مقالة خاصة: زيارة شي لكل من اليونان والبرازيل تعزز العلاقات الثنائية والتعاون في إطار بريكس

2019-11-09 20:05:58|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 9 نوفمبر 2019(شينخوا) من المتوقع أن تُحدِث زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ المقبلة إلى اليونان تأثيرا تاريخيا على العلاقات الصينية - اليونانية وتضخ قوة جديدة في العلاقات الصينية - الأوروبية والتعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق. في الوقت نفسه، يُتوقع أن تعمل زيارة شي للبرازيل على تعزيز العلاقات الصينية - البرازيلية ودعم الشراكة بين الصين وأمريكا اللاتينية.

ويقوم شي خلال الفترة من 10 إلى 15 نوفمبر بزيارة دولة إلى اليونان كما يشارك في قمة مجموعة بريكس ال11 في البرازيل.

ووسط مرور العالم بتغيرات عميقة لم يشهدها عبر قرن كامل، فإن مشاركة شي في قمة بريكس سوف تؤكد من جديد عزم الصين على دفع التعاون في إطار بريكس في جميع المجالات، وعزمها كذلك على العمل مع شركائها من أجل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

--مسار جديد للعلاقات الصينية - اليونانية

أقامت الصين واليونان، وكلاهما من البلدان أصحاب الحضارات العريقة، علاقات دبلوماسية في عام 1972 وعززا ذلك بإقامة شراكة إستراتجية شاملة في عام 2006.

وعلى مدى السنوات الماضية، كان كل بلد بالنسبة للآخر صديقا نافعا وجديرا بالثقة، ودعمَ كل بلد منهما البلد الآخر واحترمه فيما يخص مصالحه الأساسية وشواغله الرئيسية، وحققا نتائج إيجابية على مستوى التعاون في مختلف المجالات التي شملت التجارة والتبادلات الشعبية والبنية التحتية.

وكانت حكومة اليونان من بين أولى حكومات دول الاتحاد الأوروبي في توقيع وثيقة تعاون مع حكومة الصين، سعيا إلى دفع التعاون معا في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وبلغ حجم الأعمال في ميناء بيريه اليوناني، وهو مشروع رائد ضمن التعاون الثنائي في إطار الحزام والطريق، 70.06 مليون يورو( نحو 77.8 مليون دولار أمريكي) خلال النصف الأول من عام 2019، بارتفاع نسبته 11.2 بالمئة على أساس سنوي.

وانضمت اليونان في أبريل من العام الجاري إلى آلية التعاون بين الصين وبلدان وسط وشرق أوروبا كعضو كامل، ما خلقَ فرصا جديدة لتطوير الآلية ودعمَ العلاقات والارتباطية بين الصين والاتحاد الأوروبي.

ويعتزم شي خلال زيارته المقبلة لليونان، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس صيني للبلاد بعد آخر زيارة جرت قبل 11 عاما، إجراء محادثات مع كل من الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بهدف تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والصداقة التقليدية، وتكثيف التعاون في مختلف المجالات، وإظهار التمسك بالتعددية والتجارة الحرة وبناء اقتصاد عالمي مفتوح.

ويعتزم الجانبان أيضا إصدار بيان مشترك حول تعزيز شراكتهما الاستراتيجية الشاملة ،ورسم خطة لتطوير العلاقات الثنائية، وتوقيع وثائق بين الحكومتين في الاستثمار والتعليم، فضلا عن وثائق تجارية في قطاعات الموانيء والمالية والطاقة.

وقال تشانغ تشي يويه سفير الصين لدى اليونان، إن زيارة شي سوف تمثل بداية فصل جديد في تنمية العلاقات الصينية - اليونانية، ما سوف يكون بمثابة نموذج للتعايش السلمي والتعاون متبادل الربح بين البلدان المختلفة من حيث المساحة والنظام والثقاقة.

وقال أدونيس جورجياديس وزير التنمية والاستثمارات اليوناني " أنا متفائل بشدة بشأن مستقبل العلاقات اليونانية - الصينية"

--"عقد ذهبي" جديد من التعاون في إطار بريكس

من المقرر أن يحضر شي في برازيليا مراسم اختتام منتدى أعمال بريكس والاجتماعات المغلقة والعامة لقمة بريكس وحوار قادة بريكس مع كل من مجلس أعمال بريكس وبنك التنمية الجديد. ومن المقرر صدور إعلان عن قادة بريكس.

