تعليق: حماية التعددية من أجل عالم أفضل
بكين 18 نوفمبر 2019 (شينخوا) في عالم تزداد فيه الحمائية التجارية والانعزالية، فإن التوافق حول تغيير هذا الاتجاه المدمر ودعم التعددية يتوسع عالميا بشكل مستمر لحسن الحظ.
ويحتاج المجتمع الدولي بشكل ملح إلى نهج منتظم لدعم التعددية. وإن الصين التي كانت دائما مدافعة عن تعاون مربح للجميع واقتصاد عالمي مفتوح، يمكنها تقديم بعض الحلول المفيدة بمحاولة الإجابة على ثلاثة أسئلة أساسية.
السؤال الأول هو، لماذا نحتاج لدعم التعددية. لقد فات عصر قانون الغابة. لا تستطيع أي دولة أن تحيا كجزيرة منعزلة في هذا العالم المتداخل بشكل متزايد، لأن المشاكل والتحديات الشاقة، ومن بينها التغير المناخي والإرهاب، تحتاج إلى حلول عالمية وجهود متضافرة.
وقد أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال حضوره قمة بريكس الـ11 في البرازيل الأسبوع الماضي، إلى أن جوهر التعددية هو معالجة الشؤون الدولية من خلال مشاورات مستفيضة، بدلا من اتخاذ القرار من جانب دولة واحدة أو بعض الدول.
عندما تظهر الخلافات أو النزاعات، يجب أن يكون الحوار والتشاور هو الخيار الأفضل دائما. ويجب رفض الاستخدام المتعمد للقوة وسياسات القوة.
ثانيا، ما هو الهدف النهائي لدعم التعددية؟ الجواب الواضح هو بناء عالم أفضل يتمتع بسلام واستقرار دائمين ورخاء مشترك.
ولقد اقترحت الصين أن تتجمع جميع دول العالم لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. واكتسبت هذه الرؤية اعترافا متزايدا حول العالم وأدرجت في عدد من وثائق الأمم المتحدة.
وقال شي خلال كلمته التي ألقاها في قمة مجموعة العشرين في بوينس آيرس العام الماضي إن "المزيد من التنسيق والتكامل بين الدول يفي بالحاجة لنمو الإنتاجية. وسوف يشكل أيضا مستقبل علاقات الإنتاج. وفي هذه العملية، تصبح الدول مجتمع مصالح ومسؤوليات ومستقبل مشترك، على نحو متزايد."
وهنا يأتي السؤال الثالث، كيف نبني هذا العالم الأفضل المنشود عن طريق تدعيم التعددية؟
تعتقد الصين أن العمل هو الخيار الوحيد. فاتخاذ خطوة ملموسة للأمام، حتى لو كانت صغيرة، لا يقل أهمية عن مبدأ إرشادي لم يتحقق.
وإن الصين بدعمها الثابت لنظام المؤسسات الدولية المرتكز على الأمم المتحدة، أصبحت الآن أكبر مساهم بقوات حفظ السلام بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، كما أنها طبقت بشكل فعال أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.
كما أن مبادرة الحزام والطريق هي فكرة مهمة للصالح العام على المستوى الدولي، تسهم بها الصين في التعاون العالمي من أجل التنمية المشتركة. وتطورت المبادرة أيضا لتصبح منصة ضرورية للعالم لتحقيق المزيد من التعاون عالي الجودة وسط المخاوف المتزايدة من الحمائية.
وفي ظل مواجهة تغيرات عميقة غير مسبوقة منذ قرن، شكلت أغلبية دول العالم جبهة موحدة في دعم التعددية. وبعد التوصل إلى توافق بشأن هذه المسألة، يجب عليهم ترجمة الأقوال إلى الأفعال.