شي يحث على تعزيز التعاون العملي بين الصين واليونان
أثينا 11 نوفمبر 2019 (شينخوا) حث الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين على تعزيز التعاون العملي بين الصين واليونان، حيث يسعى البلدان إلى تدعيم شراكتهما الإستراتيجية الشاملة.
وقال الرئيس شي خلال محادثاته مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن الصين واليونان حضارتان عريقتان ويتعين عليهما التعاون لتحقيق منافع أعظم لشعبي البلدين والإسهام بشكل أكبر في تقدم البشرية.
وقد اجتمع الزعيمان قبل أسبوع في شانغهاي عندما ترأس ميتسوتاكيس وفد بلاده إلى معرض الصين الدولي للواردات في دورته الثانية.
وذكر الرئيس شي أن الإحصاءات تظهر أن حجم الصفقات التي أبرمتها الشركات اليونانية خلال المعرض نما بمقدار مرتين ونصف مقارنة بالدورة الأولى من المعرض قبل عام.
وتعهد قائلا إن الصين ستوسع انفتاحها بدأب وتقف مستعدة لجلب المزيد من الفرص بما يفيد تنمية الدول كافة، بما في ذلك اليونان.
وأشار إلى أن التبادل بين الحضارات والتعاون متبادل المنفعة يشكلان رابطين رئيسيين في العلاقات الصينية-اليونانية.
وعلى صعيد التعاون العملي، اقترح الرئيس شي بأن يركز البلدان جهودهما على المجالات الأربعة التالية:
أولا، يتعين على البلدين السعي إلى تحقيق تآزر أكبر بين البناء المشترك للحزام والطريق وإستراتيجية اليونان المتمثلة في بناء نفسها لتصبح محور نقل دوليا مهما للوجيستيات.
ثانيا، يتعين على الجانبين توسيع التجارة والاستثمارات البينية، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الكهرباء والاتصالات والصناعة التحويلية والمالية. والصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الزراعية اليونانية عالية الجودة، وتشجيع المزيد من الشركات الصينية ذات الكفاءة على الاستثمار والبدء في القيام بأنشطة أعمال في اليونان.
ثالثا، يتعين على الجانبين تعميق التبادلات الثقافية والشعبية. ولا ينبغي أن يقتصر ذلك على تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل في وراثة التراث الثقافي الغني لأسلافهما فحسب، وإنما يشمل أيضا المساهمة بابتكارات انطلاقا من الاتجاهات الحالية للتنمية العالمية. ويتعين على الجانبين تعزيز التبادلات بين الأفراد والتعاون على المستويات دون الوطنية من خلال استضافة عام الثقافة والسياحة في 2021 في كلا البلدين. كما يتعين على الجانبين دعم التعاون في الابتكار العلمي والتكنولوجي، بما في ذلك إجراء بحوث مشتركة.
رابعا، يتعين على الجانبين دفع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي بشكل مشترك. فاليونان عضو مهم في الاتحاد الأوروبي وأيضا دولة مهمة في منطقة البلقان. وآلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا تثري معنى الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، وتقف الصين مستعدة للعمل مع اليونان لتدعيم آلية التعاون وحماية التعددية والتجارة الحرة بشكل مشترك لتحقيق نتائج تقوم على الفوز المشترك.
وأكد الرئيس شي أن الاحترام القائم على قدم المساواة، والتعاون الودي، والانفتاح والشمولية، وروح ريادة الأعمال كلها خصائص مشتركة للدولتين العظيمتين، وكذلك القوة الدافعة الصلبة للجانبين للسعي إلى تحقيق التنمية من خلال الجهود المشتركة.
وقال إنه يؤمن بأنه في ظل الجهود المنسقة للجانبين، ستحقق العلاقات الثنائية نتائج أكثر إثمارا وسيقدم البلدان مساهمات أكبر في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
ومن جانبه، ذكر ميتسوتاكيس أن الصين تذخر بحضارة قديمة عظيمة وتلعب دورا حاسما في تعزيز السلام والتنمية العالميين.
