ماذا وراء "حمى اللغة الصينية" في الخارج

2019-11-11 17:26:01|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 11 نوفمبر 2019 (شينخوانت) تعتبر اللغة إحدى الخصائص المهمة للأمة، وأصبحت تأثيرات اللغة تجسيدًا متزايدًا للقوة الشاملة للدولة. وفي السنوات الأخيرة، نشرت التقارير عن "حمى اللغة الصينية" في وسائل الإعلام بمختلف البلدان في العالم، الأمر الذي يعكس جاذبية الصين المتمثلة في المسؤولية والثقة الثقافية بصفتها أكبر دولة نامية وثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ورغم أن تعلم اللغة الصينية صعب جدا، لكنه لا يستطيع وَقْف حماسة الناس للتعلم، فالسبب الأساسي لحمى اللغة الصينية في الخارج هو الارتفاع الكبير في القوة الوطنية للصين وتأثيرها الدولي، فالمنفعة المتبادلة في الاقتصاد هي القوة الدافعة الأساسية لارتفاع هذه الحمى في الخارج.

أولا، تفتقر الشركات الصينية التمويل في الخارج بشكل متزايد إلى موظفين محليين يستطيعون التحدث باللغة الصينية، وخاصة بالنسبة للشركات العاملة في التجارة الدولية، غالبًا ما يتمتع الموظفون الناطقون باللغة الصينية بمزايا أكبر في التوظيف. وتقود ميزة المهارات اللغوية في الخيارات الوظيفية خيارات تعلم اللغات الأجنبية للشباب في الخارج.

ثانياً، يزداد عدد السياح الصينيين إلى الخارج باستمرار سنة بعد أخرى، ولديهم أيضا قوة شراء قوية، حيث أصبح "تعلم اللغة الصينية" حقيقة تسويقية يجب على المتاجر الأجنبية مواجهتها يوميًا. وبدأ بعض التجار الأجانب في معرفة الثقافة الصينية وعادات معيشة الشعب الصيني وسلوكياته وحتى التقاليد الثقافية الصينية. ودائما ما يكتشف السياح الصينيون أن "المتجر يمكنه استخدام "عليباي" (Alipay) أو "ويتشات" (WeChat) للدفع مكتوبة باللغة الصينية عند مدخل العديد من المتاجر في الخارج. وحتى لو لم يكن هناك تبادل سلس مع السياح الصينيين، فإن بعض التحيات الصينية البسيطة مثل "أهلا وسهلا" و"شكرا لك" و "إلى اللقاء" وما إلى ذلك، يمكن للأجانب من جميع ألوان البشرة أن يكونوا ماهرين وودودين للغاية.

ثالثا، تشعر بعض الأسر الأجنبية بالتفاؤل بالتنمية الصينية في الخارج، وتبدأ في تدريب الجيل المقبل من أصحاب مهارات اللغة الصينية، وهم يعتقدون أن إتقان اللغة الصينية يمكن أن يجعل الأطفال يقفون عند نقطة انطلاق أفضل ولذلك، يتمتع العاملون في الخدمة المنزلية الذين يفهمون اللغة الصينية بترجيب حار، ودخلهم أعلى بكثير من دخل العاملين العاديين في هذه الخدمة. ومن أجل الحفاظ على بيئة تعلم اللغة الصينية دون انقطاع، فلا تزال هذه العائلات تستخدم خدمات الصوت الذكي أو غيرها من برامج الهاتف المحمول التي تدعم الترجمات بين اللغة الصينية واللغات لأجنبية.

وجدير بالذكر، أن السبب وراء "حمى اللغة الصينية"، لا يمكن فصله عن دعم التعليم للغة الصينية في أنحاء العالم. ولم يفتح معهد كونفوشيوس بابا لمعرفة الصين فحسب، بل يقدم أيضًا إسهامات كبيرة في تبادل الحضارات الصينية والأجنبية، مما أصبح بطاقة شهيرة للصين. وفقًا للإحصاءات ، فقد أنشئ أكثر من 500 معهد كونفوشيوس و1000 فصل كونفوشيوس في أكثر من 150 دولة في العالم، ومن المتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يدرسون اللغة الصينية في الخارج إلى 200 مليون بحلول عام 2020

وأشار التقرير المقدم إلي المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني إلى أن الثقة الثقافية هي قوة أساسية لدفع تنمية البلد والأمة. ومع استمرار ارتفاع مكانة الصين الدولية، تُظهر الصين بشكل متزايد الدور الذي يجب على القوى الكبرى أداؤه. ولا يسعى الصعود السلمي للصين إلى الهيمنة من خلال التدخل العسكري، ولكنه يشجع على بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية" بطريقة "التعاون والفوز المشترك" وقد حظي بموافقة وإشادة الكثير من البلدان في العالم. ومع تعميق تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح ومبادرة "الحزام والطريق"، يزداد عدد الدول التي ترغب في تعزيز التبادلات والتعاون مع الصين، وسوف تصبح اللغة الصينية هي اللغة التي يتحدث بها عدد متزايد من الناس في العالم.

   1 2 3 >  

الصور

010020070790000000000000011100001385466341