الصين في عيني مصور فوتوغرافي فلسطيني

صورة عن سور الصين العظيم  (جميع الصور مقدمة من أيمن نوباني)

بكين أول نوفمبر 2019 (شينخوا) عندما وطأت قدماه أرض الصين، وجد المصور الفوتوغرافي الفلسطيني أيمن نوباني حياة مختلفة تماما عن تلك الموجودة في الأراضي الفلسطينية، وواجهته الكثير من الأشياء الجديدة مثل الدراجات التشاركية وأجهزة الذكاء الاصطناعي وتطبيق "ويتشات" الصيني الشهير للتواصل الاجتماعي والرسائل الفورية إلخ، ما جعله يعرب عن إعجابه الكبير بالإنجازات الكبيرة التي حققتها جمهورية الصين الشعبية خلال السنوات الـ70 الماضية منذ تأسيسها.

ورغم كونها المرة الأولى التي يزور فيها نوباني الصين لحضور دورة تدريبية صحفية بدأت أعمالها في نهاية شهر أغسطس الماضي، والأولى أيضا التي يقوم فيها بالتصوير الفوتوغرافي خارج فلسطين، إلا أنه يعتقد بأن الصين دولة تتمتع بقدرة إبداعية قوية وحيوية كبيرة.

وخلال رحلته التي استمرت 21 يوما، زار نوباني أماكن مختلفة في العاصمة الصينية بكين ومنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي البلاد. وفي كل مكان وفي كل يوم، وجد نوباني صورا مختلفة وجميلة تعبر عن الصين، رغم اختلاف المكان واختلاف الثقافة. وحول ذلك قال:" في عيني كل شيء في هذا البلد هو صورة إما فنية أو صحفية". وبالنسبة إلى المصور الماهر في تصوير المواجهات والاشتبكات التي تحدث بين الفلسطينيين وإسرائيل، أصبحت كيفية التقاط صور قوية عن الصين أمرا أكثر جاذبية، إلا أنه شعر بالأسف لأنه لم يستطع تصوير كل شيء بحكم ضيق الوقت، معربا عن أمله في أن يزور الصين مرة أخرى ليكمل توثيقه وتصويره للأشياء التي لم يتمكن من تصويرها.

وقال نوباني إن بإمكان من يزور أو يعيش في الصين مشاهدة كل شيء، والشعور بحجم التطور التكنولوجي والقوة الابداعية في الحياة اليومية، مضيفا أن أكثر ما لفت انتباهه هو الدراجات التشاركية وطريقة تنظيمها خاصة انها تساعد السكان على تنظيم واختصار الوقت والابتعاد عن أزمات حركة المرور والتخفيف من التلوث البيئي.

وحول تجربته بركوب الدراجة التشاركية في بكين، قال نوباني: "إنها تجربة جميلة جدا"، حيث من السهل استخدامها نظرا لوفرتها في كل شارع تقريبا، وسهولة استخدامها بعد فتحها بمسح رمز الاستجابة السريعة "QR" على الدراجة، عبر تطبيقات معنية على الهواتف المحمولة، فيما ستدفع الرسوم عبر الهواتف المحمولة عندما تصل إلى وجهتك وتقفل الدراجة.

وقال: "هذا أمر لا أستطيع أن أتصوره في فلسطين."

وذكر نوباني أن سور الصين العظيم كان من بين أكثر الأشياء التي تركت لديه انطباعا عميقا في مخيلته، مضيفا أنه كان يعرف أن سور الصين العظيم من عجائب الدنيا الثماني، وأن زيارته كانت مجرد حلم بالنسبة له. وقال:" لا أستطيع أن أثق بأني مشيت عليه وأن حلمي أصبح حقيقيا"، معربا عن إعجابه الشديد به، ما جعله يلاحظ حجم الأسئلة الكبير لديه حول طريقة بنائه وإنجازه وكيفية بقائه صامدا حتى وقتنا الحالي.

وبالاضافة الى ذلك، في اعتقاد نوباني أن من أهم الامور هو الشعور بالأمن في اي وقت واي مكان حسب ما شاهده وعايشه، حيث يمكن للأشخاص أن يخرجوا في أية ساعة حتى لو كانت متأخرة ليذهبوا الى أي مكان يريدونه دون قيود.

وأثناء تواجده في الصين، قام نوباني دائما بتجربة ركوب قطار مترو الأنفاق والحافلات العامة وزيارة أسواق شعبية ومؤسسات اعلامية وثقافية وتكنولوجية لتجربة الحياة اليومية للشعب الصيني والاحساس بتطورات الصين في كل المستويات، حيث كان يشارك زوجته وطفله وطفلته وبعض أصدقائه محادثات الفيديو ليشاهدوا معه ويتعرفوا على ثقافة الصين.

ووصف نوباني الصين بأنها "بلد سهل صعب" في نفس الوقت، فمن جهة كل شيء متوفر وسلس وسهل، ومن جهة أخرى تقف اللغة عائقا أحيانا. وبالرغم من ذلك، لاحظ ان الصينيين يحبون مساعدة الأجانب في الأماكن العامة ويبتسمون بشكل طبيعي ويحبون العمل، مضيفا أن الصين بلد سياحي بامتياز يمكن لأي زائر التمتع بالمناطق الجميلة والغريبة في الصين من مناطق خضراء ومتاحف وغيرها.

وقال: "إني أتساءل دائما كيف تم بناء هذا البلد بهذه الصورة المنظمة خلال 70 عاما فقط ؟ وكيف يعيش هذا البلد بشكل منظم وآمن وهو أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم. إن ما شاهدته ولاحظته هنا، أن هذا العدد الكبير من الناس يعيشون وفق النظام والقانون."

وحول التجربة التنموية الصينية، يرى نوباني أنها تجربة ناجحة يمكن لأي بلد في العالم الاستفادة منها وتطبيقها. كما أنه يخطط الآن لإقامة معرض للصور الفوتوغرافية عن الصين في فلسطين، يغطي معظم نواحي الحياة ليتعرف الفلسطينيون من خلال صوره على الصين بشكل أكثر قربا.

موظفة من شركة I FLYTEK تعرض بعض منتجات الشركة المختصة بتطوير الذكاء الاصطناعي في مجال الصوت والترجمة داخل أحد فروع الشركة في بكين