تعليق: حملة بومبيو لتقريع الصين محكوم عليها بالفشل
بروكسل 21 نوفمبر 2019 (شينخوا) لفترة طويلة جدا، قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو دون جدوى بتوجيه التقريع للصين في وقت يسعى فيه جاهدا إلى صرف انتباه المجتمع الدولي عن المشاكل التي يقوم بلده بصنعها.
عندما حث بومبيو منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتوحد ضد ما دعاه بـ "تهديد الصين" يوم الأربعاء في مؤتمر صحفي في مقر "الناتو" هنا، قوبل بعدم اكتراث تام.
وجاء ظهوره في تجمع للناتو في وقت تستمر فيه انقسامات واشنطن مع الناتو في التعمق وتتراجع ثقة الكتلة الأمنية في واشنطن. قد يحاول بومبيو يائسا تصوير الصين كعدو وهمي، لكن الآخرين يعرفون بشكل أفضل. إذ أن مستقبل الكتلة مهدد، لكن ليس من قبل الصين.
عبر تشويه سمعة الصين في التجارة، تجاهل بومبيو دور الولايات المتحدة في استغلال التعريفات الجمركية واللجوء إلى الحمائية. في مواجهة التصدعات المتزايدة داخل الكتلة، ادعى الدبلوماسي الأمريكي أن الناتو كان في "تنافس قيمي" مع دول مثل الصين.
من الواضح أن محاولاته لإنقاذ التماسك الداخلي للناتو من خلال استهداف الصين وتهميش الصراع بين واشنطن والحلف لم تنجح.
فبعد انتهاء خطابه الطويل حول الصين، لم يسأله الصحفيون من الولايات المتحدة أو من الدول الأعضاء في حلف الناتو سؤالا واحدا حول الصين.
بل على النقيض، ركز الصحفيون بشكل رئيسي على الحد من الأسلحة، وإدارات الناتو، وشهادة سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي سوندلاند في إطار تحقيق عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعلى الرغم من عدم اهتمام الصحافة بتصريحات بومبيو عن الصين، إلا أنه استمر في موجة تقريع الصين، وكان ينقصه أن يلقي باللوم على الصين حول معضلة الحد من الأسلحة مع روسيا أو اختلاف أعضاء الحلف حول توجهه المستقبلي أو حتى لماذا يتعين عليهم زيادة الانفاق الدفاعي.
ومن "تهديد الصين" إلى "تحدي الصين"، ومن "الاختلافات القيمية" إلى "النهج الافتراسي"، يبدو أن خطاب بومبيو المناوئ للصين لا نهاية له. فبذكر الصين في كل مناسبة رئيسية تقريبا، بات جمهوره أكثر إرهاقا من تكتيكاته المشوهة للسمعة.
في المناظرات الشهيرة بين لنكولن ودوغلاس قبل 161 عاما، قال الرئيس الأمريكي الأسبق إبراهام لينكولن: "يمكنك أن تخدع كل الناس بعض الوقت وبعض الناس طوال الوقت، ولكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس طوال الوقت".
ربما تخدم حكمة الزعيم الأمريكي الذى حظى باشادة بمثابة تذكير.