مقالة خاصة: التوترات التجارية مع الصين تلقي بظلال قاتمة على موسم عطلة التسوق في الولايات المتحدة
واشنطن 30 نوفمبر 2019 (شينخوا) يعتبر موسم عطلة التسوق في الولايات المتحدة تقليديا موسما مليئا بالمتعة والمرح لكل من باعة التجزئة والمستهلكين فيها. ولكن، مع انطلاق موسم عطلة التسوق لهذا العام خلال عيد الشكر، بدا المزاج مختلطا نسبيا.
لقد ظل باعة التجزئة، وخاصة الصغار منهم، يعانون من كيفية التعامل مع آثار الرسوم الجمركية الإضافية على الواردات من الصين، بينما ظل المستهلكون، الذين يتوقعون أفضل الأسعار، قلقين من الزيادات المحتملة بالأسعار مستقبلا.
إن موسم عطلة التسوق يقصد به عادة الفترة بين عيد الشكر وعيد الميلاد (الكريسماس)، بينما يحدده البعض بطول شهري نوفمبر وديسمبر. قال الاتحاد الوطني لباعة التجزئة إن مبيعات العطلات تمثل نحو 20% من مبيعات التجزئة السنوية كل عام، ولكن الرقم يمكن أن يرتفع لـ30% لبعض باعة التجزئة، مثل متاجر الدمى والهدايا والألعاب.
ورغم توقع باعة التجزئة بازدياد النفقات بسبب الرسوم الجمركية، وهناك توقعات عامة بمواصلة ارتفاع الأسعار، ولكن إمكانيتهم لرفع الأسعار لتغطية الزيادة بالنفقات "تبقى محدودة" وفقا لما جاء في أحدث استطلاع لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي حول الأوضاع الاقتصادية، والمعروف بتقرير "الكتاب البيج"، الذي نشر في وقت سابق من هذا الأسبوع.
في منطقة كليفلاند الفيدرالية مثلا، قللت محلات بيع الملابس، الخصومات على الأسعار في مثل هذا الموسم، لأنها مضطرة لتغطية الزيادة بالأسعار نتيجة للرسوم الجمركية. وهذا يشمل قطاع المأكولات أيضا، حيث قال صاحب محل مأكولات إنه رغم الزيادة في النفقات نتيجة الرسوم الجمركية، ولكنه "لا يستطيع رفع الأسعار" بسبب المنافسة الحادة.
إن تردد باعة التجزئة في رفع الأسعار أمر واضح بالنسبة لمستهلك مثل كيلسي بورهان وسلوني سميث، اللذين قالا لـ((شينخوا)) قرب متجر في فرجينيا ليلة الخميس إنهما لم يلحظا أية تغييرات بالأسعار في نفس المتاجر التي اعتادا التبضع منها.
أما كومار كنسون، الذي اعتاد على التبضع من هذه المتاجر، خلال يوم عيد الشكر، على مدى 9 سنوات مضت، فإن هذه السنة مختلفة تماما، وقال إنه "قلق بالتأكيد" من آثار الرسوم الجمركية الإضافية الناجمة عن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأضاف "أن الرسوم الجمركية تؤثر على الأسعار، وستؤثر فعلا. وسترتفع تدريجيا، وأرى أن هذا ما سيحدث".
ورغم المعارضة القوية، فرضت الحكومة الأمريكية رسوما جمركية إضافية بمعدل 15% على ما قيمته 110 مليارات دولار أمريكي من الواردات من الصين، بدءا من أول سبتمبر المنصرم، وشملت مجموعة واسعة من السلع الاستهلاكية ومنها الملابس والأحذية، والأطعمة والكتب. وهددت الولايات المتحدة أيضا بفرض رسوم جمركية إضافية على منتجات صينية أخرى ومنها الألعاب والالكترونيات.
وفي ظل المفاوضات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والصين، يشعر باعة التجزئة والمستهلكون في الولايات المتحدة، بنوع من الأمل، بأن يتم التوصل لاتفاق تجاري بين الجانبين، وخاصة اتفاق مرحلة أولى، بحيث يؤثر إيجابيا على الأعمال والاستهلاك.