مقالة خاصة: النجاة من زيادات في التعريفات الجمركية قبل الكريسماس وصناعة لعب الأطفال في الولايات المتحدة تتوق إلى اليقين

2019-12-25 17:23:23|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بوكا راتون، الولايات المتحدة 24 ديسمبر 2019 (شينخوا) بفضل إعلان طال انتظاره صدر في وقت سابق من الشهر الحالي ويفيد بأن الولايات المتحدة والصين اتفقتا على "المرحلة الأولى" من الاتفاق الاقتصادي والتجاري، فإن صناعة لعب الأطفال في الولايات المتحدة، وذلك من بين العديد من الصناعات الأخرى، نجت بالكاد من زيادات كارثية محتملة في التعريفات الجمركية قبل عيد الميلاد (الكريسماس).

فقد بث ذلك شعورا بالارتياح في قلب جاي فورمان، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة (بازك فن) لتجارة لعب الأطفال ومقرها فلوريدا، حيث شبه هذا التهديد بأنه كان بمثابة "سيف" على رأسه، قائلا إنه ألقى بظلاله على العمليات والخطط والتنمية التجارية.

وقال فورمان، خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، "بالطبع أشعر بالارتياح لأنني لم أعد أواجه كارثة وشيكة كانت ستمطر على رأسي"، مضيفا "وكنت سأشعر بأني أفضل حالا بكثير إن لم أواجهها من البداية".

-- اتفاق يلقى ترحيبا

على مدى عدة أشهر، ظل فورمان وزملاؤه في حالة من القلق من وصول "كابوس" يتمثل في أن لعب الأطفال التي تستوردها شركته من الصين ستخضع لتعريفات جمركية إضافية نسبتها 15 في المائة، كان من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 15 ديسمبر.

وقال فورمان عن التعريفات الجمركية "إنها ضريبة مباشرة على بضائعنا وأرباحنا"، مضيفا "إذا ما حاول شخص ما أخذ أرباحنا وتقليلها، فسيصبح ذلك كابوسا".

في مواجهة هذا التهديد، تابعت شركة (بازك فن)، التي يتم تصنيع معظم منتجاتها في الصين، عن كثب المفاوضات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم وعقدت بشكل متواصل اجتماعات لبحث الوضع.

"هل ستدخل التعريفات حيز التنفيذ؟ لدينا اجتماع. ماذا نفعل؟ هل لن تدخل التعريفات حيز التنفيذ؟ لدينا اجتماع. ماذا نفعل؟ لهذا يصبح التخطيط أمرا صعبا حقا"، هكذا قال فورمان.

وأخذ القلق يتزايد حتى يومين قبل الموعد النهائي عندما أعلنت الصين والولايات المتحدة عن اتفاق "المرحلة الأولى"، يليه قرار البيت البيض بعدم المضي قدما في التعريفات الجمركية المقررة التي تستهدف واردات صينية، بما فيها الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وزينة الكريسماس والملابس ولعب الأطفال.

وقال ستيف باسيرب، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية لعب الأطفال الأمريكية ومقرها مدينة نيويورك، إنه يرحب بالاتفاق.

وذكر باسيرب في بيان "مع تبديد حالة عدم اليقين، يمكن أن تمضي شركات لعب الأطفال قدما وتركز على التخطيط وتطوير المنتج وابث البهجة في نفوس الأطفال من خلال اللعب والألعاب التي يصنعونها".

وقال فورمان إنه يدرك أن الاتفاق لن يعمل على حل جميع القضايا التجارية بين البلدين، ولكنه "يعد بمثابة بادرة حسن نية تظهر للسوق والعالم أن أمريكا والصين يمكنهما العمل معا".

-- السلامة أولا

منذ أن بدأت واشنطن نزاعاتها التجارية مع الصين قبل أكثر من عام، كثيرا ما وُجهت أسئلة للشركات الأمريكية، التي تعتمد على مهارة التصنيع الصينية، عن سبب عدم قيامها بنقل إنتاجها إلى بلدان أو مناطق أخرى.

وقالت معظم تلك الشركات إنها لا تستطيع القيام بذلك أو لن تقوم بذلك، بما فيها (بازك فن)، التي تعتبر السلامة "شاغلها الأول".