ويعتزم شي أيضا عقد اجتماعات ثنائية مع قادة دول أخرى مشاركة في القمة، من أجل تبادل وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية والتعاون في إطار مجموعة بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

لقد شهد التعاون في إطار بريكس تطورا طيبا خلال الأعوام العشرة الماضية التي يطلق عليها " العقد الذهبي" للكتلة المؤلفة من خمس دول. وفي عام 2018، ساهمت الدول الخمس أعضاء بريكس بنحو 23.5 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، وبنسبة 16.3 بالمئة من التجارة العالمية.

ومع تصاعد الأحادية والحمائية، تُظهر المجموعة أمام العالم موقفها المؤيد لحرية التجارة والتعددية وسلطة الأمم المتحدة، وتُظهر أيضا التزامها ببناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وأصدرت الكتلة إعلان جوهانسبيرج خلال القمة التي عقدت العالم الماضي في جنوب أفريقيا، والتي تعهدت بلدان بريكس خلالها بالتعاون في تعزيز التعددية والدفع من أجل إقامة نظام عالمي أكثر نزاهة وعدلا وديمقراطية، وأكثر تمثيلا لبلدان العالم.

وقال يانغ وان مينغ سفير الصين لدى البرازيل إن القمة المقبلة سوف تمثل بداية ل"عقد ذهبي" جديد للتعاون في إطار بريكس.

ويرى تشو تشي وي، الباحث البارز المشارك في دراسات أمريكا اللاتينية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن القمة سوف تعزز التنمية السياسية والاقتصادية العالمية، وتطلق المزيد من الطاقة الإيجابية التي سوف تعمل على إنعاش التعددية.

--حيوية جديدة في الشراكة الصينية - البرازيلية

فضلا عن المشاركة في قمة بريكس، سوف يجري شي أيضا محادثات مع نظيره البرازيلي جايير بولسونارو، ومن المنتظر أن يوقع الزعيمان عدة وثائق تعاون.

وتعد الصين والبرازيل أكثر دولتين على التوالي تمثلان اقتصاد سوق صاعدا وأكبر دولة نامية في نصفي الكرة الأرضية الشرقي والغربي . كما تمثل الصين والبرازيل معا مثالا نموذجيا للبلدان النامية الكبيرة في الحفاظ على التضامن والتعاون والسعي إلى تحقيق التنمية المشتركة، منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 45 عاما.

وقد قام بولسونارو بزيارة دولة إلى الصين الشهر الماضي، وهي الزيارة التي اتفق خلالها زعيما البلدين على تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة الصينية - البرازيلية، وتعزيز التعاون الثنائي. وكانت البرازيل أولى دول أمريكا اللاتينية في إقامة شراكة استراتيجية شاملة مع الصين في عام 2012.

والصين هي أكبر شريك تجاري للبرازيل وأكبر سوق تصديرية بالنسبة لها على مدى عقد كامل، كما أصبحت الصين أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي في البرازيل. وفي عام 2018، تجاوز حجم التجارة الثنائية 100 مليار دولار.

وتزامنا مع ذلك، عَمّقَ البلدان التعاون فيما بينهما في مجالات الزراعة والكهرباء والتعدين والبنية التحتية، كما يقوم البلدان في الوقت الراهن بتعزيز مجالات جديدة للنمو في الابتكار التكنولوجي والاقتصاد الرقمي، ويسير هذا كله مع ازدهار التبادلات الثقافية والشعبية.

وقال قوه تسون هاي، وهو باحث آخر مشارك في الدراسات بشأن أمريكا اللاتينية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إنه من المنتظر أن يعمل لقاء شي المقبل مع بولسونارو على تعزيز دعم العلاقات الثنائية.

وأضاف قوه أن اللقاء سوف يعمل أيضا على تعزيز التعاون والتبادلات بين الصين وأمريكا اللاتينية، وهو أمر من شأنه خلق فرص تنموية للجانبين، فضلا عن مساهمته في دعم بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وأمريكا اللاتينية.

010020070790000000000000011100001385424661