مقابلة: اقتصادي يوناني بارز: حانت لحظة اتخاذ خطوات حاسمة في العلاقات اليونانية-الصينية
أثينا 9 نوفمبر 2019 (شينخوا) صرح رجل الأعمال اليوناني فوتيس بروفاتاس بأنه على الرغم من تمتع اليونان والصين بعلاقات ممتازة في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك مجالا أكبر للنمو، لا سيما في توسيع العلاقات التجارية.
وجاءت تصريحات بروفاتاس خلال مقابلة أجرتها معه مؤخرا وكالة أنباء (شينخوا)، حيث يعد بروفاتاس، وهو رئيس غرفة التعاون الاقتصادي الصيني-اليوناني ونائب عمدة أثينا السابق، أحد اليونانيين الذين ساعدوا في تعزيز التعاون الثنائي خلال السنوات الأخيرة.
وبعد مرور عام على الخروج الرسمي من برامج الإنقاذ الذي بلغت مدته 10 سنوات وأبقى البلاد واقفة على قدميها ودعم عودتها إلى الانتعاش الاقتصادي مع وجود حكومة جديدة في السلطة، جددت اليونان جهودها لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وخلق بيئة صديقة للأعمال ودعم قطاعات يمكن أن تولد نموا مستداما.
هذه هي الرسالة التي تأمل اليونان في نقلها خلال معرض الصين الدولي الثاني للواردات، حيث ترأس رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الوفد اليوناني الذي اتجه إلى شانغهاي في وقت سابق الأسبوع الجاري، إذ أعرب عن أمله في أن يكرر هذه الرسالة خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أثينا في الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر، حسبما قال بروفاتاس.
وأضاف بروفاتاس "تأتي زيارة الرئيس شي جين بينغ بالضبط في الوقت الذي يبدو فيه أن هناك مستقبلا مشرقا في العلاقات الثنائية. إن (الزيارة) لها أهمية كبيرة لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين واليونان."
وأكد قائلا "لقد حان الوقت لاتخاذ خطوات حاسمة حيال العلاقات اليونانية-الصينية. وينبغي أن نشدد على أنه عندما نقول بين اليونان والصين نعني بذلك بين أوروبا والصين. وبالنسبة للجانب الصيني، تعد اليونان المحور لتطوير خطط أعمالها في منطقة المتوسط وبقية أوروبا."
ولفت بروفاتاس الانتباه إلى الشراكات المفيدة للطرفين، حيث قال إنه استثمر الكثير من وقته وطاقته في بناء المزيد من الجسور مع الصين منذ 2011، عندما تولى منصب نائب عمدة أثينا المسؤول عن العلاقات الدولية.
ومع بداية الأزمة المالية اليونانية، أُغلقت الشركات وتُرك الآلاف من السكان عاطلين عن العمل وكانت الأسر فى معاناة. وفي ذلك الوقت، فكرت مجموعة من سكان أثينا في التوجه نحو الصين وتعزيز التعاون بين مدينة أثينا والمدن الصينية.
واحتضنت أثينا أعضاء الجالية الصينية الذين تضرروا من الأزمة، وثمّن الجانب الصيني ذلك ورد الجميل إلى المدينة. وبدأ رواد الأعمال الصينيون، الذين كانوا يصدّرون في البداية البضائع الصينية إلى اليونان، أيضا في توريد المنتجات اليونانية إلى الصين.
وقال إن السياحة، وهي أحد أعمدة الاقتصاد اليوناني لعقود، بمثابة المفتاح الذي يفتح أبوابا جديدة في تعزيز التعاون في مزيد من القطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا والابتكار.
وسيحضر بروفاتاس معرض الصين للتكنولوجيا الفائقة 2019 في مدينة شنتشن في الفترة من 13 إلى 17 نوفمبر. وستكون هذه هي المرة السادسة التي تشارك فيها الغرفة اليونانية في المعرض. وهذه المرة سيكون للوفد اليوناني أكثر من 10 شركات تشارك تحت رعاية مدينة أثينا.
ويتابع بروفاتاس التقدم الذي أحرزته الصين على مدار السنين منذ الستينيات عندما تفاعل، باعتباره عضوا في قسم العلاقات الدولية في الاتحاد الوطني للطلاب باليونان، مع الطلاب الصينيين. وقد ساعده التعلم من أصدقائه القدامى وفهم العقليات المختلفة في تعزيز التعاون بين الصين واليونان في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أنه "كلما تعرفت أكثر على الصينيين وعايشتهم، رغم اختلاف ثقافتهم، ستحبهم لأنهم أناس طيبون يعرفون كيف يحبون ويقدّرون. وإذا ساعدتهم قليلا، سيساعدونك في المقابل بتوفير العديد من المنافع."
وقال إن الصين تستثمر اليوم في اليونان لدورها الجيوستراتيجي ويمكن للاقتصاد اليوناني الحصول على دعم كبير من خلال مبادرة الحزام والطريق.
وأوضح، في ختام المقابلة أنه "ينبغي ألا نفقد هذا الزخم. إنه أمر إيجابي بالنسبة للصين، وفي رأيي أكثر إيجابية بالنسبة لليونان."