تقرير سنوي: عام 2019 أشبه بركوب الأفعوانية بالنسبة لرجال الصناعة والمستهلكين في الولايات المتحدة وسط حالة عدم يقين تجارية

2019-12-27 16:43:24|arabic.news.cn
Video PlayerClose

نيويورك 26 ديسمبر 2019 (شينخوا) بالنسبة للأمريكيين، يبدو موسم الكريسماس هذا العام موسما يستحق حقا الاحتفال بفضل التقدم الذي أُحرز مؤخرا في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

ففي وقت سابق من هذا الشهر، اتفقت الصين والولايات المتحدة على نص اتفاق المرحلة الأولى الاقتصادي والتجاري الذي يقوم على أساس مبدأ المساواة والاحترام المتبادل، وتلاه قرار البيت الأبيض بعدم المضي قدما في التعريفات المقررة التي تستهدف واردات صينية تشمل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر وزينة الكريسماس والملابس ولعب الأطفال.

-- اتفاق يلقى ترحيبا

لاقت هذه الخطوة ترحيبا واسعا من الأمريكيين من كافة مناحي الحياة تقريبا.

فقد صرح كينيث كوين رئيس مؤسسة جائزة الغذاء العالمية وسفير الولايات المتحدة السابق لدى كمبوديا، في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني إن "هذا الإنجاز" يؤدي إلى "مزيد من الإنجازات".

وقال كوين، الذي عمل في السلك الدبلوماسي بالولايات المتحدة لمدة 32 عاما، "أدركت من خلال تجربتي في العمل الدبلوماسي أن النجاح عادة ما يولد مزيدا من النجاح".

وذكر الدبلوماسي المخضرم، الذي قام بأول زيارة له إلى الصين في عام 1979 وسافر إلى هناك مرارا منذ ذلك الحين، أنه يأمل في أن يبني الجانبان على التقدم المحرز لحل النزاعات التجارية، لأن ذلك "سيسهم بطريقة مهمة في ضمان استقرار النظام التجاري العالمي ككل".

ومن جانبه، قال ستيفن روش، الباحث البارز في معهد جاكسون للشؤون العالمية بجامعة ييل، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اتفاق المرحلة الأولى يعد "إشارة إيجابية كونه يبدد التهديد الوشيك بفرض تعريفات جمركية جديدة".

وأضاف روش أنه "يؤكد التزام الدولتين بتوفير قدر من الارتياح من الضغوط المتعلقة بالتعريفات الجمركية على كلا الاقتصادين والاقتصاد العالمي الأوسع".

أما مارك هايفيلي، كبير مسؤولي الاستثمار العالميين في إدارة الثروات العالمية ببنك "يو بي إس"، فذكر أن الاتفاق "يمكن أن يطلق العنان لاستمرار الاتجاه الصعودي لأسواق الأسهم، مدفوعا بتحسن في ثقة الأعمال وانتعاش في الاستثمار".

فقد سادت بورصة وول ستريت حالة ازدهار شديدة في الأيام الأخيرة بفضل التقدم الذي أُحرز في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وحتى يوم الثلاثاء، ارتفع مؤشر ستاندر آند بورز 500 بواقع 2.6 في المائة هذا الشهر، فيما ارتفع مؤشرا داو جونز وناسداك بنسبة 3.3 في المائة و1.7 في المائة على التوالي.

-- آلام التعريفات الجمركية

رغم إلغاء بعض التعريفات الجمركية، إلا أن المشترين الأمريكيين دفعوا بالفعل المزيد مقابل الواردات الصينية منذ تولي الإدارة الحالية مهامها.

فقد فرضت واشنطن عدة جولات من التعريفات الجمركية منذ العام الماضي. وردا على ذلك، ردت بكين بفرض تعريفات جمركية على بضائع أمريكية.

ولدى وصفه اتفاق المرحلة الأولى التجاري بأنه "إشارة جيدة"، قال جاك كلينهينز، كبير الاقتصاديين في الاتحاد الوطني الأمريكي لتجارة التجزئة، إنه " لا يزال أمامنا شوط طويل علينا أن نقطعه".