على مدى العقود القليلة الماضية، عملت (بازك فن) والعديد من شركات لعب الأطفال في الولايات المتحدة بشكل وثيق مع شريكاتها الصينية. وقاموا معا بتطوير أفضل سلسلة إمداد وأعلى معايير للسلامة في صناعة لعب الأطفال.

وذكر فورمان "أنها سلسلة إنتاج وتوريد تتسم بالكفاءة والروعة والأهم من ذلك، المنتجات الآمنة وسلسلة التوريد...فمن الأهمية بمكان حقا أن يتم تصنيع الألعاب بحيث تكون منتجات آمنة"، مضيفا بقوله "إنكم لا تسمعون أبدا بعد الآن مشكلة عن لعبة غير آمنة في الصين".

كما سلط رائد الأعمال الضوء على قوة الصين في مجال التصنيع. وقال "نحن نعتمد حقا على الإنتاجية الصينية كثيرا لأن المصانع والقوى العاملة هناك عالية الكفاءة".

وأضاف "إنهم يعرفون حقا كيفية إنشاء خطوط الإنتاج"، مشيرا بقوله "إنهم متحمسون، ومجدون، ومجتهدون. وأصبحوا جزءا مهما جدا من نمو صناعة الألعاب في الولايات المتحدة".

بالنسبة لـ(بازك فن)، ستستغرق عملية نقل الإنتاج من الصين من 12 إلى 24 شهرا وستتكلف ملايين الدولارات، ناهيك عما سيفرضه ذلك من مخاطر معينة.

وقال فورمان "أستطيع القول إنني لا أرغب في نقل الأعمال من الصين...فلا يوجد خيار جيد لصناعتنا".

-- أوقات عصيبة

كان العامان الأخيران صعبين بالنسبة لصناعة لعب الأطفال في الولايات المتحدة. فقد تقدمت شركة (تويز آر أس)، التي كانت يوما ما من أكبر تجار التجزئة في مجال لعب الأطفال وأكبر عملاء (بازك فن)، بطلب لإعلان إفلاسها في عام 2017، ما أدى إلى إغلاق متاجر وإلغاء عشرات الآلاف من الوظائف.

وذكر فورمان إنه من المتوقع أن تتأثر صناعة لعب الأطفال الأمريكية بانخفاض في المبيعات يتراوح بين 3 و5 في المائة في عام 2019، وعزا ذلك جزئيا إلى إفلاس شركة (تويز آر أس).

يأتي تراجع تجارة التجزئة التقليدية في الولايات المتحدة وسط ارتفاع المبيعات والتسوق على الإنترنت، وهو ما جلب تحديات وفرص لـ(بازك فن) وغيرها من العلامات التجارية للعب الأطفال.

وقال فورمان "نحن جميعا في صناعة لعب الأطفال نمضى ببطء، وسط العديد من التحديات، ونتعلم أفضل الطرق لبيع وتسويق منتجاتنا على الإنترنت".

وبالإضافة إلى منافسه بعضهم البعض، يواجه صانعو لعب الأطفال في الولايات المتحدة أيضا منافسة شرسة من الألعاب الإلكترونية وألعاب الهاتف الجوال والوسائط الاجتماعية. بكل وضوح، لا أحد يريد المزيد من التعريفات الجمركية أو التهديد بها.

وذكر "نحن نعمل في تجارة ذات دورة تطوير طويلة. فنحن نبيع ونعرض منتجات عملائنا الآن للكريسماس المقبل"، مضيفا "عندما تكون هناك حالة عدم يقين بشأن السعر، فستقوم بتحميل التكلفة على عملائك، ولن تستطيع التخطيط بفعالية".

لكن صناعة لعب الأطفال في الولايات المتحدة قد تعتبر نفسها محظوظة، بالنظر إلى أن الكثير من الواردات من الصين لا تزال تخضع لتعريفات جمركية إضافية من جانب واشنطن، والتي تؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني وأرباح الشركات وعامة الناس.

وذكر باسيرب أنه يريد رؤية نهاية للنزاعات التجارية، داعيا الإدارة إلى "اغتنام هذه الفرصة السانحة في الوقت المناسب لإلغاء التعريفات الجمركية التي لا تزال سارية".

الصور

010020070790000000000000011100001386570961