تحليل إخباري: خبراء يمنيون : إتفاق تقاسم السلطة قد يخدم استقرار مؤقت في جنوب البلاد

2019-11-22 19:05:56|arabic.news.cn
Video PlayerClose

عدن، اليمن 22 نوفمبر 2019 (شينخوا) عاد رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك مع عدد من أعضاء حكومته يوم الاثنين إلى مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، بعد أسابيع من توقيع اتفاق لتقاسم السلطة في المملكة العربية السعودية.

وتم توقيع اتفاق تقاسم السلطة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي تحت إشراف ورعاية الحكومة السعودية.

وقبيل التوقيع على إتفاق الرياض، كان الطرفان يستعدان لجولة جديدة من النزاع العسكري حول الاستيلاء على عدن والمدن الجنوبية المجاورة الأخرى.

ومع ذلك ، وبدعم مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة ، نجحت المملكة العربية السعودية في احتواء الوضع المتوتر وسدت الطريق التي قد تقود إلى العنف وسفك الدماء وذالك من خلال دعوة الخصمين المتحاربين لحل القضية عن طريق المحادثات السلمية.

وانتهت محادثات المصالحة بتوقيع اتفاق لتقاسم السلطة والذي من شأنه أن ينشئ مرحلة جديدة من التعاون والشراكة بين الفصائل السياسية اليمنية في جنوب البلاد.

وعند وصوله إلى مطار عدن الدولي ، أكد رئيس الوزراء اليمني التزام حكومته بتنفيذ اتفاق الرياض من خلال البدء في تطبيع الوضع في عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة.

وتعهد عبدالملك بإجراء ترتيبات لإصلاح مؤسسات الدولة واستيعاب جميع الفصائل السياسية داخل هيكل حكومة التكنوقراط الجديدة المقرر تشكيلها خلال الأسابيع القادمة.

وأشار إلى أن "الجميع اليوم شريك في مسئولية إنجاح المهام المنصوص عليها في إتفاق الرياض ولذا ليس من الحكمة الابقاء على خطاب التوتر."

ويعتقد عدد من الخبراء اليمنيين أن تشكيل حكومة جديدة لتقاسم السلطة بالتساوي بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي قد يؤدي إلى استقرار مؤقت في جنوب اليمن ولكن ليس دائمًا.

ويرى علي بن هادي الخبير العسكري المتقاعد المقيم في عدن "الاستقرار الدائم في المحافظات الجنوبية بالبلاد لن يتحقق بسهولة من خلال اتفاق الرياض لكن قد نشهد سلامًا مؤقتًا لفتره محدده".

وقال "المجلس الإنتقالي الجنوبي وحتى سكان الجنوب يتطلعون إلى تحقيق أهداف أخرى بما في ذلك الانفراد في حكم مدنهم، ولكنهم ملزمون حاليآ بتقاسم السلطة والادارة لمدنهم مع الحكومة اليمنية".

وأضاف أن تشكيل حكومة جديدة لتقاسم السلطة بين الجانبين لن يحدث تغييراً كبيراً على المدى الطويل ، لكنه سيدفع باتجاه وقف مؤقت للتصعيد العسكري في تلك المحافظات الجنوبية.

وخلص إلى أن ظاهرة الفساد تزداد عندما يتقاسم حزبان يمنيان السلطة "حيث يبدآن في تبادل الاتهامات مثل ما حدث سابقًا".

لكن الناس في المناطق الجنوبية اليمنية ما زالوا يأملون في رؤية تغيير حقيقي في أداء الحكومة الجديدة التي ستعلن خلال الأسابيع المقبلة.

ويروون أنه يجب استغلال توحيد الإنتقالي الجنوبي مع والحكومة اليمنية في تطوير مؤسسات الدولة وتزويد السكان المحليين بالخدمات الأساسية اليومية بما في ذلك الماء والكهرباء.

وقال ناصر مثنى ، الناشط السياسي، إن نجاح الحكومة الجديدة سيقاس بتطور وتحسن الوضع الاقتصادي في الجزء الجنوبي من البلاد بعيداً عن الصراع السياسي.

وأضاف: "سيتم نقل الوضع إلى سلام واستقرار دائم فقط عندما يلمس الناس بعض التحسن في حياتهم الاقتصادية ويستلم الموظفون مدفوعاتهم الشهرية بانتظام دون انقطاع".

وقال إنه "يجب تغيير السياسة العامة للحكومة الجديدة والتركيز على محاربة الفساد وتطوير الوضع الصحي لأن الناس يموتون من الأوبئة دون أي اكتراث".

ويتوقع خبراء آخرون أن تنفيذ اتفاق الرياض على الأرض لن يحدث بسهولة وقد ينشب الصراع العسكري مرة أخرى.

وقالوا إن بعض الوحدات العسكرية رفضت مغادرة عدن وبعض المناطق المجاورة وتسليم قواعدها لقوات الأمن المحلية التي تم تجنيدها حديثًا والتي تشكلت مؤخرًا في عدن ، مما يشكل تهديدًا خطيرًا لنجاح الاتفاق.

وفي أغسطس / آب ، انخرطت القوات الموالية للانتقالي الجنوبي في قتال عنيف في الشوارع مدينة عدن مع القوات الحكومية للسيطرة على المدينة الاستراتيجية وغيرها من المقاطعات الجنوبية المجاورة.

وتمكنت قوات الانتقالي الجنوبي من السيطرة على جميع مؤسسات الدولة بعد هزيمة قوات الحكومة اليمنية التي خلال أيام من المعارك في عدن.

وأقنعت السعودية الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية بإجراء محادثات مصالحة ، والتي نجحت في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة لا يزيد عن 24 وزيراً في وقت سابق من هذا الشهر.

كما تضمنت النقاط الرئيسية للاتفاق عودة الحكومة اليمنية المنفية إلى عدن وتوحيد جميع الوحدات العسكرية تحت سلطة وزارتي الداخلية والدفاع.

واستبعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة سعودية الحوثيين المدعومين من إيران والذين ما زالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات الشمالية في الدولة العربية التي مزقتها الحرب.

وتخوض اليمن الفقيرة حربًا أهلية منذ أواخر عام 2014 ، عندما اجتاح الحوثيون جزءًا كبيرًا من البلاد واستولوا على جميع المناطق الشمالية بما في ذلك العاصمة صنعاء بالقوة العسكرية.

الصور

010020070790000000000000011100001385760141