شي يحث دول بريكس على تدعيم التعددية
برازيليا 14 نوفمبر 2019 (شينخوا) حث الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس دول بريكس على الاضطلاع بالتزاماتها الواجبة في تدعيم التعددية وتطبيقها.
وجاء ذلك خلال كلمة بعنوان "معا من أجل فصل جديد في تعاون بريكس" ألقاها الرئيس شي في قمة بريكس الـ11. وبريكس كتلة من الأسواق الناشئة تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وأشار الرئيس شي إلى أن القمة عقدت في وقت تحدث فيه تطورات حاسمة في الاقتصاد العالمي والمشهد الدولي، لافتا إلى تصاعد جولة جديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي، وموضحا أن نهوض الأسواق الناشئة والبلدان النامية، الذي لا يمكن وقفه، ضخ زخما قويا في إصلاح نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية.
لكن الرئيس شي لفت إلى أنه، على الرغم من ذلك، لا تزال هناك أيضا أسباب تدعو إلى القلق، مشيرا إلى تصاعد الحمائية والأحادية؛ وإلى تفاقم قصور الحوكمة والتنمية والثقة؛ فضلا عن تزايد الشكوك وعوامل زعزعة الاستقرار في الاقتصاد العالمي.
وأضاف الرئيس شي أنه في مواجهة تغيرات عميقة قلما شهد العالم مثيلا لها خلال قرن، يتعين على دول بريكس إدراك التوجه السائد للعصر، والاستجابة لنداءات الشعوب، وتحمل مسؤولياتها.
وتابع "يجب أن نظل على وفائنا بالتزامنا الثابت بتحقيق التنمية وتعزيز التضامن والتعاون بما يحقق الرفاهية لشعوبنا والتنمية لعالمنا"، قبل أن يقدم مقترحا مؤلفا من ثلاثة محاور.
وقال الرئيس شي إنه أولا، يتعين على دول بريكس العمل لتهيئة بيئة أمنية سلمية ومستقرة، داعيا أعضاء الكتلة الخمسة إلى حماية السلام والتنمية للجميع، وإلى التمسك بالنزاهة والعدالة، وتعزيز النتائج المربحة لجميع الأطراف.
واستطرد قائلا "من المهم لنا التمسك بأغراض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وبالنظام الدولي المرتكز على الأمم المتحدة، ومعارضة الهيمنة وسياسة القوة، ولعب دور بناء في تسوية القضايا الجيوسياسية الساخنة".
وأضاف أنه يتعين على دول بريكس أيضا الحفاظ على التواصل والتنسيق الإستراتيجيين على نحو وثيق، والتحدث بصوت واحد من أجل إقامة نظام دولي أكثر عدالة ومساواة.
ثانيا، قال الرئيس شي، إنه يتعين على دول بريكس السعي إلى آفاق تنموية أكبر عبر الانفتاح والابتكار.
وأوضح الرئيس شي أنه يتعين على الكتلة الخمسة تعميق شراكة بريكس بشأن الثورة الصناعية الجديدة، والسعي جاهدة لتحقيق تعاون أكثر إنتاجية في مجالات التجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي والارتباطية، بما يحقق التنمية عالية الجودة.
ودعا الرئيس شي الدول الخمس إلى دعم التشاور المكثف والإسهام المشترك والمنافع المشتركة في الحوكمة العالمية، والدفع في سبيل إصلاح نظام الحوكمة الاقتصادية العالمية.
وأوضح أنه يتعين على دول بريكس الوقوف بحزم ضد الحمائية، والتمسك بالنظام التجاري التعددي وفي مركزه منظمة التجارة العالمية، وزيادة صوت وتأثير الأسواق الناشئة والبلدان النامية في الشؤون الدولية.
كما دعا الرئيس الصيني أعضاء بريكس إلى منح التنمية الأولوية في إطار السياسات الكلية العالمية، وتنفيذ أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 واتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، وتعزيز التقدم المنسق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
ثالثا، قال الرئيس شي إنه يتعين على دول بريكس تعزيز التعلم المتبادل عبر التبادلات الشعبية وتعميق التبادلات الشعبية وتوسيع نطاقها.
واقترح الرئيس شي بالاستفادة من آلية تعاون "بريكس بلس" كمنصة لتعزيز الحوار مع دول وحضارات أخرى حتى تكتسب بريكس المزيد من الأصدقاء والشركاء.
كما شدد الرئيس شي في كلمته على أن الصين تعتزم الانفتاح على نحو أوسع، مردفا بقوله "نعتزم استيراد المزيد من البضائع والخدمات وتيسير وصول الاستثمارات الأجنبية إلى السوق، وتعزيز حماية حقوق الملكية الفكرية. وعبر تلك الجهود، سنفتح آفاقا جديدة في سبيل مواصلة الانفتاح شامل الأبعاد ومتعدد المستويات وشامل القطاعات، في الصين".
وأوضح أن الصين تعتزم أيضا مواصلة التصرف وفق مبدأ التشاور المكثف والإسهام المشترك والمنافع المشتركة، والسعي إلى التعاون المفتوح والأخضر والنظيف في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وتابع "سنواصل إتباع منهج مستدام رفيع المستوى ومتمحور حول الشعب، لتعزيز التعاون عالي الجودة مع البلدان الشريكة في إطار مبادرة الحزام والطريق".