وقال كلينهينز في الأسبوع الماضي أثناء حديثه عن أحوال قطاع التجزئة في الولايات المتحدة خلال مؤتمر تليكونفرانس "مازلنا في وضع يتعين علينا فيه مواجهة الحقائق المتمثلة في أنها ضريبة وسيتعين في النهاية على المستهلكين التعامل معها في محافظهم" بما "أننا لم نقم بإلغاء التعريفات الجمركية المفروضة على البضائع".

فقد دفع المستهلكون الأمريكيون والشركات الأمريكية مبلغا إضافيا وقدره 42 مليار دولار أمريكي في الفترة من فبراير 2018 حتى أكتوبر 2019 نتيجة النزاعات التجارية التي كانت واشنطن هي البادئة بها، وفقا لما أعلنته المجموعة الأمريكية القائمة بحملات مناهضة للتعريفات الجمركية وتطلق على نفسها اسم (التعريفات تضر بقلب البلاد) في وقت سابق من هذا الشهر، مستشهدة ببيانات صدرت عن وزارة التجارة الأمريكية.

وحذر جوناثان جولد المتحدث باسم تحالف (أمريكيون من أجل تجارة حرة) قائلا إن الخلاف التجاري "استمر لفترة طويلة وأوقع ما يكفي من الأضرار"، مضيفا أن "الوقت قد حان لكي تتوصل الإدارة إلى اتفاق نهائي مع الصين" لإنهاء الخلافات وإلغاء جميع التعريفات الجمركية الإضافية.

-- عام من القلق

بالنسبة للشركات والصناعات والمزارعين في الولايات المتحدة، الذين يتوقون إلى أسواق موثوقة على المدى الطويل، كان هذا العام حافلا بالعقبات وسط تزايد حالة عدم اليقين التجارية العالمية.

فقد قال إريك جريجوري، رئيس جمعية شركات التقطير في كنتاكي، خلال مقابلة مع ((شينخوا)) إن التوترات التجارية المستمرة التي بدأتها الولايات المتحدة مع اقتصادات كبرى أخرى صارت تمثل جزءا كبيرا من القلق بالنسبة لمصنعي نبيذ البوربون في الولايات المتحدة.

وأضاف "نحن نؤمن بشدة بأنه لا فائز في أي حرب تجارية، ونبيذ البوربون المنتج في كنتاكي هو مجرد أحد الأضرار الجانبية في هذه المرحلة".

أما بالنسبة لجيمي باير، رئيسة جمعية مزارعي فول الصويا في مينيسوتا، ورفاقها في صناعة زراعة فول الصويا بالولايات المتحدة، فقد كانت الحياة أبعد ما يكون عن السهولة على مدار العام الماضي.

وقالت باير، وهي أيضا مزارعة فول الصويا بولاية مينيسوتا في الغرب الأوسط الأمريكي خلال مقابلة مع ((شينخوا)) في أغسطس "نحن نشعر بالإحباط أكثر من أي شيء آخر. لدينا منتج جيد من فول الصويا. ولدينا عملاء جيدون في الصين ومنعنا من التجارة معهم أمر صعب".

فالصين، باعتبارها أكبر مستهلك لفول الصويا في العالم، كانت الوجهة لحوالي 60 في المائة من صادرات الولايات المتحدة من فول الصويا قبل النزاعات التجارية.

وقد انخفضت النسبة إلى 17.9 في المائة في عام 2018 نتيجة السياسات التجارية الحمائية التي تنتهجها واشنطن.

وارتفعت حالات إفلاس المزارع في الولايات المتحدة بنسبة 24 في المائة منذ سبتمبر 2018، أي بعد أشهر قليلة من تسبب النزاعات التجارية للولايات المتحدة مع الصين ودول أخرى في فرض مزيد من التعريفات الجمركية على سلع زراعية رئيسية بما في فول الصويا والقطن ومنتجات الألبان، حسبما ذكر اتحاد المكاتب الزراعية الأمريكية.

وفي ظل هذه الظروف، سعت صناعة السياحة الأمريكية إلى الوصول بالآثار السلبية للاحتكاكات التجارية إلى الحد الأدنى.

