مقالة خاصة: نظرة على بعض المنتجات الصينية المنتشرة في الأسواق العربية في 2019
بكين 24 نوفمبر 2019 (شينخوا) في قديم الزمان، نقل التجار العرب العطور والجزر والثوم وغيرها من البضائع إلى الصين عبر قوافل تقودها الجمال، وجلبوا معهم الشاي والحرير إلى المنطقة العربية. مع تقدم العصور وتطور المواصلات وزيادة التبادلات الثنائية، تغيرت نوعية البضائع لتنتشر السيارات الآلية والهواتف الذكية والحافلات الكهربائية والأجهزة المنزلية والموفرة للطاقة صينية الصنع، إضافة إلى المنتجات التقليدية الصينية الأخرى، في الأسواق العربية.
-- سيارات آلية وحافلات كهربائية
في بداية هذا العام، ظهرت 33 لوحة إعلانية كبيرة في مطار دبي الدولي، أحد المطارات الأكثر ازدحاما في العالم، لتجذب شركة (شيري) الصينية للسيارات انتباه المستهلكين العرب مرة أخرى. منذ تصدير أول سيارة شيري إلى سوريا في عام 2001، لطالما كانت السوق العربية مجالا رئيسيا لعملية تطور الشركة في الخارج. وقد بلغت حصة شيري 600 ألف سيارة في سوق الشرق الأوسط، وقد أنشأت 4 مصانع إنتاج و3 مشاريع مشتركة في المنطقة حتى الآن.
كما تزداد حصة شركة (بي واي دي) الصينية للسيارات في السوق المصرية باستمرار. وقال هوانغ تشي شوي، المدير العام لقسم مبيعات الشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا، إن (بي واي دي) تمتلك حاليا 4 إلى 5 في المائة من الحصة السوقية في مصر، كما أنها تعد موردا رئيسيا لمشاريع سيارات الأجرة التي تدعمها الحكومة، وتتركز منطقة مبيعاتها بشكل رئيسي في العاصمة القاهرة.
ويعد الطلب قويا في السوق المصرية، إحدى أكبر أسواق السيارات في منطقة شمال إفريقيا. ولا يعتبر سوق السيارات في مصر مهما بالنسبة للشركة في المستقبل فحسب، بل يمثل أيضا سوقا مهمة للطاقة الجديدة والنقل عبر السكك الحديدية.
ودشنت وزارة الإنتاج الحربي المصرية في أكتوبر الماضي مشروع توطين تصنيع الحافلات الكهربائية في البلاد، وذلك بالتعاون مع شركة (فوتون) الصينية. وتتضمن الاتفاقية الموقعة مع الشركة الصينية تصنيع 2000 حافلة على مدى أربع سنوات، بحيث يتم تصنيع أول 50 حافلة في الصين، على أن يتم تدريجيا نقل الخبرات الصينية إلى المصنع المصري. وبدأت صناعة السيارات الصينية تكتسب شعبية وثقة متنامية داخل السوق المصرية، حيث تساعد الحكمة الصينية في عملية تحسين نظام النقل المصري وبيئة الحياة، علاوة على معالجة التلوث.
-- الهواتف الذكية
"لقد أصبحت هواتف هواوي منتشرة بكثرة في مصر على مدار السنوات السبع أو الثماني الماضية"، هكذا قال عادل معوض، الذي يعتبر نفسه من أوائل مستخدمي هواتف هواوي. ويأتي هذا الكلام ليؤكد على أن علامات شركات هواوي وأوبو وشياومي الصينية أصبحت مشهورة في مصر، حيث تنتشر متاجر لهذه الشركات في غالبية مراكز التسوق الكبيرة.
وقال حسين محمد، أحد موظفي متاجر شركة هواوي، التي تبيع الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة القابلة للارتداء وغيرها من المنتجات، إن هواوي غدت علامة مشهورة للهواتف سواء في مصر أو في السوق العالمية، متوقعا زيادة مبيعات الشركة في مصر في المستقبل.
بدوره، أوضح عبد الرحمن عامر من فريق التسويق بشركة شياومي، أن الشركة لديها حاليا حوالي 15 فرعا في معظم المحافظات المصرية، قائلا "نحن نعمل على افتتاح خمسة فروع أخرى هذا العام، ولدينا أيضا 2000 موزع معتمد في جميع المحافظات المصرية".
في غضون ثلاث سنوات، باتت هواتف شياومي من العلامات التجارية الكبرى للهواتف المحمولة ضمن السوق المصرية. وذكر عامر أن الشركة تنتج، بجانب الهواتف المحمولة، أجهزة ذكية صديقة للبيئة تستخدم في المنزل ويمكن التحكم فيها من خلال تطبيق للهاتف المحمول.
-- الأجهزة المنزلية
تحظى الأجهزة المنزلية التي تصنعها شركة كونكا الصينية بشعبية كبيرة في مصر، حيث أصبحت منتجاتها من أجهزة التلفاز الخيار الأول في منصة التجارة الإلكترونية الأفريقية (جوميا). وفي أغسطس من هذا العام، أعلنت الشركة في القاهرة أنها أنشأت شركة (كانغ هاو) للتكنولوجيا المحدودة مع شركة الأجهزة الكهربائية المحلية (هوهو) بشكل مشترك في سبيل توسيع نطاق وصولها في أسواق إفريقيا وغرب آسيا.
وقال تشانغ تشانغ جوي، نائب مدير شركة (كانغ هاو)، إن منتجات الشركة تشمل أجهزة تلفزيون "إل سي دي" وغلايات كهربائية ومصابيح موفرة للطاقة وأفران ومكانس كهربائية وغيرها. ويصل حجم إنتاجها السنوي في الوقت الحاضر إلى 600 ألف جهاز تلفزيون "إل سي دي" و3 ملايين غلاية و50 مليون مصباح موفر للطاقة، مما يوفر حوالي 600 وظيفة محلية.
وأضاف أن الشركة المشتركة تقوم ببناء ثلاثة مصانع جديدة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من البناء وبدء العمل فيها في ديسمبر من هذا العام، مقدرا بأن الإنتاج السنوي لتلفزيونات "إل سي دي" سيصل إلى 1.6 مليون جهاز، والإنتاج السنوي للمصابيح الموفرة للطاقة سيتجاوز 10 ملايين، فيما سيزداد الإنتاج السنوي للغلايات الكهربائية إلى 5 ملايين أو أكثر.