تقرير إخباري: الصين شهدت طفرات اقتصادية كبرى خلال الـ70 عاما الماضية وتحولت لنموذج تنموي يتعلمه العالم
القاهرة 31 أكتوبر 2019 (شينخوا) شهدت جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها في عام 1949 وحتى الآن طفرات اقتصادية كبرى، حتى تحولت إلى "نموذج تنموي يتعلمه العالم"، حسب تشوان هنغ نائب رئيس اتحاد شانغهاي للعلوم الاجتماعية.
وقال تشوان، خلال ندوة عقدها المركز الثقافي الصيني بالقاهرة تحت عنوان "70 عاما من التنمية الاقتصادية في الصين.. التاريخ والانجازات والتطلعات"، إن "(جمهورية) الصين تحتفل هذا العام بمرور 70 عاما على تأسيسها، وحقق اقتصادها طفرات كبرى على مدار هذه الفترة".
وقسّم تشوان، وهو أستاذ الاقتصاد بأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، المسيرة التاريخية للتنمية الصينية على مدار الـ 70 عاما إلى سبع مراحل زمنية.
وبدأت المرحلة الأولى من 1949، وهو عام تأسيس الصين وحتى عام 1957، وتم خلال هذه المرحلة تدعيم رواسخ الديمقراطية الجديدة الصينية ومرحلة الإصلاح الاشتراكي، وفقا لتشوان.
بينما بدأت المرحلة الثانية من عام 1958 وحتى 1965، وشهدت الصين خلالها التحول نحو البناء الاقتصادي، حيث ظهر أكبر تناقض في المجتمع الصيني وهو الهوة الساحقة بين تطلعات الشعب الاقتصادية والثقافية وما يمكن للدولة أن تنتجه، لذلك كانت هذه المرحلة بمثابة "استكشاف أولى لما سيكون عليه شكل الاقتصاد الصيني لاحقا"، حسب الأكاديمي الصيني.
في حين امتدت المرحلة الثالثة من عام 1966 وحتى 1977، وسميت بـ"مرحلة الثورة الثقافية الكبري"، حيث شهدت اضطرابات في التنمية الاقتصادية الصينية وخسائر اقتصادية كبرى انتهت بإجراء إصلاحات في عام 1975.
أما المرحلة الرابعة، وهي الأهم والأكثر تأثيرا في تاريخ التنمية الاقتصادية للصين، فقد بدأت في عام 1978 وامتدت حتى 1992، وتمثل مرحلة مبكرة من الإصلاح والانفتاح.
وأوضح تشوان، أن هذه المرحلة شهدت أربعة أمور مهمة جدا، هي التركيز بشكل جذري على التحول الاقتصادي والتنمية الاقتصادية، وبدء الإصلاح في اقتصاديات الريف، وبناء بعض المناطق الاقتصادية الخاصة، والوصول إلى نموذج صيني في التنمية يعتمد على تنمية الاقتصاد السلعي المخطط.
فيما امتدت المرحلة الخامسة من 1992 حتى 2001، وتم خلالها الاستفادة من اقتصاد السوق أولا ثم تحويله لاحقا لاقتصاد مخطط مبني على احتياجات السوق الحقيقية وليس النظريات فقط.
بينما امتدت المرحلة السادسة، وهي الأهم في مراحل تطور الاقتصاد الصيني، من عام 2001 وحتى 2012، حيث شهدت انضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية، والتحول الاقتصادي والانفتاح الشامل.
وقال تشوان، إن الصين بدأت بعد انضمامها لمنظمة التجارة في الاستفادة من كل المنظمات الاقتصادية الدولية، وقامت بالكثير من التعديلات في نظامها الاقتصادي الداخلي حتى زادت سرعة الاقتصاد الصيني.
أما المرحلة السابعة الحالية فتمتد من عام 2012 وحتى الآن، ودخل فيها الاقتصاد الصيني عصرا جديدا، حيث تم التركيز على بناء اقتصاد حقيقي عال الجودة، وتنفيذ استراتيجيات تنمية يحركها الابتكار.
واعتبر الخبير الاقتصادي الصيني، أن بلاده حققت خلال الـ 70 عاما الماضية إنجازات كبرى.
وتمثلت هذه الإنجازات في "استمرار توسع حجم الاقتصاد الصيني، وتطور الصين من دولة متأخرة إلى ثاني أقوى اقتصاد في العالم".
وأوضح تشوان، أن الاقتصاد الصيني منذ عام 1960 كان يمشي متقاربا مع الاقتصاد الهندي حتى عام 1996 تقريبا، ثم شهد طفرة ليصعد لمستوى الاقتصاد الياباني، ثم تخطاه ليقترب من الاقتصاد الأمريكي.
ومن بين الإنجازات أيضا "سرعة النمو الاقتصادي، وجعل الصين تقود النمو الاقتصادي العالمي، وأن تصبح عامل دفع للتنمية المستدامة على مستوى العالم".
وشملت الإنجازات كذلك "الارتقاء بالهيكل الصناعي للاقتصاد الصيني والتوجه نحو التنمية المشتركة".
وأردف تشوان، أن الصين شهدت خلال الفترة المذكورة نقلة نوعية في تحسين الاقتصاد، وانتقاله من الصناعات الخاصة بالزراعة للصناعات المعتمدة على الماكينات، وهو إنجاز صيني لم تحققه أي دولة أخرى خلال الـ 70 عاما الماضية.
وشدد على أن "الصين أصبحت قوة تجارية كبرى في العالم، تجذب رؤوس الأموال الأجنبية وتصدرها أيضا"، مشيرا إلى أن الاقتصاد الصيني ساعد على توفير الكثير من فرص العمل في العالم كله، من خلال انفتاح الصين على العالم اقتصاديا، وضخ رؤوس أموال صينية في الخارج.
وأشار إلى أنه "بالنسبة للاستيراد والتصدير، فقد شهدت الصين طفرة من التأخر النسبي على مستوى العالم إلى المركز الأول عالميا في التصدير، والثاني في الاستيراد".
ولفت إلى أن "مستوى معيشة الشعب الصيني شهد تغييرات هائلة بحجم السماوات والأرض، حيث زاد دخل سكان المدن والريف بنسبة كبيرة، وارتفع معدل التحضر، وانخفض معدل الفقر كثيرا.. وبنهاية عام 2020 انتشال دائرة الفقر في الصين".
وأكد أن معدل التنمية البشرية في الصين ارتفع ليصبح الأعلى عالميا، كما زاد التقدم التكنولوجي، وارتفع عدد الباحثين والمطورين في الصين ليكون الأعلى على مستوى العالم.
ونوه بأن التنمية الاقتصادية للصين عززت مكانتها الدولية وتأثيرها في الساحة الدولية، حيث يزداد دورها يوما بعد يوم، كما ازدادت مساهمتها في التنمية العالمية وحماية النظام الدولي.
وشدد على أن الصين لا تسعى إلى تصدير نموذج التنمية الخاص بها للخارج أو فرضه لكنها مستعدة لمساعدة الدول الأخرى على الاستفادة من خبراتها.
واختتم قائلا إن "ما رأيته خلال زيارتي لمصر يعطى مؤشرات كبيرة على أن النموذج الصيني يمكن أن يتحقق منه الكثير في مصر، عبر الاستفادة من الخبرات الصينية لتكون مساعدة للنهضة التي يمكن أن تحدث في مصر".