وقال إن إنجازات الصين في التنمية الاقتصادية فريدة ويمكن تسميتها بمعجزة المجتمع البشري، مشيرا إلى أن توسيع الصين لانفتاحها من شأنه أن يوفر المزيد من الفرص لجميع الدول، بما في ذلك اليونان.
وأشار رئيس الوزراء اليوناني إلى أن التعاون اليوناني-الصيني يتمتع بأهمية إستراتيجية، وأن الشعب اليوناني يشكر الصين على ما قدمته من مساعدة ثمينة خلال الأزمة المالية.
وتعهد بأن تواصل اليونان دعم الصين بحزم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للصين، وأن تقوم اليونان بدور نشط في البناء المشترك للحزام والطريق لتحويل ميناء بيرايوس إلى أكبر ميناء في أوروبا وتعزيز الترابط الأوروآسيوي.
وقال إن اليونان تأمل في أن تصبح بوابة للصين لدخول السوق الأوروبية وترحب بقدوم المزيد من الشركات الصينية للاستثمار والقيام بأنشطة أعمال في اليونان، وهو الأمر الذي سيعزز بقوة النمو الاقتصادي وتوظيف العمالة المحلية.
كما أعرب عن أمله في قيام الجانبين بتعزيز التبادلات والتعاون في الشحن، والطاقة، والتجارة الإلكترونية، والثقافة، والتعليم، والسياحة، وغيرها من المجالات.
وأكد أن اليونان لا تتفق مع الرأي القائل بأن التعاون بين دول وسط وشرق أوروبا والصين سيقسم أوروبا، مؤكدا أن اليونان ستظل ملتزمة بهذا التعاون ولعب دور بناء في تعزيز الشراكة الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأضاف أنه يثق بأن زيارة الرئيس شي ستحقق نتائج مثمرة وتصبح معلما هاما جديدا في تنمية العلاقات بين اليونان والصين والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وعقب محادثاتهما، التقى الزعيمان بالصحفيين وحضرا مراسم تبادل عدد من وثائق التعاون الثنائي التي تغطي الاستثمارات والموانئ والمالية والطاقة والتعليم وغيرها من المجالات.
وأصدر الجانبان بيانا مشتركا بشأن تعزيز شراكتهما الإستراتيجية الشاملة.
وذكر البيان المشترك أن الجانبين أكدا مجددا احترامهما لسيادة الآخر وسلامة أراضيه وكذا فهمهما ودعمهما المتبادل للقضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما الآخر.
وقال البيان المشترك إن الصين أكدت مجددا دعمها لعملية التكامل الأوروبي وأقرت بدور اليونان الهام في تعزيز الشراكة بين الصين والاتحاد الأوروبي.
واتفق الجانبان على الالتزام بمفهوم الانفتاح والشمولية، وبناء اقتصاد عالمي منفتح، ومعارضة جميع أشكال الحمائية والأحادية، والحفاظ معا على النظام التجاري متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، وتعزيز تحرير التجارة وتسهيل الاستثمار، وجعل العولمة الاقتصادية أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا وإفادة للجميع.
وذكر البيان أن اليونان سوف تنشئ قنصلية عامة في تشنغدو، حاضرة مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين. ويدعم الجانبان إطلاق المزيد من الخدمات الجوية بين الصين واليونان.
واتفق الجانبان على توطيد التعاون السياحي باطراد من خلال الترويج للثقافة اليونانية في الصين والثقافة الصينية في اليونان.
وقال البيان إن الصين واليونان، أول من بادرتا بإطلاق منتدى الحضارات القديمة، مستعدتان للعمل بشكل وثيق في إطار هذه الآلية متعددة الأطراف لتعزيز جدوى وتأثير هذا المنتدى على الصعيد العالمي.
وتعد اليونان المحطة الأولى من جولة الرئيس شي الحالية في أوروبا وأمريكا اللاتينية، والتي سيزور خلالها أيضا البرازيل، حيث سيحضر القمة الـ11 لمجموعة بريكس في العاصمة برازيليا يومي 13 و14 نوفمبر.