الصين والدول الأفريقية يناقشون انماط دعم وحلول تطوير الطاقة النظيفة والصناعات المرتبطة بها في القارة

بكين 8 نوفمبر 2019 (شينخوا) طرحت منظمة طاقة عالمية ثلاثة تقارير تقدم دعما وحلولا لتطوير الطاقة النظيفة وترابط الشبكة الكهربائية في القارة الأفريقية.

وأصدرت منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة (جيدكو) في مؤتمر الربط العالمي للطاقة لعام 2019 ومؤتمر الطاقة والكهرباء الصيني الإفريقي الذي عقد يومي 6 و7 نوفمبر الجاري في العاصمة الصينية بكين، تقاريرها تحت عناوين (دراسة في تنمية الطاقة الكهرومائية ونقلها في نهر الكونغو) و(دراسة في ربط الطاقة الأفريقي) و(تطوير ربط الطاقة الأفريقي لأجل دفع التنمية الشاملة في مجالات الطاقة واستخراج المعادن والتعدين والتصنيع والتجارة).

وطرحت المنظمة المذكورة خطة تطوير الطاقة الكهرومائية على نهر الكونغو ونقل الطاقة إلى خارج المنطقة، ما قدم نمطا تنمويا شاملا جديدا يعتمد على تطوير الطاقة النظيفة كأساس له، ويستغل الطاقة المنتجة في تنمية مجالات استخراج المعادن والتعدين والتصنيع والتجارة، لأجل تحقيق تنمية شاملة تساعد في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في أفريقيا.

وفقا لبيانات منظمة جيدكو فإن متوسط حجم استهلاك الطاقة في أفريقيا لم يبلغ إلا 18 بالمائة عن معدل المستوى العالمي، في الوقت نفسه، بلغ معدل سعر الكهرباء 14 سنتا أمريكيا لكل كيلوواط ساعي، وهو ما لا يسمح لعدد كبير من سكان القارة الأفريقية من استخدام الكهرباء، الأمر الذي يعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية الأفريقية. غير أن القارة غنية بالموارد الطبيعية، حيث يشكل الطاقة الأحفورية المكتشفة في أفريقيا 3.4 بالمئة من الإجمالي العالمي، ويبلغ حجم الطاقة الكهرومائية والشمسية والرياح القابل للتطوير 734 تريليون كيلوواط ساعي كل عام، مشكلة 39 بالمئة من الإجمالي العالمي.

وقال تشانغ رو جيون مساعد الرئيس العام لشركة الصين لتطوير الطاقة الكهرومائية بالخارج التابعة لمجموعة المضائق الثلاثة إن أفريقيا سوق واعدة للمجموعة، حيث نفذت مشاريع عديدة تتعلق بالطاقة الكهرومائية وغيرها من الطاقات النظيفة في غينيا والكاميرون وكنيا والمغرب والجزائر، مضيفا أن المجموعة تعمل على تحويل نمط مقاولة المشاريع التقليدي إلى نمط تنموي يشمل البناء والتشغيل والإدارة لتحقيق تنمية مستدامة في أفريقيا.

وذكر تشانغ أن عددا من المؤسسات الصينية بدأت في الاستثمار في مجال المعادن في غينيا. بعد إنجاز بناء نظام إقليمي لعرض الطاقة، ما مكن مؤسسات المعادن من خلق منتجات ذات قيمة مضافة عالية مثل أكسيد الألومنيوم والألومنيوم الكهربائي لبيعها في السوق العالمي، الأمر الذي ساعد في زيادة الدخل المحلي ودفع التوظيف المحلي. كما مكن المشاريع المطورة بشكل جيد من اجتذاب استثمارات، بدلا من تحمل الحكومات المحلية ديون لأجل هذه المشاريع، وهو ما خفف عبء الديون على الدول الأفريقية.

وبهذا الصدد قال وزير الطاقة البوركيني ويدراوغو لمراسلي وكالة أنباء شينخوا، إن نسبة التغطية الكهربائية في بلاده لاتزال منخفضة وعدد كبير من سكان البلاد لا تصلهم الطاقة، لذلك أصبحت الطاقة وضمان عرضها مهمين للغاية، لافتا إلى أن بناء شبكة للطاقة الأفريقية يمكن أن يجعل الدول الأفريقية تستفيد من مميزاتها وتتشارك في الموارد وتحفز بشكل مشترك التنمية الاقتصادية الإقليمية.

وتوقعت المنظمة في خطتها أن يصل إجمالي الاستثمار في بناء ربط الطاقة الأفريقي إلى 3.2 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2050، حيث سيتم بناء 12 مشروعا عابرا للمناطق لنقل الطاقة بالتيار المستمر و5 ممرات لنقل الطاقة بالتيار المتردد، بالإضافة إلى 9 مشاريع لنقل الطاقة بين القارات.

وتأسست منظمة التنمية والتعاون للربط العالمي للطاقة (جيدكو) في بكين عام 2016، وقد بلغ عدد أعضائها 756 عضوا ينتشرون في 106 دول حول العالم. وتهدف منظمة جيدكو، وهي الأولى من نوعها التي تؤسسها الصين في قطاع الطاقة، إلى تشجيع إنشاء ربط عالمي للطاقة لتلبية الطلب على الكهرباء من خلال بدائل نظيفة وخضراء.