وأضاف الرئيس الصيني أن الصين تعتزم مواصلة تمسكها بسياسة خارجية مستقلة سلمية، وبطريق التنمية السلمية، إلى جانب مواصلة تعزيز الصداقة والتعاون مع جميع البلدان الأخرى على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.
وأكد الرئيس شي أن الصين ملتزمة بالتعاون مع إفريقيا لإقامة مجتمع صيني أفريقي أقوى ذي مستقبل مشترك، موضحا أن الصين تعتزم المضي نحو تعاون أوثق مع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي في مختلف المجالات، وبناء مجتمع بين الصين وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بمستقبل مشترك وتقدم مشترك.
وأكد الرئيس شي أيضا أن الصين تسعى جاهدة في الوقت ذاته من أجل بناء مجتمع منطقة آسيا والمحيط الهادئ ذي مستقبل مشترك يتسم بالانفتاح والشمول والنمو المدفوع بالابتكار والارتباطية الأقوى والتعاون متبادل النفع.
وأضاف أنه "في الإجمال، ستعمل الصين مع بقية المجتمع الدولي نحو تحقيق هدف بناء نمط جديد من العلاقات الدولية وبناء مجتمع بمستقبل مشترك للبشرية".
وفي جلسة مغلقة أيضا يوم الخميس، أشار الرئيس شي إلى أن تضامن وتعاون بريكس يبدو كما لو أنه مصادفة، لكنه في الواقع يمثل ضرورة تاريخية، لأنه يتوافق مع الاتجاه السائد في تطور المجتمع البشري وتطور الوضع الدولي.
وأفاد الرئيس شي أن نمو دول بريكس يؤثر على سرعة ونطاق وعمق تعديل الهيكل الدولي ويغير بشكل أساسي المشهد السياسي والاقتصادي في العالم.
ولفت الرئيس شي إلى أنه لا توجد دولة تنشأ لتكون مهيمنة، ولا يوجد نموذج مقدر له ليكون متفوقا، مضيفا أنه في عصر العولمة، لا يجب أن يكون هناك بعض الناس الذين يقاتلون ضد الآخرين، بل يجب بدلا من ذلك أن يعمل الجميع من أجل جلب المنافع للجميع.
وإذ أكد مجددا على ضرورة التمسك بالتعددية، قال الرئيس شي إن جوهر التعددية هو أنه ينبغي معالجة الشؤون الدولية من خلال التشاور المكثف بدلا من أن تقررها دولة واحدة أو عدد قليل.
وأضاف أن الصين تدعم الإصلاحات اللازمة لمنظمة التجارة العالمية، وتتمسك بقيمها الجوهرية ومبادئها الأساسية، بما في ذلك "المعاملة الخاصة والتفضيلية" للبلدان النامية.
ولدى تشديده على أن الحفاظ على الاستقرار هو شرط مسبق لتحقيق التنمية والازدهار، قال الرئيس شي إن التدخل الخارجي قد زاد من حدة الاضطرابات في العديد من البلدان والمناطق النامية.
وحث الرئيس شي دول بريكس على أن تكون أكثر يقظة في هذا الصدد، مع تعزيز الاتصالات الإستراتيجية، والتعاون للتعامل مع المخاطر والتحديات، وحماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية بحزم.
وأضاف أنه على دول بريكس أن تعزز من شعورها بالمسؤولية والإلحاح، وأن تدفع التعاون في مختلف المجالات إلى الأمام، وذلك بغية التمهيد لمستقبل أكثر إشراقا لشعوبها، وللأسواق الناشئة والدول النامية في العموم، وللسلام والتنمية في العالم.
وترأس قمة بريكس الـ11 الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو. وحضر القمة كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا.
وبالتركيز على موضوع "بريكس: النمو الاقتصادي من أجل مستقبل ابتكاري"، قام القادة بتبادلات متعمقة لوجهات النظر وتوصلوا إلى توافق واسع حول تعاون بريكس والقضايا العالمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.
واتفق قادة دول بريكس الأربع الأخرى على أن بروز الحمائية والأحادية يشكل تهديدا لسيادة جميع البلدان وأمنها.
وقالوا إنه يتعين على دول بريكس تعزيز التواصل والتنسيق لدعم مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ على النظام الدولي القائم على القانون الدولي، وحماية النظام التجاري المتعدد الأطراف العادل والشفاف والمفتوح، والدفاع عن المصالح المشتركة للأسواق الناشئة والدول النامية.
كما دعوا إلى احترام مسار التنمية الذي اختاره كل بلد بشكل مستقل، ومعارضة التدخل الخارجي، والالتزام بحل المنازعات من خلال الحوار، واتخاذ المزيد من تدابير تيسير التجارة والاستثمار، والقيام بتعاون أوثق في مجالات مثل الابتكار التكنولوجي وحماية التنوع البيولوجي.
وصدر إعلان القمة يوم الخميس.
وستعقد قمة بريكس الـ12 في سانت بطرسبرغ في روسيا في عام 2020، وفقا للإعلان.