمر بتغيرات لم يشهدها عبر قرن بأسره، لكن توجه العصر الذي يتسم بالسلام والتنمية والتعاون متبادل النفع يظل ثابتا دون تغيير، لافتا إلى أن القوة الدافعة للصعود الجماعي لبلدان الأسواق الصاعدة مثل الصين والبرازيل لا تزال دون تغيير.
وأوضح شي أنه في ضوء أن الصين والبرازيل هما أهم من يمثل الأسواق الصاعدة وهما أيضا أكبر بلدين ناميين في نصفي الكرة الشرقي والغربي، فإن البلدين أصبحا نموذجا مثاليا للتضامن والتعاون من أجل تحقيق التنمية المشتركة منذ صياغة العلاقات الثنائية قبل 45 عاما.
وحث شي البلدين على اعتبار بعضهما البعض نبعا يفيض بفرص التنمية، ودعم العلاقات بينهما فيما يتعلق بالسياسات الخارجية، ودفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة الصينية-البرازيلية.
ولفت إلى أن البلدين بحاجة إلى إفساح المجال كاملا أمام الدور التوجيهي الاستراتيجي للتبادلات رفيعة المستوى وتفهم المصالح الأساسية الخاصة بكل منهما ودعم بعضهما البعض بشأنها، فضلا عن تعزيز الثقة السياسية المتبادلة.
وأكد شي أن الصين تقف على أهبة الاستعداد لاستيراد المزيد من المنتجات عالية الجودة والمنتجات ذات القيمة المضافة الكبيرة من البرازيل، وتوسيع نطاق التعاون في مجالات الزراعة والطاقة والتعدين والفضاء الجوي والبنية التحتية.
وحث شي الجانبين على إنشاء مجالات جديدة للتعاون واتخاذ الابتكار العلمي والاقتصاد الرقمي محركان جديدان للنمو.
ولفت إلى أن البلدين بحاجة إلى تعزيز التبادلات الشعبية، لا سيما في مجالات كرة القدم والطب الصيني التقليدي، إلى جانب دعم التعاون بين المناطق المحلية.
وحث شي الجانبين على حماية التعددية ومعارضة الحمائية والأحادية، من أجل دعم الاقتصاد العالمي ليتطور على نحو متوازن وشامل ومستدام ومن أجل خلق نظام دولي أكثر عدالة ومساواة.
وهنأ بولسونارو شي بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. ووصف بولسونارو الصين بأنها "شريكة تعاونية عظيمة"، مضيفا أنه على الرغم من المسافة الشاسعة التي تفصل بين البلدين، فإنهما يتبنيان آراء متشابهة.
وأضاف بولسونارو أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري للبرازيل، لافتا إلى أن زيارته تبرهن على قوة الصداقة البرازيلية-الصينية، وتشهد على المستويات العليا التي وصلت إليها العلاقات الثنائية.
وأكد بولسونارو أنه عازم على العمل مع شي للارتقاء بالعلاقات الثنائية بما يحقق مصلحة الشعبين.
وأعرب عن أمله في توسيع نطاق الاستثمار والتجارة الثنائية، وتعميق التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفضاء الجوي والرياضة، مضيفا أن البرازيل تعتزم فتح سوقها مرحبة بالشركات الصينية لكي تستثمر في قطاعي البنية التحتية والنفط والغاز.
وأكد الرئيس البرازيلي أن بلاده ترحب بقدوم المزيد من السياح الصينيين دون الاضطرار للحصول على تأشيرة.
وأعرب عن تقديره لموقف الصين التي تساند من خلاله البلدان النامية، منها البرازيل، في الأوساط الدولية بشكل واضح لا لبس فيه، قائلا إن بلاده ستتمسك بقوة بسياسة صين واحدة وستعمل مع الصين في حماية التعددية والتجارة الحرة.
وقال شي إن الصين تدعم دائما شعوب أمريكا اللاتينية في اختيار طرق التنمية الخاصة بها، كما دعمت أمريكا اللاتينية في تسريع وتيرة التكامل، مضيفا أن الصين ترغب في بناء مجتمع مصير مشتركة بين الصين وأمريكا اللاتينية.
وقال بولسونارو إن البرازيل تعتزم دعم بلاد المخروط الجنوبي في استكشاف المزيد من آفاق التعاون مع الصين على مستوى تحرير التجارة وتسهيلها.
وتتولى البرازيل في الوقت الحالي الرئاسة الدورية للمخروط الجنوبي، وهي كتلة تجارية في أمريكا الجنوبية تضم أيضا الأرجنتين وباراجواي وأوروجواي.
وعقب المحادثات، شهد الرئيسان التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات الثنائية. وأصدر البلدان بيانا مشتركا خلال الزيارة.
وقبل المحادثات، أقام شي حفل ترحيب ببولسونارو الذي يجري زيارة الدولة الأولى بالنسبة له للصين تلبية لدعوة من شي. ووصل بولسونارو إلى بكين بعد ظهر الخميس ومن المقرر أن يغادر السبت.