وقد صرح رون ماهيلين الرئيس التنفيذي لوكالة (سي أي أيه سي) للسياحة ومقرها مينيسوتا، لـ((شينخوا)) في أغسطس الماضي بأنه يتعين على وكالته القيام بحملات ترويجية أشد صعوبة لمنتجاتها السياحية من أجل جذب المزيد من الزوار الصينيين.

وقال ماهيلين "في هذا الوقت، باتت الأعمال مهددة قليلا من ناحية الصعيد السياسي، وآمل في أن نتمكن من العودة إلى علاقات تجعل النشاط السياحي قويا".

فوفقا لتقديرات المكتب الوطني للسياحة والسفر بالولايات المتحدة، سجلت زيارات الصينيين للولايات المتحدة انخفاضا نسبته 4.7 في المائة حتى سبتمبر 2019، عقب تسجيلها انخفاض نسبته 6 في المائة تقريبا في عام 2018.

واتسع نطاق الأضرار الناجمة عن التوترات التجارية. وتقلص النشاط الاقتصادي في قطاع الصناعات التحويلية بالولايات المتحدة للشهر الرابع على التوالي في نوفمبر، حسبما ذكر معهد إدارة الإمدادات.

وقال تيموثي فيوري، رئيس لجنة استطلاع الأعمال بمعهد إدارة الإمدادات، إن "التجارة العالمية لا تزال تمثل أهم قضية في مجال القطاعات".

-- "نحن بحاجة إلى الصين"

عبر العديد من الأفراد والمؤسسات ومجموعات الأعمال في الولايات المتحدة عن قلقهم بشأن الآثار السلبية المتلاحقة والمترتبة على التعريفات الجمركية على الصناعات ذات الصلة والاقتصاد الأمريكي الأوسع وأعربوا في الوقت ذاته عن توقهم إلى تسوية.

وذكرت باير، الشخصية القيادية في الصناعة والتي انضمت إلى جمعية مزارعي فول الصويا في مينيسوتا في عام 2015، أن حل النزاعات التجارية مع الصين يتصدر قائمة أمنياتها لعام 2019.

واتفقت باير مع وجهة نظر رفاقها في مجال الزراعة بالولايات المتحدة، بمن فيهم كيلي دي. كنغهام (52 عاما)، وهو مزارع في قطاع الألبان من ولاية أيوا الأمريكية.

وقال "نحن بحاجة إلى الصين، نحتاج إلى هذا السوق الدولي للتأكد من أن الأسعار جيدة وإننا قادرون على مواصلة الإنتاج على النحو الذي نحن عليه"، مضيفا أن التجارة المستدامة مع الصين، وهي سوق سريع النمو في مجال الألبان، أمر حاسم بالنسبة لمستقبل منتجات الألبان الأمريكية وخاصة في سعيها لزيادة الصادرات.

وصرح تشاد هارت، وهو خبير اقتصادي زراعي يقوم بالتدريس في جامعة أيوا ومراقب للتجارة بين الولايات المتحدة والصين منذ فترة طويلة، لـ((شينخوا)) بأن حل النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أمر حيوي للبلدين واستقرار الاقتصاد العالمي.

وأضاف "كلما استمر هذا النزاع، أصبحت الخسائر أكبر لأن الضرر لا يزال يتراكم".

وشبه أكبر اقتصادين في العالم بأنهما "بلا منازع شريكان في الرقص"، قائلا "كلانا كبير بما يكفي بحيث لا يستطيع أي منا إخراج الطرف الآخر تماما من الساحة".

وحث الخبراء على بذل مزيد من الجهود المشتركة لمعالجة الخلافات الهيكلية الرئيسية، وهو ما من شأنه تعزيز الثقة وتسهيل العلاقات الثنائية الشاملة.

وقال روش إن الجانبين بحاجة إلى التركيز بشكل أكبر على الأسس المشتركة "التي ستستمر في ربط الاقتصادين ببعضهما البعض، بدلا من التركيز على الخلافات في النزاعات" وذلك لإصلاح العلاقات المتوترة.

وأكد كوين أن "هناك حاجة إلى أقصى قدر من النوايا الحسنة" لتحقيق المزيد من الأهداف.

الصور

010020070790000000000000011100001386616301